الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموصل والدرس البليغ

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2017 / 7 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


بعد تحرير الموصل صار لنا أن نكتب ونبحث كي نستفيد من أفضع درس شهده العالم خلال هذا العقد ولنبدأ باللجوء الى العقل فقط العقل ..
لا ننكر أن الحكومة أنفقت وضحّت قبل سقوط الموصل
ولا نبخس حق العسكر أو الموظفين الشرفاء الذين عملوا كل مابوسعهم لأجل حماية الناس وتوفير سبل العيش فهناك منهم الكثيرين من الظاهر والمجهول فنحن أحياء شهود
ففي حينها-قبل سقوط الموصل- تم التضحية بشهداء وأموال عامة لايمكننا حصرها بالتحديد
لكن الناس في تلك الفترة المضطربة كرهوا الحكومة سواء المركزية (التي تتبع لغة طائفية غير عادلة حينها) أو المحلية (المتمثلة بحكم أسرة معينة أستحوذت على كل شيء دون أكتراث لأمن المحافظة أو مايعانيه المواطنين)
وكرهوا أكثر حالة الأنفصام المزدوج بين الحكومتين المتصارعتين
للأسف هذا الكره أمتد ليشمل الجيش ذلك الذي يمثل سيادة الوطن ويفترض أن يعتز به كل مواطنيه فهو صمام السلام وجالب الأمان في كل بلدان الكون
هذا الكره أضاع الثقة وتطور الى حقد وصل لدرجة الترحيب بكل جديد (عدا تلكا الحكومتين البائستين)..
صار بعدها الفساد محسوس ، يتمثل بشراء المناصب ، أبتزاز للميسورين، خطف الناشطين وأختفاء قسري يمكن أن ينال من أي مواطن وليس فقط المتشددين ، فتحت جنح المناوشات بين القوات الحكومية وبين الإرهابيين على تخوم المدينة المترامية كان الإختفاء القسري ملحوظ يتبعه مساومات لأفراد محسوبين على النظام ليطلقوا سراح المعتقل بعد دفع المال الكثير
ناهيك عن أسباب ثانوية مثل ظهور طبقة من السماسرة المحتالين الذين أنتشروا بمفاصل الدولة وسيطروا على مقدرات المواطنين
وظاهرة ثانوية أخرى مثل تفشي الكحول والمخدرات بين أفراد يفترض أن لاينامون لحظة في مثل هذا الظرف الخطير ، هنا لا صنفهم بل أؤكد على وجود المهنيين المتفانين
الحدود كانت غير مضبوطة والتسلل من سوريا للعراق مسألة وقت وكانت داعش على التخوم ، تبحث عن فريسة على شكل أرض تطبق فيها مشروعها الظلامي المخيف
لم تجد في الأردن موطن قدم وعجزت عن التغلغل بلبنان ولم يبق أمامها غير العراق حيث الهدف السهل ، بسبب ما ذكرت أعلاه فالبيئة مهيئة ولا أفضل من بلد تسوده القلاقل وأعماه الفساد والحقد وكان لها ذلك للفترة من العاشر من حزيران حتى الثلاثين منه بعد إحتلال أستمر ثلاثة سنين وعشرين يوماً وسيندحر مابقي منها بحسب معطيات القوات وما موجود على الأرض
لن أختصر لكم أسباب سقوط الموصل وعليكم أن ترتبوها بحسب الأهمية لديكم فهي متداخلة ، ربما جميعها أتت من خطأ واحد أو أن كل منها سبب جوهري مستقل لكن الأهم بنظري أن لاتتكرر سواء فرادى أو مجتمعات فقد سببت خسارات كبيرة ودماء غزيرة لايكمن ان تقدر بثمن في هذا العصر
تحية لأبطال العراق الذين أنتزعوا اكبر محافظة من أيدي أقسى وحش ولهم ولأهالي المدينة الأبرياء كل الأماني بالخير وفي الختام أقول لكل عاقل في بلدي :العبرة من هذا الدرس أن لايتكرر هكذا درس ، لاتسمحوا لمن يجعل أي جزء من العراق بيئة فساد وقمع وحقد .. إنتهى ولكم الشكر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن