الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفصول العشائرية المفتعلة جريمة إنسانية

زيد كامل الكوار

2017 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الفصول العشائرية المفتعلة جريمة إنسانية

بقلم : زيد كامل الكوار الشمري

كلنا نعلم أهمية الارتباطات العشائرية وما يترتب عليها من التزامات مادية ومعنوية اتجاه العشيرة لإدامة زخم التواصل والتكافل وتعزيز صلة الرحم التي حثت عليها الشريعة، ولكن الذي يحدث اليوم في وقتنا الراهن أن الشراك والمصائد تنصب للغافلين على نحو مستمر بل يبدو وكأنه ممنهج، فبعض المحتالين من الذين ارتبطوا بالاسم فقط بالعشائر وأعرافها يوقعون في حبائلهم أناسا غافلين يورطونهم في ما يبدو وكأنه حادث تسبب فيه ذلك الغافل المسكين، فيباشرون ابتزازه وتخويفه ومطالبته بإحضار عشيرته وأعمامه لإجراء الفصل العشائري. وقد احترف الكثير من النصابين ابتزاز بسطاء الناس من الذين يعيشون في بحبوحة بسيطة من العيش من قبيل اتهامه بأنه صدم أو دهس أحدهم من دون أن يعلم وإنه قد تسبب له في كسر أحد أطرافه وإنه يرقد في المستشفى وهو بحاجة إلى الكثير من المصاريف وربما يحتاج إلى إجراء عملية جراحية له، وأنهم لم يلجؤوا إلى الشرطة والقانون لأنهم قادرون على انتزاع حقهم بأيديهم، والويل له إن لم يتجاوب معهم أو إن أنكر تورطه في ذلك الحادث فالشهود موجودون وحاضرون للإدلاء بالشهادة أمام الخيرين من الذين سيحضرون في مجلس الفصل العشائري، وسيكون نكرانه بمثابة استصغار واحتقار لهم ولعشيرتهم المزعومة.
ولا تُقدم تلك العصابات على سيناريو كهذا الا بعد استطلاع مسبق عن هدفهم المقصود( الغافل المسكين) والتأكد من أنه منقطع عن الأقارب والعشيرة وأنه إنسان مسالم لا يحب الدخول في مهاترات ومعمعات كهذه وأنه مستعد لتلافيها بدفع الأموال والابتعاد عن القيل والقال . لا سيما إذا كان من الأوساط المثقفة الراقية في المجتمع طبيبا أو مهندسا أو أستاذا جامعيا، حريصا على سمعته الطيبة ولا يريد الخوض في مشاكل كهذه.
لقد شكلت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة قلقا كبيرا لدى الباحثين والدارسين في مجال الأسرة والمجتمع، فقد انتشرت في الأوساط الشعبية لا سيما المراهقين منهم، فقد أصبح عبارة "حضّر عمامك" شائعة حاضرة في أبسط النزاعات والمشاكل التي تحدث بين المراهقين والشباب لأتفه الأسباب وأهونها. وتلك لعمري مشكلة خطيرة تنذر بالانفلات و تجاهل سلطة القانون وسطوة السلطة ، فبعد أن كانت في سنين خلت مقولة" القانون ومركز الشرطة عشيرة من لا عشيرة له"، يوم كان اللجوء إلى القانون والسلطة يخلّص حق المظلوم من ظالمه في أيام بل ساعات في أحيان كثيرة. ولا يخفى على متابع أن السبب في ظهور وشيوع ظواهر كهذه يكمن في انتشار البطالة وتزايد أعداد العاطلين عن العمل الذي أصبحوا جيوشا تملأ المقاهي والشوارع من الشباب البائس المأزوم , وقد أسهم الفساد المالي والإداري في تفاقم هذه المشاكل لابتعاد الناس عن المحاكم ومراكز الشرطة التي تستنزف الأموال كرشى والوقت المهدور في بسبب الروتين في الإجراءات الحكومية. نحن يا سادتي أمام مشكلة يجدر بنا الالتفات اليها بجدية على مستوى شيوخ العشائر المعنيين بهذا الموضوع، وعلى مستوى المعنيين من أركان الحكومة التي يجدر بها تسهيل إجراءات التقاضي بين الناس وتنظيف مراكز الشرطة والمحاكم من الفاسدين المرتشين الذين أساؤوا للحكومة والمجتمع أيما إساءة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254