الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخصائص اللغوية المستقاة من قصة المرأة الخاطئة في العهد الجديد : قراءة جديدة دفاعا عن المجدلية

هرمس مثلث العظمة

2017 / 6 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة جديدة دفاعا عن المجدلية :
إن لكل نص اعتبر مقدسا لغة خاصة به لاتنتمي لـ لغتنا الحالية لأن ذلك الانتاج الادبي لم ينتج في عصرنا بل نتج من تلاقح فلسفات وأديان ولغات الفترة التي نشأ بها فبالتالي انعكست النزعة السسوسيولوجية والنزعة السيكولوجية والنزعة الاستطيقية في بنيته المعرفية وقرائته اللاهوتية و على إثر ذلك لابد من لنا من تقيم طابع الفيولوجيا في مفردات ذلك الزمن ولذلك يجب علينا قرائته تزامنا مع لغته ، وليس على ضوء لغتنا في الزمن الحالي أي بالتتابع ، أي في خاصية لغة الزمن الذي استمدت تلك الحكاية عباراتها ومصطلحاتها لنكشف عن المغزى الحقيقي للقصة التي ترويها فلذلك يجب علينا تنشيط تلك الحادثة (المرأة الخاطئة ) عند المستوى اللغوي الذي نشطت به لنهضم بذلك الخلفية اللغوية التي بنيت عليها ونحاول تطبيقها في مجالات اخرى وليس وفقا لخاصية الكلام الذي نتداوله حديثا .
إن النص المقدس يشير دوما إلى وقائع يزعم وقوعها أو حدوثها منذ فترة خلت ، وعلى إثر ذلك وجد اللاهوتيون ما يسلون أنفسهم به فهم على ضوء المتغيرات يفسرون ذلك الحدث وفقا للغة عصرهم فهم يفسرونه بالحاضر تقريبا لذهن العامة متناسين تفسيره الماضي وكل لاهوتي في عصر جديد يقترح تفسيرا مختلفا أو منقحا أو بلغة العصر الحالي تأويلا ،بل حدى البعض إلى ربط لغة كتابهم المقدسة مع لغة العلوم الحديثة بما يسمى الاعجاز العلمي داعين لتفسير علمي علمي جديد للغة كتابهم الادبية مما اوقعهم في أخطاء فادحة ،ساقت عليهم استهزاء الانسان المتمدن . فالنص هنا أصبح بمثابة لغة يتم تنشيطها عند المستوى اللغوي للزمن الحاضر بغض النظر عن تفسيراته أو المعنى المدفون تحت طياته ، مما يولد لبسا عند المستمع الحديث ويفتح بابا للكاهن /الشيخ في طرق بوابة اللاوعي الانسانية للعزف على مشاعر الانسان البسيط المتدين ودغدغة عاطفته بما يتلائم مع احتياجات عصره .
لكي نجد تفسيرا منطقيا لمثالنا يجب أن نجد الأنساق اللغوية الواحدة لجعلها مترابطة ، لنعتبرها جسدا واحد وبالتالي يمكننا ربطها منطقيا . فمثلا في دراستنا لمثال المرأة الخاطئة لم أجد صعوبة في تأكيد الفكرة التي أرمي إليها بالرغم من الخلاف الذي قد ينتج عن القدرة على إعادة تكوين تفسيرهم في مصب أخر يعيدنا إلى المستوى اللغوي انذلك في بيئة السيد المسيح في فلسطين . فعبارة إمرأة خاطئة لاتفيد أنها زانية كما سنرى وما سأحاول أن أقيم الحجة عليه في السطور القادمة في تتبع أن لكل عصر لغة ؛ لغة من نوعية خاصة ، وإذا كانت تشكل ، في الجوهر ، اللغة الجامعة التي قُيضت لجماعة ما ان تبتدعها واضعين أنفسنا ضمن الافق الاجتماعي واللغوي لإنسان العهد الجديد .
فاللوحة التي نريد رسمها للغة مشابهة إلى حد ما للجوهر الذي قصده أسلافنا لما استعمله أسلافنا في رسم المعنى العميق الذي يتضمنه مرسالهم الينا .
الامرأة الخاطئة :
من الطبيعي أن تكون الشعوب المختلفة ابتدعت بلغتها الخاصة تراثا خاصا بها ، ولكن بصفة خاصة نجد بأن النتاج الأدبي الذي بلورته تلكم الشعوب فيما سوف يطلق عليه لاحقا الكتاب المقدس قد تأتى من واقعهم الاساسي لامن واقعنا وبالتالي من لغتهم لا من لغتنا ، فاللغة التي يتكلم بها امرؤ يعيش في القدس في أيامنا هذه بما تحتويه من ألفاظ وعبارات ومدلولات اجتماعية سوف تختلف عما قصده قديم الانسان أنذاك قبل ما يزيد عن 2000 عام في القدس ذاتها ، فاللغة تتعبر بواسطتها الخبرات المجتمعية والثقافية وتحمل في طيات ثناياها معاني وافكار ومشاعر تجسد الحقبة التي نجمت عنها بالرغم من أنها تبدو مقروءة لنا أبناء اليوم لكنها خبرات معيوشة في ذلك العصر مكتوبة بلغة واقعه وطبيعة محيطه فالمنطق والمعنى لتلك اللغة يختلف عن المنطق والمعنى المعروف الذي يخضع له الكلام اليومي .
ولهذه اللغة ، أذا جاز القول ، قواعدها ونحوها الخاصة واشتقاقاتها .فينبغي لنا لنا أن نفهمها أذا كنا نتوخى فهم معنى الكتب المقدسة وطبيعة المجتمع آنذاك . فالكلمة المستخدمة في لفظ الكتاب المقدس والتي تشير وعلى نوع من الفظاظة في فهمنا الحالي ،إلى "امرأة خاطئة" هي ἁμαρτωλός hamartōlos في حقيقة الامر لاتمنح ذلك المعنى البعيض والكريه اخلاقيا ومجتمعيا وذلك بالاشارة الى واقعة الزنى أي" زانية" فتموضع الكلمة المستخدمة في العهد الجديد بمعنى الخاطئ أو الخاطئة بدون تحديد خطيئة معينة جعل من الانسان الحديث بل وحتى القريب الى حد ما من تلك اللغة ان ينسي معانيها و ربما لمصالح دينية فتبنت الكنيسة الكاثوليكية ذلك التفسير منذ ذلك الوقت والذي ساد مذ ذلك الوقت في الأوساط الدينية والفنية الأوربية فراح الفنانون يرسمون المجدلية بشعر طويل أحمر وملامح تظهرها كزانية وهكذا صورها فيلم آلام المسيح مؤخرًا بسبب الطبيعة الكاثوليكية للقائمين على العمل ويعزى بشكل اساسي برأينا إلى فكر مخرجه الكاثوليكي . وهنا لابد لنا التوقف وعدم الانصياع الى التراكيب الجاهلة التي اصطنعها البعض لأغراض دينية-سياسية ذكورية في توظيف المجدلية على كونها امرأة زانية ، ذلك بأن المجدلية ليست هي المرأة الزانية . أي أن كلمة خاطئة التي استعملها لوقا في انجيله لاتعبر عن معنى زانية :
"و اذا امراة في المدينة كانت خاطئة اذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب، و وقفت عند قدميه من ورائه باكية و ابتدات تبل قدميه بالدموع و كانت تمسحهما بشعر راسها و تقبل قدميه و تدهنهما بالطيب، فلما راى الفريسي الذي دعاه ذلك تكلم في نفسه قائلا لو كان هذا نبيا لعلم من هذه الامراة التي تلمسه و ما هي انها خاطئة"
فإن كلمة خاطئة بالمعنى الاغريقي ἁμαρτωλός hamartōlos يقابلها باللغات الحديثة كلمات مثل sinner ، sinful.
وبالنظر بدافع الاهتمام إلى كلمة الخطيئة نجد أنها sin وبالوقوف على كلمة sin وبتمزيق حجاب اللغة يجد المرء نفسه يقف أمام شخص، وليس أي شخص ؛إنه اله القمر في بلاد الرافدين أي سن ولا أظن بأن توظيف اللغة الحديثة لكلمة" سن" على انها"شخص خاطئ" فيه نوع من العبث وهذا ما سيتكشف عنه في السطور القادمة والاسباب الدافعة له .
فنجد تصويرا لـ إله القمر " سن " في ختم بابلي جالسا في الوسط حاملا قرص البدر يحيط به الهلال ، وأمامه حيوان مقدس يشير إلى القمر المتزايد ووراءه آخر مدبر يشير إلى القمر المتناقص وهذا الشكل يعبر عن أطوار القمر الثلاثة . وفي طريقنا الذي سرنا به نجد بأن كلمة خاطئ/خاطئة في أصلها المأخوذ عنه تشير إلى القمر، وهذا مايجعل امامنا باب جديد لا بد من امتلاك مفتاحه لنميط اللثام عن ربط كلمة الخاطئ بالقمر ، وبهذا العمل بتنا على رؤية جديدة مما تحفل به اللغة من دلالات وصرنا نحاول اخضاعها لشرطها الزمكاني لنقدم على فهم أفضل لما يحبل به الكتاب المقدس من معاني مدفونة في جوفه .
وهذا ما يعود بنا إلى عبادة الانثى المقدسة في غابر الازمنة وباستحضار ماذكرناه سابقا عن أطوار القمر الثلاثة وكونها تعود الى الاله سن ففي المقابل هنالك بعبادة الام الكبرى ما يسمى بـ حجر عشتار الذي يعكس أطوار القمر القمر مرورا بالابيض وصولا إلى الاسود ، فتتم عبادة الانثى المقدسة من خلال رمز الكتلة الحجرية، وكان لون الحجر الذي تعبد فيه عشتار ، فينوس ، ايزس ، ديمتر. " يعكس طورها المنير ( الابيض ) باتجاه طورها المظلم ( الاسود ) . فيوضع في المعابد المصرية القديمة أربعة عشر عمودا على كل جانب من المعبد يسجلون حركة القمر والانتقال من الطور المظلم إلى الطور المضيء وهذا الامر ما يفصح عنه واقع الكعبة قبل الاسلام ، فالمعابد المقدسة كانت تحاط بـ 360 عمودا كطريقة توفيقية بين حركة الشمس في السماء و القمر ايضا المزج بين الطاقة الانثوية والطاقة الذكرية ويعبر عنه بالشكل التالي :
356 (يوم شمسي) + 354 (يوم قمري)/ مقسوما على العدد 2 = 360 تقريبا ..ومايدل على ذلك هو حال مسرح سكوروس في اليونان وكذلك الكعبة عندما كانت محاطة بـ 360 عمودا أو صنما .. وكل ذلك من خلال معرفة للارقام المقدسة لفيثاغورس .وبهذا الفهم للاسطورة ووقائعها يمكننا الكشف عن المغزى الحقيقي للحديث عن الحجر الاسود كما قال عنه النبي محمد في مجمل احاديثه "أنه كان أبيض واسود من خطايا الناس"فالحجر هو حجر عشتار والذي بدورة طبيعية ينقلب من الطور الابيض الى الاسود وفي ذلك تجسيد لحركة القمر .
وبالعودة إلى ماذكره الآباء الاوائل عن كون الإمرأة الخاطئة والتي قامت بمسح السيد المسيح بالعطر تكنى مريم . فهل نجد علاقة بينها وبين القمر /( كلمة خاطئة ) والمرأة بشكل عام ؟
لمعرفة ذلك يجب علينا العودة مجددا للمفردات اللغوية لذلك الزمن في المجتمع اليهودي ويكون دورنا أشبه بسلم التصحيح المستخدم من قبل الاستاذ لتوزيع العلامات ووضعها على الاجوبة الصحيحة بما يتلائم مع الجهد المبذول للطالب ومدى صحة علامته فيعيد ترتيب وتموضع العلامات وفقا لطبيعة الاجابة ومدى صحتها ، فمثلا السؤال الاول له 10 علامات وما كتبه الطالب يستحق 5 فإعادة التوزيع تقتض بوضع العلامات الخمس على السؤال ذو العشر علامات وهكذا ...
لقد أشار العديد من المؤلفين ومن بينهم Nancy Qualls-Corbett إلى فكرة مهمة وهي تصوير مريم المجدلية في الاناجيل الغنوصية على انها وضاءة أو متنورة وذلك باسم مريم –لوسيفر جالبة النور أو الضياء . ولكننا نعلم أن الاناجيل الازائية لم تطلق لفظ المرأة الخاطئة /القمر، على المجدلية ولكن من أطلقها هو انجيل يوحنا :
فصنعوا له هناك عشاء و كانت مرثا تخدم و اما لعازر فكان احد المتكئين معه، فاخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن و دهنت قدمي يسوع و مسحت قدميه بشعرها فامتلا البيت من رائحة الطيب .
وكاتب انجيل يوحنا لم يقم بذلك الربط عن عبث وكذلك آباء الكنيسة من بعده ، فاستلوا سيف الذكورة ليقطعوا نفس الانوثة القديم من الاديان واقصائه وهذا الامر يدلل بنا عن مغزى ربط المجدلية بالخاطئة في العهد الجديد .فقصة المجدلية لدى آباء الكنيسة وانجيل يوحنا هي باعث لاحياء الخطيئة التي هوت بأدم من الجنة إلى الارض وكانت سببا في شقاءه التعيس التي ذكرت في سفر التكوين وربطها بالمرأة بصورة حواء .
فإن أصداء الام الكبرى بقيت تتردد ولو باستحياء في نصوص الكتب المقدسة وخير مثال على ذلك هو قصة الافعى و حواء و الشجرة ، يقول السواح بأن الافعى رمز للالهة القمرية منذ الازمنة السحقية ، حيث نجد وصفا بابليا للالهة عشتار واصفا جسدها بأنه مغطى بحراشف الافعى ، و اعتبر ذلك تعبير رمزي على الصلة بينها وبين الافعى . ويكرس ذلك المفهوم السائد حول العلاقة بين الافعى والقمر والدورة الشهرية للأنثى ، ذلك بأن الاعتقاد اليوناني القديم بأن عدد أضلاع الافعى يعادل أيام اشهر القمري ومن علاقة الافعى بالقمر ، كان بدء انتقال التصورات الميثلوجية والربط بين الافعى والمرأة ، فالمرأة كانت أفعى والافعى كانت إمرأة . حيث أن ديمتر اليونانية تعطي تريبتولس سنبلة القمح الاولى ووراءها تنتصب أفعى ، والام الكريتية تمسك بيدها الافاعي أو تلتف حول جسدها وايزس ينتصب عن يمينها ويسارها أفعوانان عملاقان وفي أفق السماء يظهر الهلال في يومه الاول وهذا ما تكلمت عنه بصفه باطنية السيد هلينا من خلال الحادثة التي أصبحت في كل الاساطير الغربية وهي حادثة قتل التنين حيث أقتبس منها التالي :
علاوة على ذلك " حرب الالهة " تظهر بمعنى واحد ، حيث أن معناها يشير إلى الكفاح الشاق الذي يظهره المرشح لنيل الاسرار(المعرفة ) ، حيث أن الكفاح ينضوي بين نفسه وبين شهوته ، يجب على التنوير الداخلي القيام باختيار من بين خيارين لا ثالث لهما ، إما أن ينتصر على الغرائز التي تحملها نفسه أو يسقط ، وبالتالي يصبح قاتل التنين ، بانتصاره على شهوته وغرائزه ويصبح حاملا ذلك اللقب ، حيث أن ابن الافعى و الافعى نفسه ، قد يكون غير جلده القديم وولد بجسد جديد ، ويصبح ابنا للحكمة والخلود في الابدية .انتهى

وهذا مايشير إليه الكتاب المقدس ولكن بطريقة مختلفة التعبير ولكن المعنى واحد وذلك بالقاء اللوم على المرآة(يشار إليها بالشهوه كما أصبحنا نرى من خلال متبعي الاديان ) ففي قصة الاكل من الشجرة المحرمة ، حيث أن التعاليم السرية أو الاستروكية تشير إلى أن أدم هو رمز للبشرية ، هو يحتاج للنمو روحيا ، ولذلك حواء انفصلت من جسد أدم (الخنثى )
And the rib, which the Jehovah Elohim had taken from Hermaphrodite man, made he a woman, and brought her unto the man.

حيث أن الانثى تمثل الطاقة السلبية والذكر الطاقة الايجابية ، ولكن الاديان مازالت في عمل دأوب و مستمر في تشويه صورة الانثى والتي لازالت لديها رمزا للشهوة (هنالك قصة صندوق باندورا ولدى فتحها الصندوق اطلقت الطاقة الشريرة للعالم ، الشهوة ، الخوف، الغرور ، الكسل ، الطمع إلخ )وبذلك من يقضي على تلك الشهوة (الرغبة الجنسية ، كما صورت في الاديان السماوية التي ترتكز على الذكورية وسحق الانثى ). وبذلك تصور حواء على انها تأكل من الثمرة المحرمة متحدية شرائع الذكر ، ثم ينسى الذكر شرائعه ويتحد بالانثى تحت شجرة عشتار ،حيث أن الافعى روح الطبيعة التي تطلب من المرأة أن تبقى لصيقة بها ولاتنصاع لشرائع الذكر الذي بدأ بالانفصال عن الطبيعة، وذلك أن الشجرة المزروعة في منتصف الجنة التوراتية تعبير عن روح الطبيعة والغابة التي تشير إلى عشتار . ويصحو الذكر النائم الناسي لشرائعه تحت صوت الرب الغاضب ، صوت ضمير الرجل الذي وضع نصب عينيه الخروج من مملكة الطبيعة . وبذلك البشرية حصلت على معرفة جديدة معرفة المعاناة وللتغلب عليها يجب عليك قتل التنين أو الافعى وذلك من خلال الانتصار على دوافعك ورغباتك التي تسيرك . وبما ان الرمز القديم للأنثى كان الافعى فمادأبت الديانات إلا وتعمل على شيطنتها فهي الشيء المثير للشهوة الذي يدفع الرجل لإرتكاب المعاصي كما أوضح آباء الكنيسة الاوائل وكما أوضح مشرعوا الاديان في كتبهم أو شروحاتهم و هي خارج نطاق البحث ، لكن تلك الافعى المغوية في سفر التكوين اعتبرت النموذج الاولى للشيطان في الديانات السماوية . "عزازيل " .
بل إن عصا هرمس تجمع بين أفعتين متقابلتين فهي تجمع المتضادين لتوحدهما (الينغ واليانغ ) ففي الخيمياء هرمافرودتيوس ابن هرمس وافردويت له الطبيعة الذكورية والانثوية خنثى . فالمعنى الحقيقي للكأس المقدس قد تم اعتباره الدم المقدس وتلك القصة كانت ناتجة من تزاوج المسيح مع مريم المجدلية في الحقيقة هذه ليست القصة الحقيقة ، لأن المسيح أسطورة وكذلك مريم المجدلية . إن المسيح هو صورة عن الشمس كما أوضح توماس باين في كتابه عن أصول الماسونية إن للديانة المسيحية والماسونية الاصول المشتركة ذاتها ، لقد وصلت كلاهما إلينا عن طريق عبادة الشمس ، إن الفرق الوحيد في اصولهما هو أن الديانة المسيحية عبدت الشمس من خلال محاكاة ساخرة فحيث وضعت بدلا من الشمس رجلا اسمه المسيح وقدمت له الطاعة نفسها التي قدمت بالاساس للشمس. وهنالك العديد من الاحتفالات في الماسونية للدوريد حفظت بشكلها الاصلي من غير القيام بالمحكاة الساخرة التي قامت بها المسيحية . وفي عرفهم الشمس بقيت الشمس . وإن صورة الشمس تمثل كنقش عظيم شعارا للمحفل الماسوني والاردية الماسونية . زيادة على ذلك فهي الشكل المحوري لمئازرهم ، بالاضافة إلى ارتدائهم لقلادةعلى صدورهم تمثل الشمس أيضا وذلك في مواكبهم.
ولقب المجدلية اشتق من كلمة مجدل وتعني البرج وهذا يظهر بأن مريم المجدلية صورة مأخوذة عن نفتيس اخت إيزس والتي كانت تكنى بسيدة البرج . فالاسطورة القديمة عن الدم المقدس أو السلالة الملكية كانت نتاج عن الافعى أي ابناء الافعى .وليس عن ثمرة تزاوج بين يسوع والمجدلية .
وفي المقابل نجد بأن حواء كما وصفتها الاناجيل الغنوصية هي مانحة الحياة لأدم ، فمخطوطات نجع حمادي تقدم لنا فصة مختلفة تحت عنوان " في أصل العالم " فتقدم لنا بان حواء هي من منحت ادم روحه وليس العكس بان حواء هي خلقت من ضلع ادم :
" وعندما رأت حواء َرجُلَها أصابتها الشفقة والرحمة تجاهه وقالت ادم كن على قيد الحياة فكان ما قالت ، و عندما رآها أدم أخبرها بأنها يجب ان تدعى مانحة الحياة ، لأنكي من وهبتيني الحياة . ولكن عندما رآى الملائكة ذلك وما قد حدث لأدم ، وقالوا في انفسهم أي نوع من النور الذي تبديه هذه المرأة ".
ونجد فيما بعد أن ذلكم الملائكة قد صنعوا حيلة لجعل المرأة مقيدة بهذا العالم :
" دعونا لانقول لادم لأنه ليس منا ، بدلا من ذلك نجعله يغط في نوم عميق ، ونقول له بأن المرأة خلقت من ضلعه ، ولذلك يجب ان تطيع زوجها ولذلك يسود عليها وهذا ما كان " .
وهذا ما يجعلنا نضع ايدينا على مصدر من أغنى المصادر التي تتحدث عن الانقلاب الناعم في الكتب المقدسة على الانثى ، ففي الواقع ن هذه المصادر تساعدنا على ادراك فهم اعمق للاساطير الذكورية وبل للشخصيات التي طرزت بها كتبهم المقدسة ، بالتالي إن القصة القديمة المتمثلة بـ الحرب بين النور ممثلا بالشمس بالنهار (الذكورة) و القمر الذي يسود في الليل (الانوثة ) أي الثنوية الكونية . 12 ساعة في اليوم من نصيب الشمس ويجلب ضوء النهار ، و 12 ساعة في اليوم من نصيب القمر يجلب معه سيطرة الظلام في الليل . هي انقلاب على ديانة الام الكبرى وطردها من مسار الالوهة . وهذا ما حدى للأديان الذكورية /السماوية بوصف المرأة بالشيطان وخص الانثى بالقمر في كثير من الاديان.
وهذا مما لايدع مجالا للشك أن هنالك ارتباط ذا معنى بين المفردات الثلاثة (القمر ، المرأة – الخطيئة ) وظفه العهد القديم بسفر التكوين في قصة حواء الخاطئة ونقله إلينا العهد الجديد في صورة المجدلية . وفي هذا المسار نجد من قرائتنا لكتاب الكأس المقدسة نجد أن الكُتاب توصلوا إلى نتيجة مفادها أن مريم المجدلية ومريم بيت عنيا هي المريم ذاتها . (أحيل القارئ اليه )
زيادة على ذلك المخلص الذي أتى للعالم مضحيا بنفسه وفاديا ومخلصنا لنا في الحقيقة ؛ في نموذجه البدائي لم يكن سوى الانثى ،فكانت الام الكبرى أول أضحية مقدسة يتم أكلها بطريقة مقدسة . أي أن أكل لحم الام هو الافخاستاريا البدائية لما نراه اليوم في الكنائس .حيث كانت خبز القربان المقدس وتقطع إلى قطع كما الخبز لاحقا ودمها أصبح في الطقوس الدينية اللاحقة هو النبيذ. لقد كان الدم هو الحياة والذي أعطي بواسطة الام في حياتها ومماتها . أي أن طقس أكل لحم الاله في أصله القديم هو أكل لحم الام الكبرى . إن القربان المقدس في المكسيك يطلق عليه اسم Teoqualo أي أكل الاله . وبذلك التشارك مع طبيعته الالهية . وهذا ماكان يحدث في العصور المطريركية تشارك دم الام . حيث إن تقطيع لحم الام إلى قطع استمر في الطقوس المصرية والاغريقية وديانات الاسرار ، وهذا ما حدث لجسم أوزيرس حيث تم تقطيعه ل14 قطعة تمثل درجات 14 درجات الموت التي يهبطها القمر في أيام النصف الثاني للشهر القمر فنجد القمر على قمة زهرة اللوتس المقدسة وبين قرنيه عين أوزيروس و القمر كما شرحنا أنفا يجسد مبدأ الامومة لارتباطه بالطبيعة الفيزولوجية لجسد المرأة الحيض كـ مثال. ولاننسى ان مريم العذراء تصور وهي جالسة على هلال .فنقرأ في التراتيل البيزنطية التي تتلى يوم الجمعة الحزينة :
" لما رأت العجلة ابنها معلقا على الصليب ناحت وأعولت ، انت الأن في باطن الارض أيها المخلص ، والقمر الذي انجبك بتلاشى حسرة لغيابك " . انتهى
وما يتبقى علينا الآن سوى تجميع أحداث القصة (مريم – الخاطئة – القمر – لوسيفر ) وربطها مع بعضها لنخرج بتفسير مترابط .
إن اسم لوسفير يشير في اللاتينية إلى جالب الضياء / النور ، و مع الوقوع في خطأ في الترجمة لدى جيروم في القرن الرابع الميلادي وذلك لارتباط لوسيفر بكوكب فينوس والذي يعود مرده أيضا لبابل وفقا لفراس السواح في كتاب لغز عشتار وذلك بعد انتصار الثقافة الذكورية واجلاء عشتار عن القمر (ذلك لأن عشتار كان يرمز لها بالقمر ) وإعطائها كوكب الزهرة /فينوس وصار بذلك القمر تجسيدا لإله مذكر هو الاله سن واعتبارها نجمة الصباح كما في نسخة اشعياء وعلى اثر ذلك ارتبطت بالشيطان .
"كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح كيف قطعت الى الارض يا قاهر الامم، و انت قلت في قلبك اصعد الى السماوات ارفع كرسي فوق كواكب الله و اجلس على جبل الاجتماع في اقاصي الشمال " .
ولكن هذه ليست الحقيقة الكاملة لأن الكلمة اللاتينية مرتبطة بالالهة ديانا الهة القمر . وهي لم تكن الشيطان فمريم لوسيفر او مريم الخاطئة/ القمر أو sinful woman ، sinner woman لم يشير المعنى بانها ارتكبت جريمة او اثم اخلاقي بل ببساطة وفقا لما آشرنا إليه من قبل كانت من أتباع الديانة القمرية لأن كلمة سن sin كما أوضحنا تعني القمر فالخطئية هنا تشير إلى أتباع الديانات الاخرى وبما أن المسيحية تجسد المثيلوجية الشمسية فتعبر أتباع الميثلوجية القمرية sinner أتباع الديانة القمرية . وهناك قصة الشياطن السبعة :
" و بعض النساء كن قد شفين من ارواح شريرة و امراض مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين".
ففي الحقيقة هذه القصة تصب في صالحنا أيضا فـهنالك طائفة عشتروت / عشتار وهي طائفة قمرية طائفة الام الكبرى . فإن تلك القصة قد تشير إلى التحول الديني أو الطقوس الشعائرية . فالطائفة القمرية تلك تتضمن طقوسا ذات سبع مراحل . ولذلك تخلت عن تلك المراحل السبع التي وصفت بالشياطين والتحقت بركب يسوع .فاصبحت بذلك من اتباع الديانة الشمسية ويبدو ان هذا التحول لم يغفر لها الامر عند آباء الكنيسة ،فبقيت ككبش فداء يلقون عليه كافة آثامهم .
ونهاية فإن كلا من كلمتي قمر ونجم ، قد استعملتا من أجل الايغال بتشويه أولئك الذين لم يقدموا الطاعة لسلطان العبادة الشمسية . وهذا التشويه أدى بالصاق اسماء الطوائف السابقة المعارضة للهيمنة الشمسية باشياء مهينة كالجنون وهي ماخوذة من كلمة lunatic والمشتقة ايضا من القمر فربطوا الجنون بالقمر ، وكذلك كلمة خاطئ كما رأينا وعاهرة والتي كانت تشير الى المرأة المكرسة لخدمة اينانا الهة القمر الخ من الفاظ بذيئة شوهت سمعة تلكم الاديان وخصوصا القمرية .
وبذلك نجد بأن الفكرة التي كانت سائدة لدى كتابة ذلك النص لم تكن تعني ما عنته للآباء اللاحقين من كون sinner تعني زانية فمبدأهم هو فكرة " الدين الحق " وإقصاء الفكر المخالف فيبقى الدين الوحيد(دينهم ) فتهيمن على عقول الناس بلا قيد أو شرط مع حد لحرية الفكر والمعرفة ، فعند إعلان ذلك المبدأ في القرن الرابع واعتبار المرأة متبعة الديانة القمرية هي المرأة الزانية وذلك كان مرده لتهيئة الناس في زمنهم وعصور لاحقة بعدم قبولهم الفكرة التالية" قد توجد عدة أديان صحيحة ، لادين واحد فقط" وبذلك تم وضع الناس في خانة العجز عن قبول الفكر المخالف وهذا ماتعاني منه منطقتنا فأصبح من المستحيل التفكير به ، ومع ذلك بقي صوت خافت يتردد يدعم سعينا هذا وهو في اشارة البابا انوست الثالث إلى علاقة مريم بالقمر من قوله :
" إلى القمر يجب ان يرفع رأسه ذلك الغارق بالخطايا " .


المصادر باللغة العربية :
الكتاب المقدس
السواح ، فراس ، لغز عشتار وأصل الدين
بيجنت وآخرون ، ميشيل ، الدم المقدس الكأس المقدسة
فروم ،ايرك ، اللغة المنسية
المصادر باللغة الانجليزية :
Picknett , Clive, The Templar Revelation: Secret Guardians of the True Identity of Christ

Hall , Manly P, THE SECRET TEACHINGS OF ALL AGE

,Tsarion, Michael ,The Irish Origins of Civilization VOL 2
المصادر من النت :

http://www.esoteric.msu.edu/Hobgood-Oster.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد