الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة الهوية ..... بين الأمازيغ والنظام الجزائري .

الطيب آيت حمودة

2017 / 7 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



°°°النظم السياسية في تطور دائم لغاية إسعاد وترقية الشعوب ، بجعل تلك الشعوب أدوات فاعلة في النماء الذي يعود بالنفع على جميع الوطن دون إقصاء أو تمييز ، فالأنظمة ما خُلقت إلا لخدمة مجتمعاتها وفق نمطية التكافؤ والعدل والتساوي دون أن يحس طرف فيها بالغبن أكان ذلك الغبن اقتصاديا أو تمييزا طبقيا وجهويا أو غبن هوياتي ولساني كثيرا ما فجر النقم وأحدث رجات صعب كبحها .
°°°الجزائر من البلدان الشاسعة في افريقيا والعالم ، فهي بسبعة أضعاف مساحة فرنسا ، أكبر دول افريقيا مساحة سكانها (غالبتهم أمازيغ) لكنهم تعرضوا لاستلاب ثقافي وهوياتي بفعل تراكمات سياسة المستعمرين التي تعمل على تفريغ الوجدان المحلي و استبداله بوجدان ا لمحتل الغاصب ، فمجتمعنا طيع ، سهل ٌ انقياده للتذويب في التجمعات الوافدة ، فأصبحنا كالغراب الذي أراد تقليد مشي الحمام ، ففشل ، فلا هو بقي غرابا ولا هو نجح في تقليد مشي الحمام .
°°° شعور المجتمع (بالغبن الهوياتي) تترجمه حالة اليقظة والشعور بالظلم ، ذاك الشعور لم يتوزع بعدالة بين فئات المجتمع لتباين المستوى الثقافي والتعليمي والإنفتاح على العوالم الخارجية نتيجة الهجرة ، فمنطقة القبائل (القبايل) هي أكثر مناطق الجزائر نضجا في السياسة ، فهم يمثلون الطلائع في الحركة الوطنية ، وأكثر االجهات نضالا وتضحية ضد الإستعمار ، وهي أكثر وعيا بالخروقات السياسية التي أعقبت التحرر ، بسرقة النضال الوطني من طرف[ جماعة تلمسان ] وذلك بهبَّة ومعارضة أيت أحمد و محمد أولحاج 1963.
°°° أدرك النطام القائم بأن منطقة القبائل القريبة من العاصمة، لها ثقلها في إذكاء الشعور الوطني ، وكشف ألاعيب الساسة والحكام ، فهي النموذج الحي للمعارضة ، وقد عمل النظام على تدجين المنطقة بخلق موالين لها (قبائل السرفيس)، ثم شن حرب إعلامية مركزة لتشويه نضالاتها باستخدام أساليب التخوين ، و العمالة للخارج ، وتجنيد رجال الدين عبر المساجد لتخوين الجهة واتهامها بالمسيحية ، وخلق صراعات وهمية بين القبائل والشاوية غرضها تكسير وحدة المصير بينهما .
°°° أمازيغ القبائل ناضلوا بصفة مستمرة من أجل الإبانة عن (قوميتهم ) و(هويتهم ) و(لغتهم ) ، منذ أزمة الهوية في 1949 ، وما تلاه فيما بعد الإستقلال من خروقات وتعنت النظام في إسكات كل صوت ينادي بحقة في التمتع بهويته الأصلية الأمازيغية ، فشهر النظام بطاقة التعريب عاليا ـ فعُرب التعليم و الإدارة و الدولة ، فأصبحت اللغة العربية (متأسيدة ) حتى على اللغة الأصلية ، بل أصبحت عدائية ضد اللغات الأخرى فهي تريد أن تحتكر الساحة لوحدها بلا منافس يُحرجها أو ينافسها في السيادة والريادة ، فعربت الطوبونيميا ، وعُرب الإنسان والحيوان ، والشجر ......، حتى الدجاج أصبح ( جاج عرب) .
°°°أمام هذا التعنت ومحاولة طمس حقيقة هويتنا ، وقعت أحداث مؤسفة مدمية ، الربيع الأمازيغي 1980 ، و إضراب المحفظة 1994 ، الربيع الأمازيغي الأسود 2001 الذي ذهب ضحيته 127 شهيدا ، مسيرة 14 جوان 2001 التي أجهضها النظام ، تلك كلها نضالات واجهها النظام بتلكؤ و استخفاف ، ولم يقر بوطنية اللغة الأمازيغية ثم رسميتها إلا مرغما وعلى مضض .
°°°تباطؤ الدولة في الإستجابة للمطلب الهوياتي الأمازيغي ولَّد نقمة عارمة في صفوف المناضلين ، وتأكد الجميع بأن النظام [مراوغ [ و[منافق] فهو يلعب على الحبلين ، ولا شك أن أساليب التضييق و اسكات المعارضة أمنيا ، وإفشال كل المبادرات أدى إلى انغراس أفكار انفصالية مفادها ، أن النظام يعادي الهُوية الأمازيغية تقية ، يتظاهر بإنصافها علنا لكنه يقبرها في السر ، و شعر بعض المناضلين القبائل (فرحات مهني نموذجا) بأن القضية يجب أن تُسيس بإدراج مطلب الإستقلال الذاتي للقبائل ، وسرعان ما تطور المطلب إلى ( نزعة استقلالية ) واضحة تعرف بالماك MAK.
°°°ففرحات مهني والماك ، هو نتاج لسياسة هواياتية كارثية ، هو سوء تسيير لأزمة هوية ، فشل النظام في تبني سيرورة ومآلات الدولة المدنية الحديثة ، الدولة التي تحتكم للنظام الديمقراطي ، و تضمن لمواطنيها العدالة في كل شيء ، وتأخذ مسافة واحدة من مكونها الإجتماعي والثقافي والألسني وتفسح المجال واسعا لأبنائها الإنشغال بأمور النماء الإقتصادي والثقافي والعلمي بعيدا عن صراع الإثنيات والثقافات واللغات والأجناس ، وهو ما لم تفعله دولتنا لأنها لا زالت تفكر بفكر شمولية الحكم ، و وحدة الأمة و وحدة الوطن ووحدة الدين ووحدة اللغة ... الفكر الشمولي الإستبدادي الذي غرسته المدرسة السياسية الفرنسية في حكامنا ، إنها دولة اليعاقبة ( ETAT JACOBIN ).
°°°استمرار تجاهل الدولة الجزائرية لمكونها البشري ومحاولة اصباغ الجميع (بالعروبةوالإسلام ) سيُولد احتقانات جديدة في المجتمع ـ وسيؤدي الى ظهور [ماكات جديدة ] كالتي عند الميزاب ( MAM) أو عند الشاوية ( MAC) . أو على أوسع نطاق كالتي تجري حاليا في ( الحسيمة ) من أقليم الريف بالمغرب الأقصى ، أو كالتي وقعت عند (الأزواد) في مالي .
خلاصة الحكاية : يجب على الدولة أن تسترشد بالكفاءات الوطنية للخروج من [نفق أزمة الهوية ] التي تعصف ببلادنا وبلدان شمال افريقيا في عمومها ، فمعرفة [ الأنا ] كفيل بخلق انطلاقة حضارية ودينامية للتطور بعيدا عن حواجز الجنس والدين وخزعبلات التراث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - .......غالبيتهم......
دزيري ( 2017 / 7 / 2 - 14:01 )
مع أني أساندك في تقريبا مجمل أفكارك التنويرية وأشد عليها بل وأطالب بفرض العلمانية و الديمقراطية فرضا كما فرضت علينا من قبل سياسة التخريب والاشتراكية و الحكم المركزي ولكن جزمك في مسألة أن غالبية سكان الجزائر من الهوية الأمازيغية فهذا بأعتقادي فيها رأي فاجدادنا الامازيغ البتر الأحرار تأبى عليهم أنفتهم وعزهم من ان يتعربنوا وبالمناسبة أرجوا من كل أخوتنا الناشطين الامازيغ من الوقوع في هذه المغالطة التي تطيح بعزة أجدادنا ومن ثم تصويرهم وكأنهم مجرد قطيع يتبع العرب فأجدادنا حافظوا على أصالتهم بكل تجلياتها من لغة وعادات وتقاليد وهاك مثلا ميزاب والاوراس وجرجرة فرغم مجاورتهم وأحتلالهم من الرومان والوندال وأخيرا عرب هلال وسليم منذ مئات السنين فقد بقوا أوفياء لأصالتهم لم يتزحزحوا أبدا

اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري