الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشوط البرلماني الأخير - حكم العسكر - إعدام العقل والرأي الآخر - 5 - على جدار الثورة السورية . رقم - 153

جريس الهامس

2017 / 6 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الشوط البرلماني الأخير: حكم العسكر- إعدام الرأي والرأي الاخر - 5 - على جدار الثورة . رقم - 153
الأنظمة البر لمانية الليبرالية في العالم الثالث تتهم أمريكياً بالشيوعية حتى لو كان نظاماً ليبرالياًوإقتصاداً حرّاً .. رغم كل هذه المكائد الداخلية والدولية لإغتصاب السلطة في سورية بالدبابة والمدفع في إنقلاب عسكري جديد ..كانت المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي تعمل له ..وتضع اللمسات الأخيرة على مخططه في مطابخ لندن وواشنطن والقاهرة ...واصلت حكومة العظم تنفيذ برنامجها الإنقاذي بنجاح لإنقاذ النظام الجمهوري البرلماني الذي إختاره شعبنا بإرادته الحرة ..
في 13كانون الثاني 1963 تسلل ثلاثة من ضباط التاّمر إلى دمشق هم ( عبد الكريم نحلاوي - وفايز الرفاعي --ومهيب هندي - ) عن طريق تركيا وإجتمعوا في الأركان العامة مع زهر الدين وضباط الأركان ومع الرئيس ناطم القدسي بحجة إنقاذ سورية من الخطر الشيوعي .. كعادة عملاء أمريكا دوماً ووافق المتاّمرون كلهم على إعادة الوحدة مع المشير عامر فقط وليس مع عبد الناصر .. لكن زياد الحريري وقادة الجبهة الذين كانوا يتهيأون لإحتلال دمشق هددوا بالزحف إلى دمشق .. لذلك أسقط في يد المتاّمرين وعادوا للخارج من حيث أتو ا.. وأصدر زهر الدين قراراً بنقل زياد الحريري من الجبهة ملحقاً عسكرياً في موسكو لكنه رفض تنفيذ القرار وبقي في الجبهة لتنفيذ إنقلاب الثامن من اّذار الكارثي كما سيأتي ..
مع مطلع عام 1963 إشتدت الحملات الإعلامية والتاّمر المكشوف ضد حكومة العظم الوطنية الديمقراطية , وأضحى تواطؤ الإخوان المسلمين مع الناصريين والبعثيين سافراً رغم إشتراكهم في حكومة العظم البرلمانية بوزيرين كما رأينا ...وهذا ماقاله المرحوم خالد العظم في مذكراته : ( لقد ثبت لي بعد إنقلاب 8 اّذار كيف كان عصام العطار يخادعنا ..لقد أحسنت الظن به , لكن تكشّف فيما بعد أنه كان ذا عشرين وجه وخمسين لسان .- مذكرات العظم - ج 3 - ص 372 )
قبل شباط 63 قدم كل من السادة : خليل كلاس - بشير العظمة - عبد الحليم قدور - إستقالاتهم من الحكومة لكن العظم لم يقبلها ..وبقيت معلقة حتى 16 شباط ... أي بعد إنقلاب 8شباط الدموي في العراق - البعثي - الناصري المشترك .. الذي تم بإشراف السفارتين الأمريكية - والمصرية في بغداد على المكشوف ..
.......................
كان لابدمن محاولات وطنية لإنقاذ سورية من مخالب العسكر ..ومن الحقدالأسود الذي كان يزرعه إعلام الناصريين والبعثيين ضد سورية ونظامها البرلماني ...كانت أياماً حرجة عشناها في دمشق ..وأذكر أن اّمال الإنقاذ إنعقدت يومها على القادة الوطنيين الرئيسيين في البلد وفي مقدمتهم السادة .. أكرم الحوراني والفريق عفيف البزري.. وصديقه اللواء " أمين النفوري " وغيرهم .من الوطنيين المجربين ..قمنا يومها بزيارتهم عدة مرات مع مجموعة من الضباط المسرحين ومثقفين وطنيين تقدميين إتصلنا بشقيقي زياد الحريري : الشاعر التقدمي محمد الحريري ..وزميلنا يوسف الحقوقي زميلي وصديقي في كلية الحقوق لثني زياد عن قيادة الإنقلاب ..كما أرسل الزعيم الوطني الحوراني الضابط المسرّح " سليم إبراهيم " برفقة الضابط الوطني التقدمي المسرّح - محمد زلفو - والضابط التقدمي المسرح "عرفان لوستان " ذهبوا إلى القنيطرةوإتصلو بزياد الحريري وغيره من ضباط الجبهة وعادو ا شبه متفائلين لكن بحذر شديد..وأسرعت حكومة العظم للإعلان عن إنتخابات تشريعية جديدة حدد موعدها وزير داخليتها اللواء ( عزيز عبد الكريم ) في خريف هذا العام ..
لكن زياد الحريري , وسليم حاطوم في الجبهة عضوان في " اللجنة العسكرية الإثني عشرية " السرية التي تشكلت في القاهرة بإشراف المخابرات المركزية والمخابرات الناصرية من ضباط بعثيين وناصريين لقيادة الإنقلاب العسكري في دمشق .. الذي بدأت روائحه تزكم الأنوف ..وسأنشر أسماءهم بعد إنقلاب 8 اّذار الكارثي .
لذلك كان قائد الإنقلاب زياد الحريري فاقد الإرادة حسب النتائج التي حصلت على الأرض .. وهذاما شرحه القائد الحوراني في مذكراته فيما يلي : ( أخبرني زياد فيما بعد بأن " فريد دانيال " شقيق التاجر المقيم في سويسرا..قد طلب إليه أن يعمل مع المخابرات المركزية , وإن صلاح البيطار على صلة بها .. وهدده فريد دانيال بالموت إذا أفشى السر - ج4 - ص 3159 ) كما وصفه السيد الحوراني بقوله : ( لم يكن زياد الحريري يتمتع بوعي سياسي , ولم يكن يهتم بالقضايا العامة .. فليس مستبعدا أن تتصل به السفارة الأمريكية قبل إنقلاب الثامن من اّذارلتعده بالدعم . كما إتصلت به بعد تسريحه من الجيش - نفس المصدر ) ..
كان الجو مشحوناً بالتهديدات الفاشية من كل حدب وصوب . ونظم الناصريون وأتباع الجلاد عبد الحميد السّراج فرق بلطجية من شبان جهلة من الريف كانت تتقدمهم مدّرسة تدعى ( ثريا الحافظ ) زوجة الصحفي منير الريس أحد زعماء الحزب الوطني سابقاً تركز هجومهم ووعيدهم ضد الشيوعيين والإشتراكيين العرب وضد خالد العظم ووزرائه ...وأضحى تهديد هؤلاء البلطجية أكثر همجية ووحشية بعد إنقلاب الثامن من اّذار وتشكيل حكومة صلاح البيطار مع الناصريين كما سيأتي ...يتبع - 24 / 6








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي