الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيئه والبيعه

حميد حران السعيدي

2017 / 6 / 28
كتابات ساخرة


تحظى البيئه بإهتمام إستثنائي في أكثر بلدان العالم بإعتبارها مقياس من مقاييس التقدم الحضاري , وقد تشكلت منظمات وتيارات إجتماعيه تُعنى بها وتعمل على الأرتقاء بمظاهرها لأجل توفير ظروف صحيه وجماليه تتناسب مع مقتضيات العصر وصارت هموم البيئه وتطويرها أحدى أساسيات البرامج الأنتخابيه للمتنافسين على مستوى البلديات والأدارات المحليه وعلى مستوى الزعامات الأولى في البلدان الأكثر رفاها والتي تتنافس فيما بينها على تحقيق أفضل الظروف لسكانها .
من الطبيعي أن تنعكس حالة التطور في هذا المجال على الأنسان بإعتباره غاية السياسه والأداره فتظهر نتائج التطور في هذا الميدان بالمستوى المتحقق على صعيد الصحه العامه للأنسان والمزاج الحضاري الهاديء الوديع وإرتفاع معدل العمر وتشكل دافع للأرتقاء بالأنتاج والأنتاجيه والتقدم في كل ميادين الأبداع وتنعكس على إقتصاديات البلدان كونها تُصبِح عامل جذب سياحي .
ويلاحظ كل متابع معني إن التطور المستمر والنوعي في هذا المجال قد وسِمَ بُلدان بعينها بأنها الأكثر جذبا للسياحه وأخرى كانت الأعلى في معدلات العمر فيما هناك دول تتباهى بان قواها العامله هي الأكثر إنتاجا في وحدة الزمن ومازال التقدم مستمر بوتائر متصاعده لتحقيق الأفضل والسعي للتميز .
من غير المنطقي أن نطلب من بلدنا الوصول الى ماوصلته الدول المتقدمه في هذا المجال ... لكن بيئة العراق وهي على هذا المستوى من التردي والأهمال تستفز كل إنسان يرغب بالنظافه وتحقيق الشروط الصحيه , فليس معقول أن تكون شوارعنا وشطآن أنهارنا وجداولنا بما هي عليه اليوم , ليس من الأنصاف أن تظل الألغام وبقايا الملوِثات شبح مخيف ينتشر في كل مداخل البلد , لا يمكن تحمل حالة مستشفياتنا الحكوميه وهي عاجزة عن الأرتقاء بمستوى خدمات صحيه متواضعه كنظافة قاعات وغرف سكن المرضى , من المعيب ان تتحول مناطق التشجير الى مكبات نفايات ومساكن غير مرخصه لاتليق بالحيوانات ... عدة وزارات معنيه بهذا الملف منها ما زال قائم وبعضها تم دمجه , وزارة للبيئه وأخرى للزراعه وثالثه للبلديات وللري وللسياحه وللصحه وللعلوم وللدفاع كلها معنيه بالبيئه العراقيه بمستويات متفاوته فمن وزارة البيئه المسؤوله عن كل الملفات بالتنسيق مع الوزارات الأخرى وصولا لوزارة الدفاع التي تهتم برفع مخلفات الحروب .. لكن لاتقدم محسوس , بل على العكس نلاحظ (الأنتقام) الممنهج من النخيل وتجريف بقايا بساتينه على مرآى ومسمع من كل الجهات المختصه وإنتشار مخيف( لزهرة النيل ) النبات المائي الذي يمتص كميات كبيره من مياه الأنهر ويُعيق جريانها مع إنحسار واضح في المساحة المزروعه بالمحاصيل وتناقص في المنتج المحلي من الفواكه والخضروات .. يبدو أن هناك عداء مستحكم بين حكومتنا والنخيل وكل ماهو أخضر ..حالها من حال {إرزيج } الذي جمع كل مايُحيط ببيته من الشوك والعاقول ووضعه حول جذع (البريمه) وأشعله ليحرق النخله الطيبة الثمر التي زرعها جده وهو يصيح :(ما أريد أموت وتظل البريمه عدله) ...
إنهم محقون فليس علينا ان نطالبهم بنظافة البيئه لأن لهم في رقبتنا (بيعه) , يكفيهم منا السكوت وتمنعنا عنهم (المبايعه).

ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل