الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرد .. والخيار الأمريكي!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 6 / 24
القضية الكردية


بير رستم (أحمد مصطفى)
كتبت منذ يومين بوستاً بعنوان؛ "الأمريكان يهمهم مصالحهم وليس قضايانا .. إذاً لنحقق لهم تلك المصالح كي تنتصر قضايانا!" حيث قلت فيه؛ "لنكن واقعيين حيث لا الأمريكان ولا الروس ولا أي قوة إقليمية أو دولية، ستأتي لتبني لك وطناً وكياناً سياسياً مستقلاً في كردستان، بل جل ما يمكن البناء مع هذه القوى العالمية هي تحالفات سياسية عسكرية تعتمد على تلاقي وتقاطع المصالح وبالتالي على القوى السياسية الكردية إن كانت في روج آفا أو إقليم كردستان العراق أن تقدم ما يؤكد بأن الكرد قادرين على رعاية وحماية مصالح تلك البلدان والحكومات وعندها سوف يستمر دعمهم للكرد على أساس حليف وشريك لهم وليس لعدالة القضية الكردية .. أما دون ذلك فكله يندرج في إطار الكلام العاطفي والتنظير الأيديولوجي وعلى هذا الأساس فإن الأمريكان سوف يقدمون الدعم لقوات سوريا الديمقراطية".

وأضفت؛ "لكن وعندما يتوفر البديل الأفضل من تلك القوات سوف ستخلون عنها ويقدمون الدعم للحليف الجديد وذاك ما رأيناه ما حصل مع الأتراك عندما حاولت القيادة التركية الضغط على الإدارة الأمريكية للخيار بينهم وبين وحدات حماية الشعب فجاء الموقف الأمريكي لصالح هذا الأخير وكانت مفاجأة للكثيرين الذين كانوا يراهنون بأن الأمريكان لن يتخلوا عن دولة إقليمية ذات نفوذ مثل تركيا لصالح قوات ما زالت في طور التكوين، لكن ما تناساه أولئك المحللين؛ بأن الأمريكان قادرين على تصغير من كبر تحت رعايتهم وكذلك فهم قادرين على تقوية من تم إضعافه سابقاً بقرار دولي وإقليمي وهذا ما نراه اليوم .. الملخص من المقولة؛ الأمريكان يهمهم مصالحهم وليس قضايانا، فلنحقق مصالحهم كي تنتصر قضيتنا".

لكن جاءتني عدد من الردود التي ترفض هذا التحالف تحت ذرائع وحجج متعددة وها إنني أقول لأولئك الأصدقاء الذين ينكرون على الكرد التعامل مع الأمريكان _مع أن الجميع يركض من أجل أن يقبل الأمريكان بهم والتعامل معهم، بمن فيهم أولئك المنتقدين وحلفائهم السياسيين_ لكن ورغم ذلك نقول لأولئك الإخوة والأصدقاء؛ ليتكم لو تقرؤون الواقع بعيداً عن الأيدلوجيات والمواقف الجاهزة، بل ليتكم تطرحون بشفافية وتقولوا لنا: ما هي بدائلكم وعن أي بديلٍ تتحدثون وهل توفر للكرد بديل أفضل وهم رفضوه أيها الإخوة حيث وللأسف نحن محاطون بأحزاب ودوّل وأيدلوجيات تعادي الكرد وقضاياهم وحلمهم في أن يكون لهم كيان وهوية أسوةً بكل شعوب العالم والمنطقة.. للأسف أنتم أيها الإخوة الشيوعيين والماركسيين واليساريين عموماً تعانون من "فوبيا الإمبريالية الأمريكية" وكل مواقفكم تقوم على هذه المعضلة الإشكالية ولذلك لا يعتد به كثيراً؛ كونه موقف أيديولوجي متزمت أكثر مت تكون قراءة سياسية واقعية.

أما التيار القومي العروبي أو الإسلامي الإخواني فهو نابع من صراع المصالح وهم يحاولون أن يوقعوا بين الكرد _أو طرف كردي على الأقل والأمريكان_ وذلك بهدف الإضرار بالقضية والمشروع الكردي الذي بدأ يتبلور في المنطقة بدعم أمريكي وبالتالي هم ينطلقون من مواقف معادية ونحن ندرك ذلك.. ولذلك نتفهم موقفهم انطلاقاً من هذه القراءة حيث الكل يبحث عن مصالحه، لكن لو توفرت لهم الفرصة للجلوس في الحضن الأمريكي لم ترددوا لحظة واحدة في ذلك حيث سيدتهم -تركيا- باتت تخشى على مؤخرتها بأن تصبح عارية بعد أن بدأ الأوربيين والأمريكيين بنزع "ورقة التوت" عنها ولذلك تجدون وكلائها في المنطقة يحاولون قدر الإمكان إفشال الكرد بهدف إيهام الأمريكيين؛ بأن لا بديل عن الحليف التركي الإخواني حالياً في المنطقة.
وأخيراً نقول لهؤلاء وأولئك وكل الذين يأخذون على الكرد تحالفهم مع الأمريكان؛ بأن ما يهمنا هو تحقيق واقع أفضل لشعبنا وحالياً ليس هناك من قدم ما هو الأفضل لنا من الأمريكان ولذلك سوف نحاول الحفاظ على هذا التحالف والعمل بتفان وإخلاص لخلق وإيجاد تحالفات أخرى حيث العقلانية السياسية تتطلب إيجاد البدائل وأن "لا تضع كل بيوضك في سلة واحدة" حيث وكما قلنا في بداية المقال ومن خلال ذاك البوست الذي اعتمدنا عليه كمدخل للمقال؛ بأن الأمريكان يهمهم مصالحهم وليس قضايانا، لكن ليس هناك ما هو الأفضل ومن يقول بأن هذا خطاب الفاشلين فإن ردنا له هو التالي: إن قول ما هو في الواقع ليس "منطق العاجزين" صديقي، بل هي قراءة الواقع بعقلانية وليس من خلال بروباغندا وشعارات حزبية، ثم إن قول الحقيقة لا يعني الوقوف عاجزاً، بل يعني التشخيص الواقعي والتعامل معه بواقعية بالإضافة إلى العمل الجاد إلى أن تتوفر ويتم خلق البديل والحلول الأفضل.

وبالمناسبة فإن أكبر الفاشلين هم أصحاب الشعارات الكبيرة دون قراءات واقعية وإدراك حقيقي للظروف والبيئات المحيطة بهم وبمشاريعهم السياسية وبالتالي الفشل والإحباط الذريع لهم ولتلك المشاريع الطوباوية وأعتقد بأن التاريخ يشهد على أولئك الفاشلين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ردي على المقال
صباح ابراهيم ( 2017 / 6 / 26 - 15:07 )
لقد اثبت الواقع ان الاحزاب الكردية لا تبحث الا عن مصالح قياداتها الذاتية والاطماع الشخصية والمليارات الخضراء المودعة في البنوك العالمية لحساباتهم العائلية والخاصة
لا يوجد من يبكي على القضايا الكردية او مصالح الشعب ، لن تخدعوا الا انفسكم ، فالشعب الكردي كما هو العراقي خارج الاقليم يئن من الجوع والفقر والبطالة والعوز والارامل و الايتام و عوائل الشهداء المظلومين ، ولن تجد حزبا شيعيا او سنيا يرحمهم . فكلكم سواء تبحثون عن المليارات فقط
فلا تتكلم باسم الشعب الكردي ومصالحه ، فكلكم في النهب والسرقة سواء .

اخر الافلام

.. حاكم ولاية تكساس يبدل رأيه في حرية التعبير في الجامعات: المت


.. الأخبار في دقيقتين | مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش غزو رفح ومف




.. Iranian authorities must quash Toomaj Salehi’s conviction an


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام مقر انعقاد مجلس




.. تفاعلكم | شاهد.. عنف واعتقالات في مظاهرات طلابية في أميركا د