الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العَلَم والكَلب وشاعر الراية

حكمة اقبال

2017 / 6 / 26
سيرة ذاتية


حوار هادئ كما طلبَ عزيزي هاشم مطر
السؤال الذي طرحته للحوار الهادئ يتطلب اجابة متهكمة اصلاً (رابط السؤال في نهاية المادة ) ، لأنك تعلم ، وغيرك الكثيرين يعلمون ان ذلك السؤال سيوفر أجوبة متنوعة تنحصر بين مجموعتين ، الأولى تحترم علم بلدها ، وتستخدمه في كل المناسبات . والمجموعة الثانية تتعامل بقدسية لأن أعلام بلدانها تحمل صفات ورموز دينية لايمكن معارضتها ، وكما ذكرتَ ياعزيزي ان العراق وايران تحاربا لثمان سنوات تحت علميهما الذان يحملان اسم الله ، والسعودية هي أيضاً تضع اسم الله في علمها . لذلك جوابي على سؤالك ان الدنيا ستنقلب ؟" أعتقد انه سيكون سبباً لهجوم ابطال التخلف والفساد على كل مظاهر المدنية القليلة المتبقية في البلد ، ونتذكر كيف ان صورة من معرض زراعي في فرنسا لرأس خنزير اضيفت الى مجموعة رسوم الكاريكاتير في احدى الصحف الدنماركية عام 2005 ، وكيف ثارت ثائرة العربان والأعجام وتم حرق سفارة الدنمارك في دمشق . هذا اذا ألبسنا حيواتنا علم بلادنا في بلد العلم نفسه ، ولكنك اذا ألبسته علم العراق مثلاً هنا في الدنمارك فسيكون شيء طبيعي جداً ولن تنقلب الدنيا ، وهذا مثال على الفارق الثقافي بين البلدين .
كما تعلم يا عزيزي ابا نخيل اني لا أحب علم العراق الرسمي الحالي ، انه استمرار لعلم صدام حسين الذي وضع بخط يده جملة " الله اكبر " ومن جاء بعده الى سدة الحكم اختلفوا كثيرا ، واتفقوا مؤقتاً على العلم الحالي الذي احتفظ بجملة الله أكبر وبالخط الكوفي ، ليؤكد الشيعة توجههم الطائفي حتى في نوع خط كلمة الله اكبر ، وهي جملة للتعبير عن الحرب والعنف والقتل . وتعلم أيضاً اني احب مقترحك للعلم بنخلة الجيزاني ، وأتفق معك بفكرة ايجاد علم آخر للعراق غير الحالي ، وكم هو مؤسف ان قادة العراق بعد 2003 لم يستطيعوا التوافق على علم جديد ، وحتى على نشيد وطني .
كما تعلم يا عزيزي ابا نخيل ان كلابهم وحيواناتهم المنزلية هي جزء من العائلة ، لذلك تستحق التعامل معها بهذه الصفة ، بينما كلابنا وحيواتنا هي خوف مستمر من القادم ، وهي سائبة تعوي بصوت عالٍ دونما سبب واضح . أنا أكرهها جداً لأنها كانت تقف وتعوي في بداية شارعنا ، ويطير العرق الذي شربته ، وأضطر لإستخدام طريق آخر للعودة الى البيت .
بالمناسبة ، وكما تعلم ، فان للعلم الدنماركي اسم محدد (دانييبغو ) وهو أقدم علم في العالم لازال يستخدم منذ عام 1625 ، وتعرف حكايتهم عنه انه نزل من السماء في 15 حزيران عام 1219 ، والمواطنون يستخدمونه في كل المناسبات من أعياد الميلاد الى استعماله كإشارة دالة على مكان ما ، وعند نهاية عملي الأول في عام 2003 قدم لي احد الزملاء هدية التوديع علم دنماركي من القماش ، مشدداً اني استحق حقوق المواطنة الدنماركية لما قدمته خلال ثمان سنوات من العمل معهم .
أما "شاعر المتاهة وشاعر الراية" فللأسف لم اقرأ الكتاب ولم احضر الأمسية ، ولكننا عايشنا زمن شعراء رايات الحرب ، الذين كانوا اساس ماكنة اعلام الحرب أيام الدكتاتورية التي أضاعت حياة مئات آلاف الشباب .
ولأنه توفرت لنا فرصة العيش الكريم هنا ، فدعنا نستمتع سوياً ، مع احبتنا من الأهل والأصدقاء ، وبنات الجيران ن بكل ماهو جميل ، ومنه صداقتنا العائلية ، ونترك غيره لغيرنا ، ممن يريدون العيش بعقل زمان ومكان آخر غير زماننا ومكاننا هنا .
مع خالص مودتي
https://www.facebook.com/hashim.mattar.3?fref=ts








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
Hashim Mattar ( 2017 / 6 / 26 - 20:08 )
عزيزي ابا اقبال
اسمتعت بمقالك الهادئ الذي اكمل فكرة مقالي على القيسبوك، وهذا بالضبط ما كنت اعنيه بالحوار او الرأي الهادئ، فهو يتيح لنا فسحة من التأمل خارج الدائرة.. اما تجارب الآخرين، واعني الدول المتقدمة واعلامها الرمزية، فهي فعلا تحافظ على جامعها الوطني فلا تتغير اعلامها بتغيير السلطات مهما اختلفت بيمنيتها او يساريتها.. شكر ي وامتناني صديقي العزيز لرأيك الهادئ

اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست