الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا والمأزق الخليجي ....!!!

زياد عبد الفتاح الاسدي

2017 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تُواجه تركيا منذ محاولة الانقلاب الاخيرة على أردوغان أزمات مُتعددة على الصعيد الداخلي وتوتراً مُتصاعداً مع حلفائها في الناتو وعلاقاتها مع أوروبا والولايات المتحدة وتخبط في ازماتها مع مُجمل الجوار الاقليمي ... لتُشكل في مجموعها وضعاً في غاية التأزم والارتباك لا تُحسد عليه .... وقد جاءت الازمة الخليجية المُفتعلة من قبل الولايات المُتحدة بالتنسيق مع القيادة السعودية والاماراتية للعمالة والرجعية في المنظقة لتزيد من الضياع والارتباك والتخبط الذي تُواجهه القيادة التركية في ادارة ملفات المنطقة ذات التأثير المُباشر على المصالح السياسية والآيديولوجية (الاخوانية) والامنية ذات الاهمية الاستراتيجية لتركيا .
ويُيمكن استعراض هذه الازمات, وفي مقدمتها الازمة الخليجية الاخيرة ومدى تاثيرها السلبي على القيادة التركية على النحو التالي :
أولاً : قد تُشكل الازمة الخليجية المُوجهة بشكلً مُفاجئ ومُتصاعد نحو قطر ضربة مُؤلمة للغاية للطموحات التركية التوسعية ذات الطبيعة العثمانية والاخوانية في المنطقة .... فقطر وهي الشريك الاستراتيجي لتركيا في الملف السوري والعراقي والارهابي والاخواني في المنطقة , تواجه من قبل أشقائها في المشيخات الخليجية تهم دعم الارهاب والاخوان المُسلمين وحركة حماس الاخوانية والحفاظ على علاقات غير معادية لإيران .. وهي تُهم تنطوي على الصدق والوقاحة بنفس الوقت ولا سيما فيما يتعلق بدعم الارهاب .... ولكن القيادة التركية تعي تماماً أن هذه التهم لا تحمل فقط رسائل موجهة لبعض الدول الخليجية والرجعية العربية لردعها من أجل تصعيد مواقفها العدائية والطائفية ضد إيران والمشاركة في تحالف أو حملة مُتصاعدة لحصار إيران على الصعيد السياسي والاعلامي والاقتصادي والعسكري ...الخ , بل أنه موجه أيضاً نحو تركيا باعتبارها شريك وحليف إقليمي وخليجي استراتيجي لدولة قطر, التي تُلبي كافة الطموحات التركية في المنطقة من جهة .. والتي تُضعف بنفس الوقت من الطموحات السعودية في السيطرة على المشهد العربي والاسلامي الرجعي وفي قيادة الاتجاه التآمري في المنطقة لصالح الولايات المُتحدة والكيان الصهيوني من جهة أخرى ... ومع ارسال المزيد من القوات التركية الى قاعدة العديد في قطر والتي تخضع بالكامل للسيطرة العسكرية الامريكية وتُمثل في حجمها وأهميتها كونها قاعدة للقيادة العسكرية الامريكية في الخليج والمحيط الهندي .. فقد اعتقد أردوغان بغبائه المُستحكم أن هذه القوات التركية قد تلعب دوراً في ردع السعودية والامارات في حصار قطر , أو ربما منع الهجوم العسكري عليها .. مع أن هجوم كهذا أمر مُستبعد تماماً.... وهذا ما قاد الى تأزيم العلاقات التركية مع السعودية والامارات ومصروالبحرين .. في الوقت الذي لا تسعى فيه الولايات المُتحدة الى إنهاء هذه الازمة في المدى القريب .
ثانياً : تُواجه تركيا في سوريا مأزقاً حقيقياً مع الهزائم المُتلاحقة التي تلقتها جماعاتها القاعدية والاخوانية المسلحة على يد الجيش السوري وحلفائه في حلب وأريافها الشمالية والشرقية وفي ريف حماة الشمالي وقبل ذلك في أرياف اللاذقية المحاذية لمحافظة إدلب ... وقد ترافقت هذه الهزائم مع تزايد النمو العسكري لقوات سورية الديمقراطية وتصاعد الدور العسكري الذي تلعبه في الشمال السوري , ولا سيما دورها في تحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش .... هذا في الوقت الذي فشلت فيه الجهود التركية ليس فقط في اقناع الولايات المثتحدة وتحالف الغرب لوقف دعمها لهذه القوات بعد تحرير الرقة, بل أيضاً في اقناع روسيا بتحجيم النفوذ العسكري لقوات سوريا الديمقراطية والاكراد السوريين في منطقة عفرين وريف حلب الشمالي ..أو حتى اقناع روسيا بدفع الجيش السوري لمهاجمة الاكراد السوريين في الشمال .
ثالثاً : مع قرب انتهاء تحرير الموصل بالكامل تجد القيادة التركية نفسها في مأزق حقيقي للابقاء على قواتها العسكرية في بعشيقة شمال العراق ... وهذا سيُضعف أو حتى سيُنهي كل أشكال النفوذ التركي في العراق وخروج تركياً بالكامل من التأثير في الملف العراقي في حال سحب قواتها من العراق ... وقد تتوتر علاقات تركيا بشدة مع العراق في حل رفض سحب القوات التركية من بعشيقة .
رابعاً : ستواجه تركيا إذا ماتوقفت قطر تحت التهديد السعودي والاماراتي عن الدعم المالي للاخوان المسلمين وحركة حماس الفلسطينية تراجعاً حقيقياً لدورها الاقليمي التآمري لصالح السعودية والامارات, ونهاية حتمية لطموحاتها العثمانية والاخوانية في المنطقة .. كما ستشهد تراجعاً كبيراُ ليس فقط لدورها على الصعيد الاقليمي , بل أيضاً على صعيد دورها القيادي في العالم الاسلامي في حال تراجع أو إنهيار التنظيم العالمي للاخوان المسلمين .
خامساً : ستُؤثر الازمة الخليجية الموجهة نحو قطر على إضعاف القيادة الاخوانية التركية وستزيد من تفاقم الازمات الداخلية التي يُواجهها أردوغان والقيادة التركية على الصعيد الداخلي .... ولا سيما فيما يتعلق بفضائح دعم الارهاب الموجهة الى شريكته وحليفته الاستراتيجية القطرية في الخليج .
ومن هنا نستطيع القول أن قطر قد تستطيع الخروج إن عاجلا أو آجلاً من أزمتها الخليجية بتفاهمات خليجية ورعاية أمريكية .. والعودة بالتالي الى حجمها الخليجي الطبيعي .... ولكن القيادة التركية قد تُواجه على المدى المتوسط أو المنظور متاعب وأزمات أقليمية وداخلية هائلة لا يُمكن التنبؤ باحتمالاتها ....... وعلى أية حال فإن غداً لناظره قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة