الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورد الفيليين و ورثة السياسات العنصرية

رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)

2017 / 6 / 28
المجتمع المدني


لا يخفى على العراقيين و على غيرهم من المهتمين بالشأن العراقي السياسي و الأجتماعي ، ما تعرض له الكورد الفيليين من قمع و اضطهاد، و من تمييزعنصري ومذهبي منذتأسيس الدولة العراقية و الى يومنا هذا برغم أن هذه الشريحة الكوردية الأصيلة بأنتمائها القومي و المعروفة بخصالها الانسانية المسالمة قد ساهمت في بناء ما عرف بالدولة العراقية ولم تبخل قي تقديم المال و الخبرة و الجهد لأجل ذلك ..
لكن انظمة الجكم العراقية وبسبب طباعها الاستبدادية البليدة و الغادرة جعلت من مسألة اضطهاد و معادات هذه الشريحة الاجتماعية من المجتمع العراقي منهاجا ثابتا لها لم يتغير برغم التغيرات و الانقلابات الكثيرة التي شهدها البلاد ، بل تصاعد هذا المنهج مع الايام نحو الاكثر شراسة وهمجية ليأخذ في النهاية شكلا في غاية الهمجية من اشكال القهر القومي و الابادة الجماعية و التطهير العرقي ، فاعتقل منهم من اعتقل و اعدم منهم من اعدم من الشباب و رحّل وهجّر منهم الالاف المؤلفة من العوائل و الاسر حفاة عراة وجياع الى خارج البلاد بعد نهب و مصادرة اموالهم وممتلكاتهم المنقولة و غير المنقولة بمراسيم جمهورية و اوامر حكومية رسمية لمجرد انهم من الكورد و من المذهب الشيعي .. أجل فقدتعرض الكورد الفيليّة عبر كل العقود التي مرت بها الدولة العراقية و الى سقوط النظام الصدامي البغيض الى اشكال منوعة من جرائم التميز و القمع العنصري الممنهجة من قبل الحكومات العراقية وباتجاهين ، اتجاه بسبب انتمائهم القومي الكوردي و اتجاه بسبب انتمائهم المذهبي الشيعي، و على هذين الاتجاهين بنت انظمة الحكم العراقية المريضة باخبث العقد العنصرية سياسات قمع و شطب الهويتين القومية و المذهبية للكورد الفيليين ..
واليوم وبعد ما وصفناه بـ ( سقوط و نهاية ازمنة الدكتاتورية و الاستبداد و بناء العراق الجديد ..) ومع بالغ الخيبة والاسف فإن العديد من رجالات الحكم الجديد واحزابها يبدون و كانما استلموا الارث العفن و الكريه الذي خلفه النظام الصدامي المجرم وما قبله من انظمة الحكم ، فنراهم يسيرون على نفس نهج تعامل انظمة الحكم تلك مع الكورد الفيليين بل وحتى في تعاملها الاستعلائي المريض مع بقية المكونات غير العربية في المجتمع العراقي من تركمان واشوريين وكلدان وارمن وكورد ايزديين ...الخ ، فهذا الارث البشع كان يجب ان يمحى ولا ان يستثمر ..
إن سياسات التهديد و الابتزازو الضغط و الاكراه لتقييد الحريات الاساسية للكورد الفيليين خارج اقليم كوردستان لا تزال مستمرة كارث موروث من ماض مشؤوم وحكم استبدادي يبدوا انه لا يزال غير مقبور ، هذه السياساتالموروثة العدائية للكورد بصورة عامة ومنهم الكورد الفيليين تمارس خارج اقليم كوردستان سرا و علنا بحق هذه الشريحة الوطنية الفاعلة و المنتجة وبتوجيه علني يكاد يكون رسميا من قبل مواقع حكومية عليا ، فنرى ان اغلب القوانين والقرارات البرلمانية والحكوميةالخاصة بإعادة حقوقهم وازالة اثار الجرائم المرتكبة بحقهم لا تزال عالقة ومجردحبر على ورق ، ولا يزال هناك اشخاص في مراكزسلطوية وحزبية مقربة من الحكم ممن يعانون من داء ( العنصرية الحاقدة ) العضال من أمثال ( سعد مطلبي )و مَنْ فوقه و اخرون غيرهم من ازلام الحكومة العراقية ، تكشف علانية عن حقدها العنصري المريض على كورد العراق ومنهم الفيليين ، فتهدد الفيليين جهارا بالويل والثبور ان مارسوا حق من حقوقهم المشروعة بالتصويت بـ ( لا ) او ( نعم ) ، على مسألة تخص مصيرهم و وجودهم القومي والانساني ، هؤلاء واحتماء بالحكومة العراقية يحرضون الناس علنا وببيانات وتصريحات طائشة على الاعتداء على المواطنين الكورد الفيليين اينما كلنوا في وسط وجنوب و شرق العراق..
هنا و ازاء هذه المواقف العنصرية البدائية ، لا نوجه الكلام لـ ( سعدمطلبي ) فهوو امثاله الذين استأصل فيهم داء تحجر الفكر العنصري لا فائدة ترتجى من توجيه نصح مفيد لهم يصححون به مساراتهم الفكرية نحو فكر أرقى و أنظف ، لكن ما يهمنا هنا هومطالبة الحكومة العراقية باتخاذ موقف واضح و حازم من هكذا مواقف شوفينية و من مثل هكذا سلوكيات رعناء طائشة لأشخاص محسوبين عليها وعلى شخصيتها .. فالحكومة العراقية مطالبة اذن وباصرار بضمان امن وسلامة الاخوة الفيليين وهي المسؤولة عن وضع حد لكل اشكال التهديد والابتزاز و الأستفزاز الذي يتعرضون له يوميا ومعاقبة المحرضين على ذلك وتقديمهم للمحاكم العراقية بتهمة التامر واحداث البلبلة والاضطراب في البلاد ، وعلى الحكومة العراقية ايضا ضمان كافة حقوقهم المادية والمعنوية بما فيه حقهم المشروع بالتصويت في الاستفتاء المقرر اجرائه بخصوص استقلال كوردستان وهم احرار في ان يصوتوا بـ (نعم ) او بـ (لا ) ..
من جهة اخرى فان حكومة ( اقليم كوردستان ) ايضا و معها كافة منظمات المجتمع المدني في الاقليم بل وحتى خارجه و جميعوجمعيات الكوردالفيليين داخل وخارج العراق ؛ان لا تسكت على هكذا اعتدائات و استفزازات وهي مطالبة بإدانة تلك التخرصات و التحريضات الشوفينية الخبيثة و فضحها امام الرأي العام الكوردستاني والعراقي بل و العالمي ايضا و رفع الشكاوي بخصوصها الى كافة المنظمات الدولية المعنية بالحريات و قضايا حقوق الانسان .. اما عن دور الاعلام والصحافة الكوردستانية الديمقراطية الحرة و كإلتزام مبدئي منها بثقافة وقيم الحرية والديمقراطية و حقوق الانسان وحق تقرير المصير وحماية الاقليات ؛ عليها تسليط الاضواء باستمرار على مثل هذه المواقف العنصرية الشوفينية ومتابعة تطوراتها وتعريتها باستمرار ..
ختاما ، لا يمكن لاي مجتمع انساني أن ينهض من كبواته و احباطاته و ان يتقدم في دروب الرقي و النماء ما لم يتخلص من ارث و تراث و ثقافات العداوات و العصبيات العنصرية و المذهبية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل مستاءة من تقرير لجنة التحقيق المستقلة عن الأونروا


.. الأمم المتحدة ومجلس أوروبا يدعوان بريطانيا للعودة عن قرار تر




.. بدء ترحيل اللاجئين من بريطانيا إلى رواندا ينتظر مصادقة الملك


.. الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمراجعة قرار ترحيل المهاجرين إلى




.. هل واشنطن جادة بشأن حل الدولتين بعد رفضها عضوية فلسطين بالأم