الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( الراهب ) .. قداسة الحب والشعر

حسناء الرشيد

2017 / 6 / 24
الادب والفن


(( الحب في قصيدة الشعر الشعبي بين مفهومي الرغبة والحب العذري ، قصيدة " الراهب " نموذجاً ))



#مقدمة_لا_بد_منها // : كنتُ قد توقفتُ عن كتابة المواضيع المختصة بالشعر الشعبي أو بالشعراء الشعبيين وتحليل بعض قصائدهم (( تحديداً )) منذُ فترةٍ ليست بالقليلة والسبب في ذلك يعود لبعض انشغالاتي ولظروف عملي .. لكن القصيدة التي وددتُ الكلام عنها لهذا اليوم هي السبب الذي أجبرني فعلاً على الكتابة من جديد وذلك لكثرة التساؤلات التي أثارتها في داخلي ، والموضوع الذي رغبتُ بطرحه قد يكون مختلفاً بعض الشيء ..

فكلنا نعلمُ أن القصيدة ( شعبيةً كانت أو فصحى ) ترتكزُ على الحب بصورةٍ أساسية ( بغضّ النظر عن ماهية ذلك الحب أو عنوانه كأن يكون حباً للوطن ، الأم أو الحبيبة ) لكن الطريقة في التعبير عن الحب كانت مختلفة من قصيدةٍ لأخرى ..

وقصيدة اليوم التي اخترتها أنموذجاً لحديثي كتبَ عنها الكثيرون قبلي بل ربما سيكتب عنها آخرون بعدي لكني أردتُ الكلام عن فكرةٍ معينة كانت محور هذه القصيدة والأمر الأكثر بروزاً فيها وما ذاك إلا ( الحب العذري ) ، حب الروح إن صحّ التعبير ، فقصيدة الراهب للشاعر باسم الخاقاني قامَ فيها شاعرها بوصف مفاتن حبيبته ولكن بطريقة أقرب إلى التهجد أو العبادة _ وكان راهباً بحق في بعض الأبيات _ ، راهباً يخشى الله لدرجة تجعله يشعر وكأنه يسكنه : ( وچان الله بيّه بكل كتر ) ، والرب الذي يسكنه هو ذاته ذاك الرب الذي كان ينبغي أن يطيع أوامره بأن لا يعشق فكما نعلم أن من أهم تعاليم الرهبنة ( أن لا يدخل حبٌ آخر قلب الراهب أو المتعبد فهو يهبُ نفسهُ لله وحده ) فما الذي جعلهُ يعشق ويختلي بمحبوبته كذلك ومن غير أن يمسها بناءً على ماجاء في بعض أبيات القصيدة ..؟

والسؤال الأكثرُ إلحاحاً هنا : ذلك الراهبُ ، كان ينظر بتمعنٍ إلى مفاتن تلك الحبيبة لدرجة أنه وصفها بعذوبةٍ وبطريقة تفصيلية حين قال : ( گردالتك ضحكة نبي .. ومن التراچي للحنچ ميلة وحي ) أو : ( محرابك اتلج فضّته ، والليل اغانيّه كحل وحنّه وجدايل مستحه التفّن على الرگبة ذنب ) ، وكأنهُ يسعى لوصف الأجواء التي كانت تحيطهما معاً بطريقةٍ ضبابية بعض الشيء وللمتلقي أن يفسرها كما يهوى ..

فنحنُ نجدهُ يتأرجحُ بين التلميح والتصريح في بعض أبياته كي ( وكما أسلفت ) يمنح للقارئ مساحةً أوسع للخيال والتفكير :

( وطشّر حريرك لو ردت ، ماتسوه ينضمّ النفس
الدنيه مسه .. واحنه بسرايرنه شمل ) .. وأظنها دعوةٌ واضحةٌ للخروج على قيود الحب العذري ..

لكن شاعرنا يعودُ الى شريعة النجاة ( أخيراً ) حين يطلبُ الغفران في نهاية القصيدة : ( واحييني حتى استغفرك ، والغاية ردت استغفرك ) ..


والأمر يدعو للتأمل حقاً ، فهل كانت هذه القصيدة دعوةً للحب العذري الخالص لراهبٍ شاء الله أن يقع الحب في قلبه رغماً عنه فأطاع أمر الهوى ، أم أن ذلك الراهب قرر أن يثور على التعاليم التي قيدت مشاعره ورغباته لفترةٍ طويلة ، فعشق ورغب بالآخر في ذات الوقت ؟


(( والتساؤلات كثيرةٌ حقاً ، أكثرَ حتى من أن يسعها مقالٌ واحد ))


فشكراً لوقتكم …



بقلمي / حسناء الرشيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة