الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمنة في ظلّ تعدّد الأئمّة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 7 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الأئمة كثر. في الدين، والسياسة، والمجتمع.
المفتي هو مفتي السّلطان، وكذلك المحلل السّياسي، والكاتب، والصّحافي ، والمؤلّف، وموثّق التّاريخ، والعامل في المنظمات الإغاثية والإنسانيّة. فنحن العرب لنا طريقتنا في العلمنة. لا تؤثّر فينا الثورة المعلوماتية إلا بطريقة يقبلها السّلطان.
نخن لا ننتمي إلى ديانة، أي لا دين لنا، هناك وكيل لله يقبع في قصر السلطان يرشدنا.قد اخترع الإنسان الصّلاة ليحمي مجموعته الإنسانيّة من الكوارث، كانت غناء جماعيّاً مترافقاً بثغاء الأغنام، وعواء الذّئاب .
هذا نصّ وجداني لا يعتمد على العلم ، وهي رؤيتي الشّخصيّة ربما.
ربما أغلبنا يحمل في داخله دكتاتور، ويتصيّد خطأ الآخر كي يشّهر به، ويسبب له الضّرّر، وهو أمر عادي في ظل طروف عائليّة تضيق بالإنسان ، وعندما يهرب إلى المجتمع يرى الظّروف العائلية ربما أسهل، وأقل دكتاتوريّة، فيعود خانعاً إلى تعاليم الأسرة التي كانت خاطئة بالنسبة للفتاة، والفتى، فقد وضعت الفتاة تحت سلطتها، وهي سلطة عائليّة لا أرغب في تسميتها ذكورية، لأنّ جميع أفراد الأسرة يتعاونون في الاستبداد بدءاً من الأخ الأكبر، وانتهاء بصاحب الدّخل المادي الأعلى بغض النظر عن جنسه، وربما يكون الأب في بعض الحالات القليلة أشد رحمة، صحيح أنّ الجميع يدافع عن مفهوم الرجل في الأشياء، لكن أن لا يشدّ أحد عن القاعدة فهذا هو الشيء المستغرب.
لم يجعل القمع لنا منافذ إلى الحياة فعشنا ما بين سطور الحياة نحاول أن نقف على السّطر، ولم نستطيع، وفي كثير من الأحيان عندما نستطيع لا نعرف ماذا نقول فخزينتنا فارغة سوى من الأسى.
عندما عرض على بعض الشّيوخ في سورية منصباً سياسيّاً في إدارة تابعة لفئة مؤمنة بالفكر الشّمولي أصبح يدين لهم بالقوميّة، والإيمان، وأصبحت فتاويه من فتاويهم، ومع أنّه سجين سياسيّ من أجل الحريّة لسنوات. سقط أمام أوّل حاجز فيه سلطة، أو مال.، أو ربما لم يسقط . هي فرصة كان يبحث عنها فالتقطته، والتقطها.
السّلطان يهشّ بالعصا على رجل الدّين المعين من أجله، ورجل الدّين يفتي، ونحن نموت بجمل من إفتائه، وقوانين شرّعها خصّيصاً لفرج النّساء، والتمتّع بهنّ. أصبحت المرأة عبداً . هو الحاكم يرغب أن تكون في غرفة نومه عدّة نساء، بعضهنّ زوجات، وبعضهن جواري، وبعضهن ما ملكت يمينه، وهو عاجز جنسياً لأنّه في أرزل العمر.
تلك الثورة الرقميّة التي جعلت العالم متقارباً مرّت على كمبيوتراتنا مرور الكرام، فلو كتبت كلمة السّلم، أو الحرّية، أو الحبّ. لظهر لك مواضيع لا متناهية في موقف الإسلام السليم في تلك القضايا. لم يكن يلزمنا محرّك البحث جوجل، فهناك في كلّ حيّ وفي كل مدينة داعيّة يمارس علينا طقوس التوّجه إلى الخلف. لم نستفد من الثورة الرّقميّة إلا في حالات قليلة.
أتحدّث عن ظاهرة، وليس بشكل عام، فهناك مؤمن تتواصل روحه مع ربّ محايد بين الأديان، ويعتزل البشر، وهناك كاتب لا يمكنه إلا أن يكتب. هو يكتب لنفسه فلا صحافة، ولا دور نشر تنشر له، وسوف تأكل أوراقه الديدان. لن ندخل في التّفاصيل، لكنّ سقوطنا الموضوعي قادم، ونحن جاهزون، وقد بدأنا بالخطوة الأولى حيث بدأ الشّباب الذي يجب أن يعوّل عليه يدعو إلى التّشدّد في الدّين، والقوميّة ، والإيديولوجية، ربما تحزّبهم هو السّبب فهم يرون الدكتاتوري بطلاً، والفرد هو الوطن، وهؤلاء ليسوا سلطة حتى الآن، فماذا سوف يجري لو أصبحوا سلطة؟
بالنسبة لي لم أفقد الثقة بالنّاس. بل إنّني متأكدّة من أن الطّيف الدّيني، والسّياسي، والثقافي الذي يطلً وهو يعرض كلماته، وبطولاته جميعه دون استثناء ليس أهلاً للثّقة. فقط عندما نستطيع البحث في العمق، وعن الإنجاز، وعندما نلغي كلمة مثقّف ومثقف ثوري، لأنّها كلمات من الماضي فيها رائحة الدّم. يوجد اليوم متعلّم متخصّص، ورجل أعمال ماهر، وشاعر يجيد الاختصار، ولا منتمي يستطيع أن يقيّم الموقف الدّيني والقومي بثلاث جمل مفيدة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو