الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة.. وتطور ظهورها... وخواطر عن الحرية...

غسان صابور

2017 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية




بعد اعتقال الحريات العامة.. ورمي مئات آلاف المعارضين بالسجون.. أو طردهم من كل الوظائف.. ورميهم بأحضان البطالة... ها هي حكومة آردوغان التركية تخنق العقل وتحتقر الحقيقة وتخاف منها وتخفيها.. بمنع هذه المادة من الكتب المدرسية المتوسطة والثانوية.. حفاظا على "الثقافة التركية".. يعني كما تتطلب عقيدة حكومته ورئيس "جمهوريتها" الإخونجية الإسلامية.. منع كل نظرية علمية لا تتوافق من شريعته الإسلامية, والتي تبعد تركياه ودساتيرها وقوانينها العثمانية, عن علمانيتها وكل مكاسبها الحضارية المتطورة التي أمنها ونشرها رئيسها العلماني كمال أتاتورك...منذ حوالي قرن كامل... ها هو رجب طيب آردوغان يفجر العقل والمنطق والفكر.. لا يهمه سوى تمجيد شخصه وسلطته ورغبات سلطنته, غير آبـه بأية معارضة ثقافية آكاديمية أو جامعية أو فكرية.. وما كان أكثرها بهذا البلد.. ولكن بعد حقبتين من حكم آردوغان ولجم فكر وعقل نصف سكان تركيا.. سواء بالإعلام أو بالقضاء أو الشرطة والجيش أو أساتذة الجامعات والمدارس.. يعني أي صوت يعارض أو ينقد أو ينتقد... وهكذا تفتح أوتوسترادات أمام رغبات سلطنته أو خلافته أو أية حكومة كراكوزية.. مهمتها تنفيذ أبسط رغباته الفردية... ومن تبقى يتبع مثل الغنم... وبعدها الشريعة الإسلامية, تؤمن لـه ولاء الغلابة وطاعتها وعبوديتها.. بلا أي التزام ولا أي اعتراض.. وخاصة بلا شروط مرتبطة بأي وقت أو حدود.. بالإضافة أن مشاكل الغرب واجتياحات الهجرات الإسلامية أو غيرها.. وحكومات الغرب (الديمقراطية) وانشغالها بمشاكلها الاقتصادية والأمنية.. تؤمن له كل الجوائز المالية التي يطلبها ويفرضها... والضمانات لديمومة سلطنته العجيبة الغريبة.. وشروطه الأعجب والأغرب... ومع هذا يتابع الغرب تسليمه حماية ظهورهم بجميع إضبارات الهجرة وتوسيع حمايات الديمقراطية بالشرق الأوسط...أخطاء سياسية غربية تائهة ضائعة.. بلا أية بوصلة واقعية صحيحة......
من بداية هذا الإسبوع قامت مظاهرات على شكل مسيرة بدأها رئيس حزب C H P الجمهوري الديمقراطي الذي يمثل حاليا المعارضة التركية.. أو ما تبقى منها السيد Kiliçdaroglu Kemal من أنقرة إلى استنبول, دفاعا عن الإعلامي والبرلماني المعارض Enis Berberoglu, والذي نشر صورا لشاحنات مدنية ــ عائدة لأجهزة المخابرات التركية الأردوغانية ــ محملة بالأسلحة باتجاه مناطق داعشية سورية... أوقفتها الجندرمة التركية.. على الحدود السورية.. ثم تابعت مسيرتها.. صور نشرتها جريدة الجمهورية... مما فجر غضب رجب طيب أردوغان.. وحكم على الإعلامي البرلماني بخمسة وعشرين سنة من السجن.. بشهر أيار 2015... والمسيرة التي بدات بعشرة أشخاص من يومين.. لمرافقة المحكوم لتسليم نفسه لإدارة السجن.. وسوف تدوم حوالي خمسة أيام.. بدأت تتجاوز عشرات الآلاف.. مطالبة تحت يافطات " العدالة.. العدالة" وجه لهم السيد أردوغان التهديد التالي " ليس بيافطات العدالة العدالة.. سوف تحصلون على العدالة.. ولا تستغربوا إن طلبكم القضاء لدعوتكم إلى أماكن أخرى"... يعني إلى أمكنة الاعتقال الجماعية!!!...
لا ننس أن هذا الرئيس وحكومته.. عضو بالحلف الأطلسي.. عضو هام بالحلف الأطلسي.. وشخصية مدللة من قبل رئيس جميع حكومات الاتحاد الأوروبي (الديمقراطي) وصديق (جديد) للسيد بوتين.. وحليف للسيد دونالد ترامب.. وحليف أكيد لأمارة قطر بخلافها مع السعودية ومصر واتحاد الإمارات... السياسة العالمية الغربية اليوم راكبة بالمقلوب على ظهر حمار.. يسير عكس الطريق المرغوب... عجائب غرائب.. تغلف بالضباب.. ديمقراطية ضائعة غائبة..........
*************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ وعن الإعلام الفرنسي اليوم
بعد أن ظننت ببداية اطلاعي عليه, لما تعرفت على صفحاته بالستينات من القرن الماضي, وكان بالنسبة لي مدرسة للشجاعة والمقاومة وحرية التعبير.. رغم محاولات السلطة, إن كانت من اليمين أو اليسار.. وكان اليمين غالبا.. ثم ورث اليسار هذه العادة تدريجيا.. وحافظ عليها... ولكن حرية التعبير كانت دوما صامدة.. موجودة.. رغم تقلصها.. حسب شخصية رئيس الجمهورية.. أو شخصية وزرائه مقابل هذا الإعلام, والذي لم يكن على الإطلاق خاضعا ــ بعد للمافيات الرأسمالية ولبعض الملياردية الذين يعتبرون الإعلام ــ اليوم ــ مادة استهلاكية تباع لمؤسسات الدعايات السياسية أو التجارية على السواء... واصبح الخبراء الإعلاميون السياسيون المخضرمون.. اختصاصيين بالبورصة أكثر من متابعتهم للحريات العامة والحقيقة.. وخاصة حرية التعبير.. والتصقوا برغبات اصحاب ومالكي شركات الإعلام الجدد... نعم أشدد على كلمة " شركات الإعلام " لأن الإعلام.. وأشهر جرائده التي أصبحت بالعصر الحالي للتحضير الماكروني.. شركات ومصانع فبركة إعلام جاهز للماكرونية.. من سنتين حتى هذه الساعة......
وما إنهاء خدمات الصحفي والمذيع المعروف بالقناة الثانية France 2 السيد David Pujadas رغم حياده التاريخي وعدم التزامه, بعد سبعة عشر عام من الالتزام والحياد.. وبعض الصراحة من وقت لآخر وإصراره على بعض الأسئلة الغير مرغوبة.. مما أدى إلى نهاية عقده... كما الإعلامية والمعلقة السياسية التي كانت تدعى إلى جميع القنوات والإذاعات الفرنسية الخاصة والعامة.. وتتصدر غالب الافتتاحيات السياسية بكبرى الجرائد الفرنسية السيدة Natacha Polony والتي حرمت بهاتف واحد, من الظهور والتعبير على أية وسيلة إعلام فرنسية.. لأنها انتقدت بأشكال مباشرة كل صناعات وتحضيرات نتائج الانتخابات الرئاسية والنيابية الفرنسية الأخيرة... دون أن يعترض أي إعلام أو إعلامي صغير أو كبير على عزلها النهائي... ما عدا الفيلسوف والجامعي والكاتب السياسي والاجتماعي Michel Onfray والذي كــرس عدة مقابلات على قنوات انترنيت حرة للدفاع عنها.. فاضحا انبطاح هذا الإعلام الذي كانت تتابعه يوميا سفارات العالم كله.. منذ انتهاء الحرب العالمية.. حتى وقوعه بأيدي محترفي التجارة.. والتجارة فقط.. بالسنوات القليلة الأخيرة.. والذي أصبح غالبه.. مثل صحافات العالم العربي والديكتاتوريات الإفريقية... ولا أي شـــيء آخر... مع مزيد حزني وأسفي ومرضي.. بعدما تعلمت منه كل ما كان ينقصني أيام فتوتي وشبابي.. من الحرمانات الفلسفية والمعتقدية والاجتماعية والسياسية... ودفعني إلى الانخراط بالسياسة المحلية والمشاركة بالكتابة والدفاع عن الحق والحقيقة الحقيقية والدفاع عن الحريات العامة والديمقراطية والتآخي بين الشعوب.. ومقاومة تجار الحروب والديكتاتوريات التاخة.. بــكــل مـــكـــان... وبعد كل هذا اردد من جديد أنني أحب فرنسا واعشقها وأعشق أهلها.. رغم غراباتها وتناقضاتها... ولا أغيرها لقاء الجنة... ولكنني تأكدت اليوم أن الإعلام التجاري.. وهو الغالبية القصوى بالغرب..يمكنه أن يقتل أي مشروع إنساني أو أي إنسان حــر... ويدفنه حيا.. كما يمكنه أن يفبرك خلال سنة أو أقل من روبوت Robot بلا أية مشاعر أو أحاسيس إنسانية.. نبيا أو قائدا وزعيما منقذا.. بكل العظمة البراقة... بواسطة مدير برامج يهمس بالأذن الاصطناعية.. بأذن أي خبير أو مذيع أو إعلامي.. ويملي عليه ما يجب أن يقول.. وما يجب ألا يقول... وغالبا اليوم.. دون أن يملي عليه أي شـــيء!!!.............
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هـــنـــاك و هـــنــا.. وبكل مكان من العالم... وخاصة للنادر القليل المتبقى من الأحرار الذين ما زالوا يقاومون ويناضلون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ من أجل الحريات العامة والكلمة الحقيقية الحرة والعلمانية الصحيحة التاريخية الكاملة ومساواة المرأة بالرجل, دون أي استثناء.. والتآخي والسلام بين الشعوب.. ضد كل الحروب.. ودوما مع الضحايا والمظلومين.. وضد الديكتاتوريات التاخة أينما كانت... لــهــن و لــهــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتأييدي واحترامي ووفائي وولائي... وأطيب وأصدق تحيات الــرفــاق المهذبة...
غـسـان صـــابـــور ـــ لـيـون فــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا