الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقفون العرب ووسائل التواصل الاجتماعي

زياد عبد الفتاح الاسدي

2017 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


البعض من المثقفين العرب وهنا لا نقصد حتماً التعميم ونعني بكلمة البعض " الاقلية ".. ما زالوا للاسف منشغلين (ربما كنوع من التسلية وليس بشكلٍ مقصود) بانتقاد شعوب هذه الامة وسلخ جلدها والسخرية من كل قيمها وثقافاتها وأديانها وتقاليدها الاجتماعية وأخلاقها وتاريخها ومنطقها وطريقة تفكيرها ......الخ وكأن هذه الامة لاتعرف سوى التخلف والجهل والظلامية الفكرية والخيانة والنفاق والتدين التكفيري والمُزيف والحقد الطائفي والقيم المُشوهة والاخلاق الساقطة والفساد والانتهازية والمراوغة وحب الذات والانانية والمنفعة الشخصية والكراهية .....الخ ... وهم لم يتركوا لهذه الشعوب شيئ إيجابي ولا حتى ورقة التوت ..... ولا يريدون رؤية سوى ماهو سلبي وسيئ ومقزز ويبعث على التشاؤم .... ورغم أن هؤلاء الممثقفون المُتشائمون يتمتعون غالباً بثقافة عالية وقيم ثورية وأفكار وطنية وتقدمية رائعة , ولكنهم للاسف مصابون بعقدة التشاؤم وقلة الصبر أو ربما يفتقدون الى النظرة المستقبلية للتاريخ وحركة التغيير والتطور الاجتماعي والفكري والثقافي والسياسي ... الخ ..... من الواضح أن ما تشهده المنطقة العربية والمشرقية بكل طوائفها ومذاهبها وقومياتها المشرقية الشقيقة.. من واقع قد لا يبعث على التفاؤل في المدى المنظور.. بسبب تسلط وهيمنة وتآمر العديد من أنظمة الرجعية والعمالة العربية المُتحالفة مصيرياً مع المنظومة الامبريالية التي تتآمر وبكافة الوسائل على شعوب العالم لاهداف نعرفها جميعاً ... ولكن المنطقة العربية والشرق أوسطية حظيت للاسف (بسبب موقعها الاستراتيجي البالغ الاهمية وثرواتها الهائلة) بالقسط الاعظم من أشد أنواع التآمر الذي يستهدف التمزق السياسي والوطني والثقافي والاجتماعي والطائفي والمذهبي والقومي ...الخ ناهيك عن الاستغلال والنهب الاقتصادي والتسلط والهيمنة والعديد من أشكال العدوان العسكري والهمجي .....الخ .. وهذا التآمر بداً كما نعلم على نحوٍ شرس منذ نهاية الحرب العالمية الاولى وسقوط الدولة العثمانية ... ولكنه ازداد شراسة بعد الحرب العالمية الثانية مع انشاء كيان الاحتلال الصهيوني عام 1948 كترسانة عسكرية متقدمة لحماية مصالح الغرب في المنطقة..... ودون الاطالة في هذا السياق الذي نعرفه جميعاً .... فقد حول تآمر الغرب المُتحالف مع أنظمة العمالة والخيانة العربية المشرق العربي ومغربه الى حالة لا تُحسد عليها .. لا مجال لتفصيلها وتعداد مراحلها .... لتصل ذروة هذا التآمر الى مراحل مُتقدمة من الشراسة والعدوانية والهمجية مع أواخر عام 2010 وبدايات عام 2011 عندما حاولت بعض الشعوب العربية الغاضبة والمُنهكة من الاضطهاد والاستغلال والفساد والنهب والخيانة والعمالة .. الانتفاض على بعض أنظمة الرجعية والعمالة العربية ولا سيما في تونس ومصر .... لتزداد على نحوٍ مُدمر ومُخيف عملية التآمر على شعوب المنطقة بمجملها ولا سيما التي بادرت الى الثورة والانتفاض على هذه الانظمة .. وذلك كما نعلم باستخدام التنظيمات الاخوانية وفصائل مُتعددة من الجماعات الاسلامية والتكفيرية والهمجية المُتطرفة .... والتي تم اعدادها وتمويلها خلال العقود السابقة من قبل بعض الانظمة الخليجية والاقليمية الخاضعة والمُتحالفة مع الطغمة السياسية الحاكمة في الغرب ... لتنطلق منذ ما يزيد عن ست سنوات الهجمة التكفيرية الهمجية التي عاثت بالمنطقة قتلاً ونهباً ودماراً لاحدود له, واستهدفت سوريا ومحور المقاومة وجيوش دول المواجهة.. بما في ذلك التحريض الطائفي والمذهبي والتضليل والتشويه الاعلامي .. باستخدام كمٍ هائل من القنوات والفضائيات الخليجية والرجعية العربية والاعلام الغربي الناطق بالعربية ...... ولكن بالرغم من كل هذا الكم الهائل من التآمر الطويل والشرس والمُدمر والهجمة التكفيرية الهمجية التي تم تسليطها على شعوب المنطقة ومحور المقاومة , فقد استطاعت هذه الشعوب أن تصمد وتقاوم وتُقدم مئات الالوف من الشهداء والمُقاومين الابطال في سوريا والعراق واليمن ولبنان وفلسطين ... وبدأت تُحرز انتصارات حاسمة للقضاء على فصائل الهجمة التكفيرية في سوريا ولبنان والعراق وحتى في ليبيا وتونس والجزائر .... كما أن محور التآمر الغربي والصهيوني والخليجي والرجعي العربي بدأ يشهد تراجعاً وتصدعاً وهزائم مُتعددة في سوريا والعراق .. وصموداً اسطورياً في اليمن ...... لذا فإن شعوب المنطقة العربية والمشرقية تستحق منا كل التقدير والاحترام والعرفان لما قدمته من شهداء وصمود اسطوري وتضحيات هائلة .... ورغم أن المعركة مازالت طويلة وشرسة مع محور العملاء والتآمر الامبريالي والصهيوني والرجعي العربي .... ولكن شعوب المنطقة تسير بخطى حثيثة وثابتة نحو الانتصار ...... والتاريخ علمنا أنه رغم الاخفاقات والانتكاسات والتراجعات التي تعترض الشعوب ولكن التاريخ يتجه في المُحصلة الى الامام ولمصلحة الشعوب وتقدمها ...... لذا لنبقى متفائلين ونتحلى بالصبر والنفس الطويل والنظرة التفاؤلية الى المُستقبل وننبذ التشاؤم الذي لا طائل منه ونثق بقدرة شعوبنا على الصمود والتغيير والانتصار على أعدائها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق