الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين التهويل والتهليل ضاعت الحقيقه

امجد المصرى

2017 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


فى السياسه كما علمونا قديما ان لم تستمع لصوت الارض جيدا فأنت هالك لا محاله .. هكذا يمارس العالم باسره هذا العلم مؤمنين بأنه مرتبط تمام الارتباط بمصائر ومستقبل البشر وطريقة حياتهم ومعيشتهم على هذا الكوكب فلا انسلاخ ابدا بين المواطن ورموزه السياسيه والا حدثت الفجوه والهوه العميقه التى نشاهدها اليوم فى انفصال فج بين النخبه المدعيه لحمل لواء القياده من اشخاص وكيانات وبين الجماهير العريضه التى كانت تنتظر منهم الكثير دون جدوى...!!
لعل الايام الاخيره من تاريخ الوطن قد شهدت قمة هذا الانسلاخ والانفصال بين ابناء الشعب وبين نخبته ممثله فى احزابه الرسميه واعلامه المرئى والمقروء ورموزه الوطنيه المضطلعه بمهمة تثقيفه وتنويره والدفاع عن مصالحه . فمع قرار الحكومه الاخير برفع اسعار بعض السلع الاستراتيجيه كالمواد البتروليه ومع قوة تاثير هذا القرار على مستوى معيشه ومعاناة ابناء هذا الشعب خاصة البسطاء منهم وما اكثرهم ظهرت هذه الفجوه بعنف حيث انتظر الجميع من كياناته السياسيه ورموزه المجتمعيه ومثقفيه ونخبه ان تخرج عليهم بتفسيرات لما يحدث وشرح لمدى ملاءمه هذه القرارات لظروف المجتمع وهل حقا هى قرارات صائبه على المدى الطويل تصب فى مصلحة المواطن والاجيال القادمه من عدمه .. ولكن العجيب والمحزن فى القضيه ان المواقف الرسميه المعلنه لهذه الكيانات قد تراوحت بين ثلاث فرق :
الفرقه الاولى من احزاب واشخاص رفعوا لواء التهليل الاعمى لكل ما قررته الحكومه تطوعا منهم ودفاعا عن اجراءات تمس المواطن البسيط دون اى تفسير او محاوله لشرح هذه الاجراءات للبسطاء وانما اقتصر دورهم على اصدار البيانات المؤيده بكل قوه لما تتخذه الحكومه حتى دون ان يفهموا هم انفسهم ماهية هذه الاجراءات وضروراتها وتاثيراتها .
الفرقه الثانيه كانت على النقيض تماما وهم بقايا الانظمه البائده والذين تباروا فى رفض وشجب هذه الاجراءات لمجرد الرفض ودون ايضاح او تفسير لاضرارها او تاثيراتها اللهم الا كلام مرسل ومقارنات فجه بين ما كان قديما فى ازمنتهم الغابره وما هو كائن الان .
الفرقه الاخيره هم الصامتون وهم اغلبية القوى السياسيه والاحزاب التى لا تجد لنفسها دورا او تشعر بان لها اثرا ملموسا على الارض فقررت الانزواء والصمت ومراقبة ما يحدث حتى لا تحرج احدا او تفقد ما تبقى لها من رصيد هزيل ومحدود لدى اعضاؤها على الاقل ولن نقول لدى جموع الشعب فلم يعد لاحد رصيد عنده .
حاله من الفراغ السياسى والنخبوى لم تشهدها مصر من قبل حتى فى اشد حالات الاستقطاب وسيطرة الحزب الحاكم على مقدرات الامور فقد سمح دائما بوجود قنوات للتعبير وامتصاص الغضب وتوصيل المعلومه بشكل بسيط للمواطن الكادح حتى وان كان حجمها ضئيلا ومساحة انتشارها ضعيفا الا ان وجود اصحاب الفكر من ابناء هذه الفئه كان قادرا دائما على احتواء الازمات وتفسير ما يحدث باسلوب يفهمه ابناء القرى والنجوع والعشوائيات .. اما الان فلا وجود لهؤلاء اما فقرا او ابتعادا خاصة اصحاب الفكر السليم وتصدر انصاف المؤهلين للمشهد وبالتالى فأعظم ما يملكونه فى كياناتهم الهشه سينحصر دائما بين التهليل والتهويل والصمت دونما اى موضوعيه او مصداقيه او حتى احترام لهذا الشعب المتلقى منهم او افتراضا فلم يعد هناك احد يتلقى من احد وانما سقطت ورقة التوت عن الجميع واتسعت الفجوه بين الشعب ونخبته المزعومه وكياناته الورقيه التى لا قيمه لها من وجهه نظره ولا طائل .
فى النهايه ما زلنا نحلم ونرجو الله ان تنتهى هذه السنوات العجاف وان يجد ابناء هذا الوطن من يستطيع ان يتواصل معهم وينير لهم الطريق لا بمجرد الاعتراض والاحتجاج على كل ما هو قائم ولا بدق الدفوف طربا وابتهاجا لاى قرار ولكن بالشرح والتفسير المنطقى والموضوعى لما يحدث لعل صدورهم ان تهدا وعيونهم ان تقر وعقولهم ان تقتنع بأننا حقا على الطريق الصحيح وان القادم سيكون افضل بعض الشىء ... حفظ الله الوطن من قارعى الطبول ورافعى الرايات السوداء ...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت