الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دغدغات ماكرونية ترامبية...

غسان صابور

2017 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


دغدغات مــاكــرونــيــة ــ تــرامــبــيــة
لمتى كلما رغب رئيس ناتوي غربي, مراضاة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودغدغته.. يهدد سوريا بقصفها, دون تردد.. إن تسرب منها أية رائحة لأية مادة كيماوية.. ولو كانت رائحة سيجارة واحدة؟؟؟... علما أن كل تبقى من النادر القليل الحيادي من المنظمات الغير حكومية العالمية المتخصصة بمراقبة أخطار المواد الكيماوية السامة الممنوعة, تأكدت وصرحت ألا مواد كيماوية موجودة لدى السلطات أو القوات السورية الشرعية... وإن وجدت مواد كيماوية محلية الصنع.. فهي بين ايادي بعض الفصائل القتالية التابعة لداعش...
ومع هذا عاد الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون, ورغم عودته عن قرار ضرورة انسحاب الرئيس الأسد (والذي لم يعد عدوا لفرنسا).. عاد من جديد على اتفاقه مع الرئيس الأمريكي ترامب.. بضربهما لسوريا إن حركت السلطات السورية ذرة كيماوية واحدة ضد اعدائها.. وخاصة بعد أن دعا الرئيس ماكرون الرئيس ترامب لحضور الاحتفالات الفرنسية بعيد 14 تموز... رغم تصويت الأكثرية الساحقة برفضهم لدعوة هذا الأخير باستفتاء جرى ببداية هذا الأسبوع بعديد من الصحف الفرنسية الكبرى.. حول هذه الدعوة للرئيس الأمريكي بهذا العيد التاريخي والقومي الفرنسي... وخاصة أن فصيلة من الجيش الأمريكي سوف تشارك بهذا الاحتفال...
من الملاحظ, وبعد أكثر من ستة سنوات من هذه الحرب المدبرة الآثمة البائسة اليائسة الحزينة ضد سوريا وشعبها.. وكل الخراب والموات والتهجير الذي سببته.. وما زالت مستمرة.. ما زال كل رئيس غربي أو عربي, كلما أراد تبييض صفحاته وإضافة بعض العنتريات عليها.. يهدد سوريا فرديا أو مع آخرين مثله.. بتهديدها وضربها.. كأنها كيس تمارين ملاكمة... أو مخبر تجارب لقوة عضلاته... بالإضافة أن الجميع بلا استثناء يصرحون عبر كافة وسائل إعلامهم أن غايتهم الأولى محاربة الإرهاب وداعش... وأن داعش هي عدوهم الرئيسي.. وكلما حوصرت داعش واندحرت من قوات (حقيقية ضد داعش).. تــجــد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وعملاؤها المتعددون المستزلمون, سواء بالمنطقة أو بالدول الأوروبية الناتوية.. مخرجا لداعش وانتقالها إلى مناطق أخرى... حتى أن عديدا من الصحف الأوروبية الكبرى أعلنت هذا الصباح.. أن تنظيم داعش ــ كنقطة تجمع وانسحاب ــ بدأ يخلق تجمعات ومراكز جديدة له بالفيليبين... نــعــم بـالـفيـلـيـبـيـن... ومن يحمي دولة الفيليبين منذ حوالي مائة عام حتى هذه الساعة...حتى الوصاية تقريبا... رغم أنها دولة مستقلة.. وعضو بالأمم المتحدة؟... الولايات المتحدة الأمريكية... طـــبـــعـــا!!!
بالإضافة إلى آلاف الخلايا النائمة والمتحركة بمئات من المدن الأوروبية.. وذلك من عشرات السنين... من ضمن مشروع كيسنجر العتيق, بخلط الشعوب الذي بدأ تخطيطه من سنوات طويلة.. سواء بالتهجير الاضطراري أو الاختياري.. مدفوعة بالحروب... بالفقر.. وتجفيف الطبيعة وتشويهها... مما دفع ملايين البشر من العالم الثالث والرابع والخامس... للهرب باتجاه أوروبا واستراليا وكندا وأمريكا اللاتينية.. والولايات المتحدة الأمريكية (أحيانا ونادرا)...من سنوات...وظهور خلايا إرهابية من بين هذه الجاليات التي حافظت على عاداتها وتقاليدها العرقية والدينية.. ثم أعلنت ولاءها للقاعدة أو لداعش وغيرها خلال العشرين سنة الأخيرة... مما دفع العديد من هذه البلدان إلى مراجعة جميع أنظمة امنها.. وخاصة تضييق وتشديد جميع أنظمة قبول مهاجرين جدد... ما عدا ما يتناسب كليا مع حاجات انظمتها الرأسمالية ومطالب شركاتها وصناعاتها.. وخاصة رغبات أرباب العمل لديها.. لخلق أجواء تضطر الطبقات العاملة المحلية.. بقبول جميع الشروط التي تخفض ــ بأشكال رهيبة ــ أجور اليد العاملة.. كما تزيل نهائيا قوة المقاومة لدى النقابات العمالية المحلية...
*************
عــلــى الــهــامــش :
ــ شــركــات أمــريــكــيــة.. تــتــحــدى...
عديد من الشركات الأمريكية مثل آمازون Amazon المتخصصة ببيع وتوزيع جميع المواد الاستهلاكية بالعالم.. كما شــركة غوغل Google المتخصصة بتوزيع النت والمعلوماتية العالمية المعروفة.. وعشرات من الشركات العالمية المعروفة.. رغم أن كلا منها يربح سنويا مليارات من الأورويات والدولارات بعديد من الدول الأوروبية. فروعها الموجودة بفرنسا لا تدفع أية ضريبة... نعم لا تدفع أية ضريبة... رغم أن الحكومات الفرنسية السابقة تطالبها (بنعومة زائدة دون إلحاح)... بينما لا تستثنى أية بضاعة غذائية أو صناعية أو الموضات العالية الأوروبية.. من عدة ضرائب مختلفة, حينما تصدر للولايات المتحدة الأمريكية.. وحيث تطالب هذه الأخيرة بإلحاح.. بتعديلات مستمرة لتخفيف المطالبات الأوروبية والفرنسية على بضائعها.. وزيادة مطالبها وتضييقها على البضائع الأوروبية والفرنسية... وجميع المطالب الأوروبية والفرنسية للشركات الأمريكية تبقى من عشرات السنين ضائعة.. بلا أي جواب.. أو جواب بسيط من أصحابها الذين ينتفخون سنويا بمليارات زيادة.. سوى تهديداتهم بأنهم على استعداد للرحيل إلى مناطق أخرى ــ هادئة لا تزعجهم ــ وإغلاق مؤسساتهم هنا.. وإحالة عشرات آلاف موظفيهم إلى بطالة مرعبة...
إنها العنجهية الأمريكية المعهودة... كانسحاب رئيسهم من تجمع حماية الطبيعة العالمي.. الذي انعقد في باريس.. ونقضه بغرور شيزوفريني... ومع ذلك يدعوه الرئيس مــاكــرون لاحتفالات الرابع عشر من تموز (عيد الثورة الفرنسية ــ احتلال الشعب للباستيل 1789) والذي يتوافق على ذكرى دخول الجيش الأمريكي بنفس التاريخ سنة 1917 بالحرب العالمية الأولى.. ومجيئها لأوروبا.. لمحاربة القوات الألمانية آنذاك... والجدير بالذكر أن الاستفتاءات التي أجرتها بعض الصحف الفرنسية الكبرى أن حوالي 67% من مئات الآلاف المشاركين بها.. أبدوا رفضهم لزيارة السيد ترامب ومشاركته بهذه الاحتفالات الشعبية والرسمية...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان بالعالم.. وخاصة للنادر القليل المتبقى من الأحرار الذين ما زالوا يناضلون ويقاومون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ للدفاع عن الحقيقة الحقيقية والكلمة الحرة والعلمانية الكاملة والديمقراطية والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل.. ومساندة المحرومين والمظلومين والسلام والتآخي بين الشعوب... لـــهـــن و لـــهـــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتأييدي واحترامي ووفائي وولائي... وأطيب وأصدق تحية الـرفـاق المهذبة.
غـسـان صــابــور ــــ لـيـون فــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت