الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا الخليفة لا حاشية لي - مجتزأ

مروة التجاني

2017 / 7 / 1
الادب والفن



يا رب

ها أنذا أتراجع كي تسندني الظلمات ويسندني الجرف الأزلي ، وها أنذا أرمي حفري في أطراف السنوات لكل سماء مرهقة .
ها أنذا أسدل أطرافي فوق نهار يخذله الوقت ويرميه المحظوظون إلى كل نقيض محتفل بي أو بفلولي المذعورة ،
ها أنذا أجمع أحشائي
لأريك سلام الأحشاء ممالك تعدو
وذكوراً يندلقون من الفجوات وينقرضون ، أريك رتوقي
ومواكب حول رتوقي مستنفرة كهوام ،
وأنا أدعوك لترفل في آبادي المشبوكة بالقنب والأقنعة الخزفية
ولتـبـتل بجاهي بين سنونوة أنثى وسنونوة أنثى ، ومخارج أقدار محدودبة يا رب ،
ويا رب هنا أتقادم والأنسام
عجلى تتأبط أرغفة الناموس ،
هنا الغوطة توشك أن تهزم في كاتدرائيتها ، والأكمام نازفة لا يسندها غير خشوع الأشباح من المحنة .

أدعوك :
تقادمت ، وشيخ في مخدعي المجهول وحومت الأيام
حول غضار حنيني للأيام ومن يحرقني في ذروة بعثي .
لست بديداً
لكن الصلصال القدوس طريد في سكرته
والأنهار مهلهلة في سكرتها
وغيابات القلب توزع لؤلؤها في تاريخ المدعوين إلى الهذيان ،
و ( أرواد ) توسوس مشرقها وتغير بآلهة وبراعم شتى نحو الثلث الأول من ظلمات ثلوجي .
لست بديداً ،
ها أنذا أدخل خلخلتي وأفاجئها بمقارع أروادي وضجيجي
وأعيد الرب إلى سهر موصول بمفاجأة الرخويات تدب إلى الليل وتحييه بروقاً وذبائح زاحفة فوق كسائي السوري ، وتحييه عوانس يغسلن فروج الساعات من الطمث ، ويخزقن مساحبهن الديباج على جبل كهل :
(( يا أعشاب ويا أزمنة
كسرن رجوع النهر إلى مسجده ،
واقذفن إمارات الرأس إلى حيض تتبعه الأشهر شامخة بأكاليل الشهوة والوحدة . يا موت ، أيا حلزون ترائبنا وقواقع عانتنا وأصول الفخذين ، استكن الآن ، فثمة عز يستغرقنا وتهب الأشجان المؤمنة كطيور النبع ، يقطعن مشدات جواربهن وحمالات الروح .. ))
أعيد الرب إلى أوقيانوس من لقطاء الأحقاب يصلون أمام الأفق المترجل عن دابته ، ويقومون إليه ليصطحبوه إلى ثقب في فاجعة الأجرام الجوالة والكهان الجوالين . أعيد ملائكة الموجة في أعطافي للأحجار وأجهش : (( موجي
هي ذي (( أرواد )) أعمدة الأحشاء وأقوام ثلوجي
فاردة في الجنبين مواسمها والأعشاش لكركي الدم )) ..

أعيد الرب إلى أسواق في المفصل تستحكمها الضوضاء وثرثرة النسوة حبلى يتفكهن بأقمشة الإيمان ويكتبن صفات أجنتهن وشرخاً يحشدن له في الرحم بساتين معفرة بمناخ الجسد الوهاج ، ويقرعن زجاج المفصل :
(( يا أعشاب ويا أزمنة
عرجن علينا نشملكن بعصف وشعاب آهلة ،
بالأجناس ، يخرنوب الألفة ، بالنيكل ، بالنمل ، بذبذبة الأعياد ، فها خيلاء مفارقنا ،
ها دالية الذكر المجهولة بين دوالي الأضلاع ، وها نحن بلا موت نتناثر في الموت حريصات أن نتفتح كالأعراف على العبث المجنون . تقدمن لنفسح لاناملكن مكاناً بين ضفائرنا والأغشية المحلولة في الرحم ، لنجلوكن عن البازلت المتنزه في الشريان إلى شريان بغال تتهادى خلف بحيرات عجيزتنا .

يا أعشاب ويا أزمنة
نحن أعرناكن زبيب النيروز وهودج مأتمنا ورحلنا منتحبات تتنفسنا الأسرار الآفلة
ورأينا أن نحبل قبل الجوع فأسندنا لليأس سلالمنا وشطبنا
آخر جمجمة للأرض وللدهشة )) .


- سليم بركات إلهنا الأكبر / ديوان كل داخل سيهتف لأجلي ، وكل خارج أيضاً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق