الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا 2017/انتخابات الجمعية الوطنية/1

عبد الرضا حمد جاسم

2017 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لأهمية الانتخابات الفرنسية الرئاسية الفرنسية التي جرت يومي 23/04/2017 و 07/05/2017 كتبتُ عنها ما اعتقد انه يناسبها و اشرتُ في حينها الى انتخابات الجمعية الوطنية الفرنسية التي ستقع يومي 11 و 18/06/2017 ...اهمية الانتخابات الرئاسية الفرنسية بالإضافة الى معرفة رجل قصر الاليزيه و سيدة فرنسا الاولى و ما لموقعهما من وقع و تأثير... لها تأثير كبير ايضاً على انتخابات الجمعية الوطنية الفرنسية "الذراع الضاربة" للرئيس في دعم برنامجه الانتخابي و تأثير ذلك على الوضع العام في البلد...لم اتابع "في الكتابة" الاستعدادات لها و ما جرى قبل الاجتماع الاول للجمعية الوطنية و انتخاب رئيسها و رؤساء الكتل النيابية
...ليس في ذلك توقف عن المتابعة لكنها امور كثيرة احب ان ابينها هنا... منها عدم معرفة حجم او مقدار تأثير الانتخابات الرئاسية عليها اثر التفسخ العام الذي اصاب كل الملل و النحل و الاحزاب و التجمعات السياسية الفرنسية قبل و اثناء و بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية و الهجمة الاعلامية غير المسبوقة التي رافقتها و التي تصب باتجاه أن ايمانويل ماكرون هو المهدي او المسيح المنتظر الذي وهبته سماء الكون او سماء السياسة او سماء الاقتصاد و المال للعالم و لفرنسا في المقدمة منه...الكل يعلن انه مندهش "مدهوش" مما جرى و لا يُعرف و يعرف كيف لشخص و حزب او حركة "اُسميها خليط" تكتسح الشارع السياسي و الموقع الاول في فرنسا و عمرها لم يتجاوز السنه الواحدة و بعضة ايام؟؟؟...كيف تمكنت هذه الحركة من ان تزلزل الارض تحت الاقدام الراسخة في السياسية الفرنسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على الاقل؟... العجيب ان كل من كتب و علق و استبشر و اندهش و تفاجئ و صُدِم واعجب و استنكرفي الساحة الفرنسية او في اغلبهم و بالذات اصحاب الاصوات العالية لم يتطرق الى ما جرى او لم يعطي ما جرى حقه في تسليط الضوء عليه او على بعض الجواب التي اريد لها ان تبقى مظلمة... او أقل ما يمكن ان يُقال انه حاول متابعة تلك الحركة التي غطت فرنسا من اقصاها الى اقصاها في تلك الفترة القصيرة ...كيف تشَّكلت؟ كيف ترسخت ؟ كيف انطلقت ؟ كيف نجحت؟.
لقد "عقدت الدهشة" السنتهم و كَّسرت اقلامهم و فقأت عيونهم و حَّجمت خيالهم و غلقت عقولهم( و هم أو اغلبهم على اطلاع تام و متابعة دقيقة لها ...لكنها "الظروف" او الأوامر ربما)...ليجعلوا الشعب في ضياع تام و حيرة ظهر ذلك جلياً في موقف الكثيرين من الانتخابات سواء بالمقاطعة التي سجلت رقماً قياسياً اوفي ارسال الاشارات الحضارية في ذلك الاتجاه من خلال البطاقات البيضاء او الملغية التي وصلت في انتخابات الجمعية الوطنية الى اكثر من 64%(مقاطعة و الغاء) اي بحدود ثلثي عدد من يحق لهم التصويت ( 30 مليون تقريباً من اصل 47 مليون تقريباً).كما سنبين بالأرقام ادناه. يضاف الى ما تقدم حالة الملل التي عمت الشارع الفرنسي من تكرر الانتخابات التي سبقتها...فقد جرت انتخابات مرشحي الاحزاب ( اليمين و الاشتراكي) حيث كل واحدة منها كانت على مرحلتين و حظيت بتغطية اعلامية لا تقل عن التغطية الاعلامية للانتخابات الرئاسية و تخللتها ندوات و مناظرات و تحضيرات ...انهزم في تلك الانتخابات التحضيرية قادة اليمين و اليسار و فاز من يمكن ان نتصور انه دُفِعَ الى الفوز بقصد ...فقد انهزم من اليمين الرئيس السابق و رئيس اكبر حزب يميني هو الحزب الجمهوري (نيكولا ساركوزي) و كذلك انهزم فيها اقوى اقطاب اليمين الفرنسي على الاطلاق السيد (ألان جوبيه) و من خلفه الداهية المنزوي رئيس الوزراء الاسبق (جون بيير رافاران )...ليتقدم الصفوف المرشح (فرانسوا فيون) رئيس الوزراء في عهد (ساركوزي)... و في جانب اليسار هرب رئيس الجمهورية السيد (فرانسوا هولاند) حيث وصلت شعبيته في استطلاعات الرأي الى ادنى الارقام في كل التاريخ الفرنسي...ثم انهزم الشخص الثاني في الحكومة و الحزب الاشتراكي السيد (مانويل فالس)الذي كان يتصور انه الشخصية الاشتراكية القوية التي يمكن ان تتصدر المشهد السياسي ...ليتقدم الصفوف المرشح( بنوا أمون) الشخصية غير المتوقعة... ليجد ان الرئيس و رئيس الوزراء وبعض قيادة الحزب الاشتراكي و بعض البرلمانيين والوزراء قد ابتعدوا عنه مقتربين من المرشح الجديد السيد (ايمانويل ماكرون) رئيس او مؤسس حركة الى امام الجديدة
هذه الانتخابات الاولية... اي انتخابات مرشحي الاحزاب تُعتبرعامة أي غير مقتصرة على اتباع و اعضاء الحزب انما يحق لأني فرنسي يحمل بطاقة الانتخاب او يحق له التصويت المشاركة فيها...فشارك مواطنون من اتباع اليسار في انتخابات مرشح اليمين و شارك مواطنون من اتباع اليمين في انتخابات مرشح اليسار و قيل ان لهذه الاصوات تأثير واضح في فوز مرشحي الحزبين.
وهكذا افرزت تلك الانتخابات التمهيدية شخصيتين لن يتقدم احدهما للمنافسة كما سيتضح ذلك وهما :اليميني الجمهوري (فرانسوا فيون) و اليساري الاشتراكي (بنوا أمون) فكان الاثنين من ""المقدور عليهم"" اي هناك ما يمكن ان يُطرح عنهم أو ما يُيَسِرْ هزيمتهم و هذا ما حصل.
...الاول (فرانسوا فيون) مرشح اليمين و المتحالفين معه...حيث تم تحضير ما يلزم لهزيمته ...حيث ما ان تأكد فوزه حتى هبت عليه عاصفة الفساد التي اطلقها مطلقيها عمداً للتمهيد لانهياره نفسياً و ربما انسحابه ليتقدم غيره و ليتم تمزيق اليمين و بث الرعب في صفوف الجميع حيث "اغلبهم في الهوى سوى"...سواء بالتأثير على المرشح شخصياً عائلياً او التأثير على المحيطين به و اتباعه او التأثير عليه بأن تكون هذه الضجة ورقة ضغط بيد خصومه من اليمين "حزبه" او من الاحزاب الاخرى ...كانت الضجة عنيفة لأنها تخص عائلته (زوجته و اولاده و هو شخصياً) و تخص الامانة و الثقة و المال العام و المنصب العمومي امام الجمهور و هو شخصية عامة و مرشح للرئاسة. كان من اطلق تلك الضجة يأمل بانهيار (فرانسوا فيون) كما اتصور ليتقدم هو...و كما اشرت في الاجزاء السابقة اني اعتقد ان من اطلق تلك الضجة قريب منه و الدليل عناده و اصراره على مواصلة المسيرة رغم معرفته ان في ذلك خطر عليه و على حزبه و على اليمين بشكل عام...لو كان ما طُرِحَ في الصحافة "الضجة" طرحتها اجهزة متخصصة او حزب اخر لفَّكر فيون بالحزب و الوطن و قَبِلَ الانسحاب واعلن اعتذاره وقبل التحدي ولجأ الى القضاء للفصل بالقضية ليسجل موقف سياسي و اخلاقي كبيرسيذكره التاريخ ان ثبتت براءته و يُشار الى شجاعته ان ثبت العكس...لكني اميل الى أنه عرف مصدر الضجة و قال مع نفسه : "عليَّ و على أعدائي"....تشقق اليمين تحت وقع هزيمة (الان جوبية) وهو القطب اليميني القوي جداً امام (فرانسوا فيون) وبعدها تحت تأثير قضية الفساد هذه ...فصار فوز (فرانسوا فيون) المرشح القوي جداً والرئيس الفرنسي المقبل كما كان متوقع في مهب الريح و اُعْتُبِرَ من غير المؤثرين... و في هذا السياق نشرت مجلة (لو بوا اليمينية) التي يكتب فيها "الفيلسوف" ( برنارد هنري ليفي بشكل ثابت) قصة غريبة سترافقنا في التاليات و ربما في مرحلة رئاسة (ايمانويل ماكون)...حيث نشرت تلك المجلة في عددها (2321) الصادر بتاريخ (02/03/2017 على ص18) اي في خضم الحملات الانتخابية للأحزاب و من ثم للرئاسة الفرنسية (الانتخابات الرئاسية في مرحلتها الاولى جرت يوم 23/04/2017 اي بعد (50) يوم من صدور المجلة) ... قال الخبر : [ اثناء نوم السيد (ادوارد فيليب) رئيس بلدية "أفغ" من الحزب اليميني الجمهوري ومقرب من السيد (الان جوبيه) و احد اعضاء فريق حملة المرشح الرئاسي (فرانسوا فيون) في داره في باريس ليلة 21 على 22/02/2017 اختفى جهاز الكومبيوترالخاص به و هو يحوي معلومات تتعلق بحملة الانتخابات الرئاسية... و حسب افادته و التحقيق انه لم يسمع اي ضجة في البيت في تلك الليلة و لم يُكسر اي باب او قفل او يُسرق اي شيء اخر...فُتِحَ تحقيق في الموضوع من قبل البوليس و اُعلمت الجهات المختصة بذلك] ...((شخصياً لا اعرف ما حصل بعد ذلك...حيث اطلعت على هذا الخبر في تلك المجلة اخيراً و هو منشور في ص18 منها))... و يمكن تصور محتويات الجهاز و نوعية المعلومات التي يحتوي عليها
المهم أصبح هذا السيد (ادوارد فيليب) بعد اقل من ثلاثة اشهر من تلك الواقعة رئيساً للوزراء بعد أن اصبح السيد ايمانويل ماكرون رئيساً للجمهورية الفرنسية في 07/05/2017 .... استمر السيد ادوارد فيليب بمنصبه بعد انتخابات الجمعية الوطنية
...اما المرشح الاشتراكي السيد (بنوا أمون)...الذي كما اتصور انه تعرض ل"غدر" بعض رفاقه المؤثرين...ليجد نفسه عارياً جماهيرياً وهو(بنوا امون) الذي لا يملك تلك الكاريزما التي تجعل الشباب تطيل النظر اليه فكان هناك انسحاب كبير و عجيب و غريب للكثير من رموز الحزب الاشتراكي سواء كان (بنوا آمون) على علم بذلك او لاو في الحالتين المصيبة اعظم ...و حتى وقوف الرئيس الضعيف (فرانسوا هولاند) خارج صفوف مؤيديه بل انضمامه سواء عن قناعة او اكراه و الاكراه هو الارجح كما اعتقد مع منافس ممثل الحزب الاشتراكي السيد( بنوا امون) وتأييده للمرشح ( ايمانويل ماكرون)...وللوقوف على غرابة موقع السيد (بنوا امون) و جماهيريته...فقد فشل في الفوز بمقع في الجمعية الوطنية..واعتقد انه المرشح الوحيد للانتخابات الرئاسية ممن ترشحوا للجمعية الوطنية و لم يفز.
و هنا ايضاً نستعير من مجلة (لو بوا) اليمينية في عددها المشار اليه اعلاه و على ص(16) بتاريخ 02/03/2017 اي قبل المرحلة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بحوالي (50) يوم [جرت المرحلة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 23/04/2017]...اشارة المجلة عن اتصال هاتفي بين السيد (ايمانويل ماكرون) و السيد (جون ييف لودغان) وزير الدفاع الاشتراكي حينها و القطب المهم في الحزب الاشتراكي و هو ممثل اقليم "بروتان" [ غرب البلاد] ...تم فيه الحديث عن دعم متبادل. و فعلاً وقف هذا الوزير داعماً ماكرون و استمر وزيراً في حكومة ادوارد فيليب للشؤون الاوربية و الخارجية.
السؤال هنا... كان خلف هذا التحرك الصامت السري القوي العنيف ضد الاشتراكي و اليميني و كل الاحزاب؟؟؟[ لقد بينت بعض الصور في : فرنسا 2017/ بعد فرز الاصوات ج1 و جوج32]!!!
لقد مهدوا لفوز السيد (ماكرون) بالرئاسية كما بينتُ في (فرنسا 2017/ بعد فرز الاصوات ج1 و ج2 و ج3)...وذلك من خلال جعل المواجهة بينه و بين ممثلة"اليمين المتطرف" السيدة(مارين لوبين) لحسم تقدم (ماكرون) حيث لا بديل عن ذلك...و هذا حتمي حيث سيفوز اي مرشح عندما تكون السيدة (لوبين) منافسته حتى لو كان شخص عادي من عامة الشعب.
فوز (ماكرون) رتب الامور لحصول مجموعته او تجمعه او "خليطه" "الجمهورية الى الامام" على حصة الاسد من عدد مقاعد الجمعية الوطنية وهذا متوقع (350 مقعد من اصل 577 مقعد).
السيد(ماكرون) او من يقف خلفه من مؤسسات و مراكز قرار و مال بحثوا عن الكتلة التاريخية في الجمعية الوطنية ...للحاجة اليها في تمرير كل ما تم الاعداد له من قرارات تؤثر في الشارع الفرنسي و تعمل تلك الكتلة على الحد من تأثير النقابات العمالية على الشارع الفرنسي بعد ان تم تمزيق الحزبين الرئيسيين (الجمهوري و الاشتراكي) و كان ذلك سهلاً لأنها احزاب نخب و ليست احزاب جماهير حيث ترك تلك الهياكل الحزبية الكثيرين من رموز الاحزاب السياسية الفرنسية من كل الاتجاهات ملتحقين بالهيكل الجديد او التجمع الجديد او ال"خليط" الذي يتزعمه (ماكرون)... لقد نجحوا في تحقيق الاغلبية في الجمعية الوطنية ... لكنها اغلبية هشة كما اتصور حيث قاطعها غالبية الشعب الفرنسي و لا تمثل الا نسبة ربما لا تتعدى ال(15%) من اصوات الناخبين... فهي كتلة لا تربط افرادها او اقطابها مناهج سياسية او علاقات تاريخية او برامج تنموية او اقتصادية اجتماعية طموحة.
اعتقد ان مهمتها ستكون صعبة...حيث ستبدأ او امرها بالاصطدام مع نقابات العمال في لقاءات ماراثونية لتمرير قانون العمل الجديد الذي سبق ان رفضته تلك النقابات في الاغلب..و سيكون الحل في حالة استمرار الرفض هو العمل على شق وحدة النقابات المتفقة على الحد الأدنى من الاموروهي مهمة خطيرة تأتي بعد شق الحياة السياسية الفرنسية...خطورتها انها ستتم بأيدي الجمعية الوطنية المشكوك بشرعيتها...و خطورتها ايضاً انها ستكون في الشارع و بكل السبل المتاحة في الهجوم او الدفاع. لكن هل يتمكن السيد ( ماكرون) و كتلته النيابية من ذلك أم أن التشقق سينتقل لكتله تلك "الخليط" قبل او اثناء تنفيذ تحركهم او تحركها لشق النقابات؟؟؟؟.
جاءت الانتخابات البرلمانية"الجمعية الوطنية" بعد تلك المسيرة المرهقة من الانتخابات المتعدد في فترة قصيرة نسبياً مع تمزق احزاب و تناحر تجمعات سياسية و التحاق قيادات حزبية بالتجمع الجديد لتحصل هنا كارثتين سياسيتين في عصر كوارث اقتصادية و اجتماعية :
الاولى : هو ارتفاع نسبة المقاطعة حيث سجلت رقماً قياسياً حين وصلت الى حدود 57% من عدد من يحق لهم التصويت(47.582)مليون ناخب اي ان من شارك كان بحدود (20) مليون اي اقل من نصف الناخبين و هذا بحد ذاته يضع علامات استفهام كثيرة على تمثيل اعضاء الجمعية الوطنية او الكتل النيابية او حتى رئيس الجمهورية و تجمعه السياسي... يضاف الى ذلك حوالي (10%) ممن شاركوا في الانتخاب اي من ال(20) مليون تركوا مظاريف فارغة"بطاقات بيضاء" او بطاقات غير صالحة و هذا شكل حوالي (2) مليون لتصبح نسبة المقاطعة"بانواعها" اكثر من او تقترب من(64%) بعدد تقريبي يصل الى (30) مليون ناخب من اصل اكثربقليل من 47 مليون ناخب اي بحدود ثلثي عدد الناخبين تقريباً ...و هذه فضيحة سياسية و اجتماعية كبرى في وقت حساس و خطير و عالم مضطرب داخلياً و اقليمياً و عالمياً ...والغريب هو استمرار التعمية الاعلامية التي رافقت كل الانتخابات حيث ظهر ال"محللون والمحللين"ليفلسفوا و يتفيقهوا و يتفذلكوا مفسرين هذه المقاطعة من انها تأييد للسيد (ماكرون) و تجمعه"خليطه" السياسي.
كنت قد توقعت حصول تجمع ماكرون السياسي على اكبر كتلة لكنها ليست الحاسمة و تَوَقَعَتْ مراكز الدراسات و الاستبيان و التحليل ان تحصل حركة ماكرون على ما يقارب من 450 مقعد من اصل 577 مقعد لكن التوقعين لم يصيبا ...حيث مثل هذه النسبة من المقاطعة فرضت ارقام اخرى فكانت النتيجة حصول تجمع ماكرون على (302 لحزبه الجمهورية الى امام و 48 لحليفه) لتكون الكتلة "الخليط" مُشَّكلة من 350 مقعد.
لن اناقش ما حصل عليه الاخرون الأن(شخصيات و احزاب) سأترك ذلك للقادمات... لكن الفت النظرهنا و في عُجالة الى انه رغم هذه الظروف عالمياً و اوربياً و فرنسياً فقد حصل الحزب الشيوعي الفرنسي على (10) مقاعد تمثل كما اتصور اصحاب الايادي النظيفة حيث لم تُسجل على أي منهم اي لوثة اجتماعية او اخلاقية او سياسية او مالية من دون كل الاحزاب الاخرى الممثلة في البرلمان ما عدا رفاق (جون لوك ميلونشون)...و هذا فخر و شرف لهم كأشخاص و للمبادئ التي حملوها و ناضلوا من اجلها ...فتحية للشرفاء هناك اي في الجمعية الوطنية الفرنسية و هم كُثر كما ظهر او كما اتصور. حيث ظهرت ما يمكن ان يطلق عليها فضائح مالية او سياسية "في الصحافة لحد الان" شملت كتلة "خليط" الماكرونية متمثله في اهم شخصيتين حتى قبل الرئيس ايمانويل ماكرون و اقصد شريكه السيد (فرانسوا بايرون) (42) عضو في الجمعية الوطنية /وزير العدل و السيد (ريشار فيران)/رئيس كتلة الجمهورية الى امام "خليط ماكرون" في الجمعية الوطنية/ وزير وحدة الاقاليم.
المهم في هذه الانتخابات حصل "خليط" (ماكرون) على ما اراد من كتلة كبيرة و اكثرية مريحة في الجمعية الوطنية...لكنها كتلة مفككه لم تجتمع الا على مصالح ضيقة حزبية و مالية و وظيفية او مدفوعة او مجبرة تحت تأثير مراكز ضغط او قناعات شخصية!!!...فالشريك الكبير( فرانسوا بايرون)(42) مقعد [لأول مرة][الوسط الديمقراطي]...اثار اول مشكلة قبل الانتخابات مطالباً بترشيح 120 شخص من اتباعه و كانت تلك اول مشكلة تواجه "خليط" ماكرون...تم تجاوزها في حينه... الفوارق كبيرة و بعيدة بين( بايرون و ماكرون) اقتصادياً و سياسياً...و بقية "خليط" ماكرون او( الجمهورية الى امام) فهي خليط من المنسلخين عن احزابهم في الغالب كما اسلفت ...من المدافعين عن البيئة و الاشتراكيين و اليمينيين و الليبراليون الجدد فلا رابط عقائدي يربطهم و ظهرت اول مواجهة بين وزير الزراعة و وزير البيئة حول استخدام المبيدات الحشرية و سينتقل هذا الخلاف الى استخدامات الطاقة الذرية و الفحم و النفط و تلوث البيئة.و ظهرت ايضاً مشكلة وضع ماكرون نفسه في قلبها وهوفي حالة انطلاق وهي انه تعهد ان يكون عدد الطلاب في كل صف مدرسي (12) طالب وهذا يعني ان تتضاعف عدد الصفوف وهذا يعني تضاعف عدد المدارس والتدريسيين وما يرافق ذلك من مصاريف و خدمات وهذا مستحيل تطبيقه حتى بعد ربع قرن اذا ما علمنا ان هناك زيادة سنوية في عدد الطلاب في المدارس يرافقه ارتفاع عدد الراسبيين في الصفوف الدراسية في كل المراحل سنوياً.
ظهر في اول اجتماع للجمعية الوطنية تأكيد المحاصصة بين صفوف "خليط ماكرون"حيث فاز برئاسة الجمعية الوطنية الشاب ( فرانسوا دي روجي)(43) عام و هو من المتابعين للبيئة و من حزب الخضر ليكون نظام المحاصصة فالرئيس كان اشتراكياً (ماكرون) و رئيس الوزراء كان جمهورياً يمينياً (ادوارد فيليب)... و رئيس الجمعية الوطنية كان من حزب الخضر القريب من اليسار او المحسوب عليه تاريخياً ( فرانسوا دو روجي). و كان قد تم تعيين يميني وزيراً للاقتصاد واشتراكي وزيراً للخارجية و هكذا بقية الوزراء...سيكون في الجمعية الوطنية معارضة غير مؤثرة لكنها ستكون محرجة للأكثرية و للحكومة و اقصد هنا السيد (جون لوك ميلونشون) و كتلته و السيدة (مارين لوبين) و جماعتها وكذلك ممثلي الحزب الشيوعي ايضاً و هؤلاء جميعاً سينقلون البرلمان الى الشارع ان اقتضت الضرورة.
............................
ملاحظات عامة:
1.ارتفاع عدد المقاطعين لانتخابات الجمعية الوطنية كما اسلفت اعلاه...حيث حصلت الكتلة الاكبر على تأييد فقط بحدود 15% من اصوات الذين يحق لهم الانتخاب و هذا اكثر قليلاً من(7) مليون ناخب من اصل اكثر من (47) مليون لهم حق التصويت.. و هذا معناه انها لا تحظى بتأييد شعبي رغم انها ستتحمل وزر كل ما يمكن ان يمس مصالح الشعب من قرارات و تصرفات و قوانين و تعديلات...فكتلة تتحمل مسؤولية حياة حوالي (67)مليون مواطن هم السكان على التراب الفرنسي و مستقبلهم و مستقبل و طن و اجيال و هي لا تؤيدها النسبة العالية من الشعب. أي انها و رئيسها و رئيس الجمهورية مشكوك بشرعيتهم. و هذا ينبئ بفشل سياسي كبير.
هذا الفشل ربما سيبدأ بتشكيل خطوط برلمانية ضمن الكتلة الكبرى تصطف عقائدياً اولاً...حيث سيتجمع الاشتراكيون في خط و اليمينيين في خط و الوسط في خط يضاف لهم خط (فرانسوا بايرون) و غيرهم...هذه تنتقل بعد ذلك الى انسحاب هذا الخط او ذاك من هذه الكتلة و هذا الخليط حسب تغَّير الظروف الاقتصادية و الاجتماعية و اكيد تحت تأثير حركة النقابات في الشارع او الارهاب او غيرها من العلاقات الخارجية.
2. دخل الجمعية الوطنية نسبة عالية من النساء حيث اصبح عددهن 223 بعد ان كان 155 أي بزيادة (68) امرأة عن انتخابات عام 2012
3. وجود عدد كبير من النواب الجدد، اذ إن نصف نواب "الجمهورية الى الإمام" ينتمون إلى المجتمع المدني ولم يسبق لهم أن شغلوا مناصب بالانتخاب من قبل... و هذه اليوم تُعتبر مشكلة الى أن يقتربوا من الاعيب و احابيل السياسة حيث ان الغالبية العظمى منهم من منظمات المجتمع المدني أي التي تقترب من الشارع او التي تعلمت على التواجد في الشارع و هذا سيف ذو حدين و بالذات اغلبيتهم من الشباب الذي لم يتعود على"بطر" و"دلال" السياسيين و السياسة.
4.انتخاب(11)عضواً من اصول مغاربية جميعهم من خليط ماكرون.(8) من اصول مغربية و(3) من اصول جزائرية.
5.فشل الاحزاب في الانتخابات تسبب بخسائر مالية لهم (اموال الدعم الحكومي) حيث خسر الحزب الاشتراكي حوالي (9) مليون يورو سنوياً و الحزب الجمهوري حوالي (7) مليون يورو...و هذا ما يفسر كثرة عدد المرشحين و عدم اتفاق اطراف اليمين على مرشح و اطراف اليسار على مرشح لتعزيز مواقعهم لأنهم كما يبدوا لم يتفقوا على العوائد المالية و محاصصتها أي توزيعها...أنه المال و ما يجري من خلاله (مقرات ...حفلات...وتعينات و غيرها).
6.لماذ اطلقتُ على حركة(الجمهورية الى أمام) او حركة ماكرون وصف او مفهوم الخليط؟ الجواب لأنها كما قلت تشكلت من انسلاخ اطراف من تنظيمات سياسية متنوعة متباعدة لا جامع لها و احتفاظ كل مجموعة منهم بصفاته (معتقداته) السابقة مبهوراً او معتمداً على تعهد السيد ايمانويل ماكرون بتطبيق البرامج التي يؤمنون بها...حال هذه الحركة في ذلك حال الخليط من المواد او العناصر حيث يحتفظ كل عنصر بصفاته الفيزيائية و الكيميائية...و هي غير قابلة للذوبان او الاتحاد مع بعضها الا ربما تحت تأثير عامل مساعد قوي...يؤدي الى تغيير بعض خواص و صفات تلك العناصر و هذا ربما هو امل ايمانويل ماكرون المستقبلي لكنه صعب في وضع سياسي مثل الوضع الفرنسي.
7.اشترك في هذه الانتخابات حزب العدالة و التنمية الذي شكله الاتراك في شرق فرنسا عام 2015 و هو تابع لحزبهم الام الحاكم في تركيا و قد اشرتُ الى ذلك في مواضيع اخرى سابقاً رغم انكارهم لتلك التبعية...المهم انه لم يحصل على شيء...ربما في القادمات؟؟؟؟
...............................................
الى اللقاء في الجزء التالي /نناقش فيه الارقام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية طيبة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 7 / 1 - 19:01 )
اليوم 01/07/2017
اعلن مرشح الرئاسة الفرنسية في الانتخابات الأخيرة عن الحزب الاشتراكي الفرنسي السيد بنوا أمون تركه للحزب الاشتراكي الفرنسي و تشكيله حركة الاول من تموز و قال
انا اترك حزب لكن لن اترك الاشتراكية
................

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تمد أوكرانيا بصواريخ متطورة بعيدة المدى | ا


.. من دبي.. إطلاق مكتبة للتأثيرات الصوتية تساعد المصابين باضطرا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. عبدالملك الحوثي يشعل البحر الأحمر والمحيط الهندي وواشنطن تقد




.. أعضاء الحملة الانتخابية لبايدن يؤكدون تمسكهم باستخدام تطبيق