الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد داعش والأسد؟

فلورنس غزلان

2017 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إنهاء داعش عسكريا بات قاب قوسين وأدنى ، العالم برمته أجمع على إنهاء ماسمي ب" دولة الخلافة"، استخدم لهذا الغرض كافة أسلحة القتل والدمار لداعش وللمدنيين الذين وقعوا تحت سلطة داعش، سواء في العراق أم في سوريا، ناهيك عن عمليات الهجرة أو التهجير قبل وأثناء المعارك ، بعضها كيفي والآخر قسري...والبعض الآخر يُتخذ كدروع بشرية ، حيث يتغلغل مقاتلو داعش بين السكان وفي الأحياء الضيقة الآهلة بالسكان ، وخلال هذه السيطرة عمل الدواعش على بث وزرع " أيديولوجيتهم " ــ إن صحت العبارة ــ القائمة على الإرهاب، التخريب، التجهيل، العنف، والحقد على الجميع دون استثناء، مستغلة الأطفال ذكورا وإناثا ، حيث تقوم على تجنيدهم بالترغيب والترهيب، إلى أن يصبحوا مستعدين للانتحار آجلا أم عاجلا...أي أن جيلا كاملا من الأطفال أُعِدَ ليكون قنبلة موقوتة معبأة ومهيأة للانفجار حين تُطلق صفارة خلايا الدواعش الكامنة والمخفية بيننا.
أما بروباغندا النظام السائدة والممارسة بين عناصره وعناصر الداعمين والموالين له من حزب الله والمقاتلين العراقيين والأفغان ..فلديها من الحقد والكراهية مايفوق التصور، وبرز هذا واضحا في كل مدينة دخلها " حمص، حلب ، الريف الدمشقي...الخ" ، مما يجعلنا نفكر بكيفية التعامل مع هذه الأمراض المجتمعية ، التي تحتاج إلى علاج أو إعادة تأهيل في كلا الطرفين من موالاة ومعارضة...ممن وقع تحت سلطة داعش أو حالش...ممن انتقل من علاقة" الأخوة الإسلامية " إلى " الرفاقية " لدى قسد والوحدات..وانتفاءً كلياً لرابطة المواطنة السورية.
ماذا لدى المعارضة السورية من برنامج لهذه المرحلة؟ لاشيء ، وماذا لدى النظام كذلك ؟ المزيد من التفرقة الأكبرمن عنصرية واللاعدالة واللاكرامة..
هل سننتظر أن تنتهي دول التحالف من داعش لنستيقظ على حزام ناسف هنا، ومجموعة محاصرة لذاك الحي تقتل وتفجرهناك ..أو إرسال هذه " الأشبال" التي أعدها داعش لتكون سلاحه المستقبلي ، فيرسل بها لتقتل الأبرياء في بلداننا ودول العالم قاطبة؟ ماهو دور المثقف والتشكيلات المعارضة على تنوعها للوقوف بوجه هذه الآفة ، التي تنتظرنا وخطرها أكبر واهم من خطر إعادة الإعمار لمدننا المدَمرة؟...لأن تدمير الإنسان خُلقياً ونفسياً وفكرياً أخطر من تدمير البيوت ..فالبيت يبنيه الإنسان ، فمن يعيد تأهيل وبناء إنسان مغسول الفكر والحس الإنساني والرابط الوطني ، ولديه الاستعداد للفتك بأخيه وزميله وابن مدينته دون أن يرمش له جفن ، فما بالك حين يُرسَل ليقتل من بعُرفِه " كافراً"؟!.
ماهو موقف المثقف والسياسي السوري حين يكتشف أن شقيقه أو قريبه، الذي تٌرِكَ هناك بين يدي داعش أو النظام ، يكن له الكره ويسعى لتحطيمه وزجه في السجن أو قتله ؟ كيف يمكن لابن دمشق أو درعا أو الرقة أن يتعايش مجدداً مع ابن اللاذقية وجبلة ... والعكس صحيح كذلك؟ ، أليس من واجب كل التشكيلات المعنية بالثقافة أو النضال السياسي أن تضع خطة أو برنامجاً مدروسا لهذه المرحلة ، أو تتواصل مع أطباء متخصصين في المجال النفسي والاجتماعي وتضع بمساعدتهم خطة مستقبلية توضع موضع التطبيق بعد الخلاص من داعش ومن النظام ، لعلاج هذا الجيل الذي غسلته وأهلته داعش والنظام ليتحول لقوة تخريبية للمجتمع السوري الذي نحلم ببنائه من جديد؟ ...التجديد يكمن هنا...ويسير جنباً إلى جنب مع نوع نظام الحكم والدولة التي نريد أن نبنيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة