الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية دمج الفكر الماركسي مع نضال الحركة العمالية والنضال الطبقي

خليل اندراوس

2019 / 4 / 10
ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي


**أزمة الرأسمالية
التحليل الموضوعي، إذًا هو الذي أدى بماركس الى اكتشاف التناقض الذي ينبت وينمو في الرأسمالية حتى يفضي الى نشوب أزمة عميقة وثورة يموت فيها وبسببها: وهو تناقض بين طابع قوى الانتاج الاجتماعي (الصناعة الكبرى) تلك القوى التي نمتها وتنميها الرأسمالية والامبريالية في عالمنا المعاصر وبين طابع التملك الشخصي (الربح الرأسمالي). فمثلا في عالمنا المعاصر ما يقارب من 300 عائلة تسيطر على الرأسمال العالمي في البورصة والشركات العابرة للقارات وشركات النفط وتجارة السلاح





الطبقة العاملة والحركة العمالية هي واقع موضوعي بعثها وجود طبقة رأس المال.
والفكر الماركسي أمد الطبقة العاملة والحركة العمالية بالبوصلة التي تضيء طريقها وتجعلها منيعة لا تقهر.
لقد استفاد كل من ماركس وانجلز من ظروف موضوعية أفضل من ظروف كبار الفلاسفة الذين جاءوا قبلهما، إذ ان تناقضات الرأسمالية كانت أوضح حين تم نضج ووضع الفلسفة والنظرية الماركسية المادية الجدلية. وفي نفس الوقت كان نضال الطبقة العاملة الثوري في فترة من فترات احتدامه.
لقد نشبت أول أزمة اقتصادية كبرى للرأسمالية عام 1835 ثم أخذت الأزمات تتوالى فإذا بالقوى الانتاجية التي حشدها النظام الرأسمالي تنقلب ضده. وعلى هذا الاساس قامت البروليتاريا، وكان عددها وما يزال يزداد شيئا فشيئًا. والصناعة الكبرى جمعت الطبقة العاملة في نضال ضخم ومنظم. وهذا ما يحدث ايضًا في عالنا المعاصر خلال الأزمات المتكررة والدورية للنظام الرأسمالي وخاصة في أعلى مراحل تطورة النظام الامبريالي العالمي.
وخلال دراسة ماركس للمجتمع الرأسمالي وخاصة في كتابه رأس المال أعطى الدليل العلمي الواضح بأن أساس الاستغلال الرأسمالي هو العمل غير المدفوع أجره (فائض القيمة).
ولهذا نجد ماركس وانجلز بأنهما تميزا عن كبار الفلاسفة الخياليين أمثال سان سيمون وفوربيه وأوين وغيرهم بأنهما بدلا من ان يتخيلا مشروعا اجتماعيا مثاليا أقاما الفلسفة الماركسية على اساس مادي علمي جدلي، فقط ماركس الذي امتلك الفكر المادي التاريخي، وعلم المجتمعات استطاع ان يكتشف الدور التاريخي الذي ستقوم به البروليتاريا في القضاء على الرأسمالية حتى ولو فشلت هذه التجربة أو الثورة مرة أو مرتين أو أكثر كما ورد في البيان الشيوعي. وهنا لا بد وان نذكر بأنه فقط الثوري الفرنسي الكبير أوجست بلنكي (1851- 1881) على عكس الفلاسفة الخياليين أدرك اهمية النضال والعمل السياسي للطبقة العاملة ولكنه عجز، مثلهم عن دراسة المجتمع الرأسمالي دراسة علمية مادية جدلية تاريخية. لقد عجز فلاسفة الاشتراكية الطوباوية عن اكتشاف الدور الذي ستقوم به البروليتاريا في القضاء على الرأسمالية. فظهر عجزهم النظري في صورة عجز عملي. وفقط لدى ماركس والماركسية احتل العلم مكان الخيال واصبحت الفلسفة الماركسية نظرية علمية، لا تبحث عن الحلم والخيال، بل تدرس الواقع الموضوعي العلمي المحسوس للمجتمع الرأسمالي ودراسة تناقضات هذا المجتمع من منطلق مادي جدلي وبأن الصراع الطبقي بين البروليتاريا وطبقة رأس المال، والذي ظهر على مسرح تاريخ الشعوب والذي سيقرر مصير الانسانية، وانتصار البروليتاريا في نهاية الأمر محتوم وحينها ستبني الانسانية مجتمع المستقبل مملكة الحرية على لأرض.
لذلك علينا ان ننظر الى الفلسفة الماركسية بأنها علم وهذا العلم هو معرفة موضوعية للواقع تمدنا الطرق والوسائل لتغيير هذا الواقع، من خلال فهم ودراسة نظرية التاريخ المادية، اكتشاف سر الانتاج الرأسمالي بواسطة فائض القيمة.
لقد اكتشف داروين قانون تطور الطبيعة العضوية وبينما اكتشف ماركس قانون تطور المجتمع الانساني. وهذا القانون هو قانون موضوعي خارجي سابق على وعي الناس وارادتهم. لأن الانتاج- أي النشاط الذي يضمن الناس بواسطته وسائل معيشتهم – هو الذي يكون العامل الاساسي في المجتمعات ويتحكم في تاريخها. إذ تتحدد العلاقات الاجتماعية والمؤسسات السياسية والأفكار بواسطة عملية الانتاج المادية. وقد تسلح ماركس بهذه النظرية العلمية للمجتمعات فاستطاع القيام بدراسة مجتمع زمانه ألا وهو المجتمع الرأسمالي، فكتب يقول في مقدمة كتابه "رأس المال": " هدفنا النهائي هو الكشف عن القانون الاقتصادي لحركة المجتمع الحديث".
التحليل الموضوعي، إذًا هو الذي أدى بماركس الى اكتشاف التناقض الذي ينبت وينمو في الرأسمالية حتى يفضي الى نشوب أزمة عميقة وثورة يموت فيها وبسببها: وهو تناقض بين طابع قوى الانتاج الاجتماعي (الصناعة الكبرى) تلك القوى التي نمتها وتنميها الرأسمالية والامبريالية في عالمنا المعاصر وبين طابع التملك الشخصي (الربح الرأسمالي). فمثلا في عالمنا المعاصر ما يقارب من 300 عائلة تسيطر على الرأسمال العالمي في البورصة والشركات العابرة للقارات وشركات النفط وتجارة السلاح.
والصفقة الأخيرة التي عقدت بين الرأسمال الامريكي ونظام الاستبداد الكومبرادوري السعودي حيث وصلت قيمة هذه الصفقة الى مبلغ 380 مليار دولار، لأكبر دليل على سيطرة افراد وعائلات على مصالح وشعوب العالم والمنطقة.
ومن هنا ليست "العاطفة" التي ادت بماركس على اعتبار الطبقة العاملة بأنها ستخلف البرجوازية، بل هو تحليل موضوعي للرأسمالية. فقد اكتشف ماركس ان الرأسمالية لا يمكن ان تعيش الا بفائض القيمة الزائدة أي باستغلال الطبقة العاملة – البروليتاريا.
والتناقض بين مصالح البرجوازية والبروليتاريا الموضوعي جزء لا يتجزأ من الرأسمالية وخاصة في أعلى مراحل تطورها الامبريالية، وهنا لا بد وان نذكر بأن ماركس لم يكن أول من لاحظ وجود النضال الطبقي وهو يقول ذلك، ولا سيما في رسالة وجهها لفايدمير عام 1852 حيث يقول: "أما فيما يتعلق بي، فلا يرجع الفضل لي باكتشاف وجود الطبقات، ولا باكتشاف النضال بينها. فقد وصف مؤرخون برجوازيون قبلي (أمثال تييري وجيزو) منذ زمن بعيد تطور هذا النضال التاريخي. كما شرح اقتصاديون برجوازيون التركيب الاقتصادي. اما ما احدثته انا فهو:
1- برهنت على ان وجود الطبقات لا يرتبط الا بأطوار التطور التاريخي الذي يحدده الانتاج.
2- ان النضال الطبقي يؤدي بالضرورة الى دكتاتورية البروليتاريا.
3- ان هذه الديكتاتورية نفسها لا تكون الا مرحلة انتقال لالغاء جميع الطبقات والانتقال لمجتمع بدون طبقات
فملاحظة ماركس لوجود هذا النضال بين البروليتاريا وطبقة رأس المال، الموجود منذ انحلال المجتمع القديم، دراسة علميا جدلية وتاريخيا ووصل الى استنتاج علمي موضوعي بأن هذا النضال هو العامل المحرك للتاريخ لأن التناقض بين قوى الانتاج وبين علاقات الانتاج ينحل بواسطته.
وهكذا سيكون حال الرأسمالية: فان نضال البروليتاريا، الطبقة المستغَلة ضد الطبقة المستغِلة البرجوازية، سيحل التناقض بين قوى الانتاج الرأسمالية وهذا الحل سيكون عن طريق الملاءمة بين هذه العلاقات وتلك القوى أو بجعل وسائل الانتاج اشتراكية. وهي مرحلة ضرورية للتطور التاريخي (شأن الرأسمالية في الماضي) ويخلص ماركس الى تحويل المجتمع الرأسمالي الذي لا مفر منه الى مجتمع اشتراكي معتمدا في ذلك على قوانين حركة المجتمع الحديث الاقتصادية.
ومن هنا نقول بأن ماركس يحاكم البرجوازية الرأسمالية بقدر ما تضع هذه الطبقة مصالحها فوق كل شيء، فترتكب كل الشرور للمحافظة عليها. وهذا ما يحدث في عصرنا الحالي من قبلها أي من قبل العالم الرأسمالي الامبريالي وعلى رأسه رأس الحية الولايات المتحدة الامريكية الشيطان الأكبر التي تفعل كل الجرائم من حروب في افغانستان واليمن والعراق وليبيا وسوريا بدعم الشيطان الأصغر الاسرائيلي والسعودي.
واذا كانت البروليتاريا- الطبقة العاملة، منذ الآن الطبقة الثورية الوحيدة فليس ذلك لأن ماركس قد قرر، جريا وراء عاطفته انها يجب ان تكون كذلك بل هي كذلك موضوعيا بسبب وضعها التاريخي داخل الرأسمالية.
والطبقة العاملة ثورية لأنها ثمرة المجتمع البرجوازي الرأسمالي ولا يمكن أن تؤمن معيشتها الا بمحاربة الطبقة الرأسمالية. وذلك لأن تجمع الرأسمالية يقوي البروليتاريا ويزيد عددها. ولأن البروليتاريا، عندما كانت لا تملك شيئا فانها لا تخسر في هذه الثورة سوى أعتلالها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح