الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مريندا

محمد هشام ميسرة

2017 / 7 / 2
الادب والفن


كنت على رصيف الكورنيش.....كان كل شاب يجلس مع فتاة....متقاربان متفاهمان....وكنت انا بلا فتاة......كنت امشي وكان التراب يدخل بين اصابع رجلي . وكنت افرك اصابع رجلي..افاجئ بفتاة وشاب جالسان متلاصقان كانهم توأم ....وكنت انا بلا توأم ...وكان ملح البحر يدخل في شفتاي.....فمي مملح كانه مملوء بمياه المخلل.....وجدت بعد اربع خطوات ....شاب وفتاة جالسان على متوسيكل ريس...كانت الفتاة تضحك....وكان الشاب يغني....وكنت انا بلا متوسيكل ريس كان الطريق امامي طويل بعيد ...وسمعت طقطقة تاتي من كعب رجلي فتحركت عيني نحو المتوسيكل بعطش... ولكني ابعدتها عنه ....وبعد قليل رايت شاب يجلس وحده كان يتكلم في التليفون ويبتسم وقلبه يخفق....كنت اسمع خفقات قلبه...وكنت انا بلا قلب....وكنت بلا رصيد....وكنت اذا تكلمت لا ابتسم ...وانما اكشر...وتمشيت بضع خطوات وكان الملح يدخل في حلقي ...وكانت جيوبي الانفية مليئة بالرمال...كانت هناك فتاة تجلس وحيدة....فحاولت ان اخفف وحدتها ...ولكن شابا اتى لها بزجاجة مريندا تفاح...وكنت انا بلا مريندا تفاح ....وكان حلقي مشقق من الجفاف...وكانت المريندا عليها بقع ماء ساقع ....
شعرت بالوحدة...توجهت للبحر....احتضنت السحاب الاسود ....وفتحت ذراعي للهواء اللزج....عندما فتحت ذراعي على وسعها سمعت صوت صريخ ...انه صوت آنسه
نظرت بجانبي
فرأيتني قد دلقت زجاجة المريندا على بنطلون الشاب
كان الشاب سيس جدا
كان يلبس شورت ابيض
وكان معرض لصدمة عاطفية
كانت البنت تظر له وتقول
-مش معقوووووووووول.........انت كده!!!.........هتروحني ازاي بلوقتي!!!
نظر لي الشاب السيس بوجهه الاحمر قائلا
-حرام عليك يا عموه
فقلت له
-ياعم انا اسفلك...اقلعوا وانا هبلهولك في البحر...عشان ميبقعش كنت اتكلم بحسن نية
ولكني سمعت ضحكة ممدودة تاتي من البت
-هههههههههههههههههه يلا يا روحي اقلعوا متخافش محدش هيشوفك ...يلا روح مع اونكل
فقلت لها
- عندنا مطرح هنا لامؤاخذه ممكن يتدارى فيه
فانطلقت البت ضاحكة
-ههههههههههههههههههه مطرح.....يلا يا روحي متعملش زي كل مرة بنشتري فيها هدوم ومبترضاش تقيسها
ولكنه ظل متسمرا في مكانه وقال لها
-حرام عليكي...انتي هتحبيني امتا...انا حاسس انك شمتانه فيا...متعمليش فيا كده بقا
فقالت له
-لازم تعرف تاخد حقك ....اضربه ..اضرب اللي عملك كده انا ذنبي ايه
نظر لي الشاب
كانت يدي لا تسمع(طرشه)ملظلظة وكانت يده طريه كانها عيش فينو كانت فنلتي رائحتها سجائر وعرق وكان شعر سدري ينط من فتحة التيشرت وكان هو لا يعرق وكان رائحته كلونيا وكان بلا شعر سدر نظر لها قائلا
-مش هعرف اعمله حاجه .....ده ... ....ده .....كبير اوي...
اخرجت الفتاة علبة مناديل من شنطتها واخرجت منديل وفردته وظلت تمسح به بنطلون الشاب كان يقوم ويجلس ولكني قولت لها
-استني ثواني يا مدام
ودخلت الكشك واحضرت خرطوم المياه وظللت ارش على بنطلون الشاب
وهنا رايت الفتاة تغرق في الضحك وتتمايل
-هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
وكان الشاب ساكت صامت
وفجأه قام وامسكني من يأه التيشرت قائلا
-مينفعش كده ها ...انا بقولك انسحب..
ولكني شعرت بأن شكلي اصبح زباله
فلطشته بالقلم فجلس مكانه تلقائيا
-انت مين يامعفن عشان تقولي مينفعش كده...يعني انا غلطان اني تاعب نفسي معاك متسمر مكانك ومش عاوز تقلع يعني انت عندك حاجه مش عندنا يعني
ووجدت الفتاة تضحك
ههههههههههههههههههههه ....حاجه مش عندنا!!
-ورايت الناس يلتفون حولنا كل الشباب والفتيات صاحب المتوسيكل....والذي يتكلم في التلفون....وو
نظرت للوشوش خلفي
-ايه الحكاية
-ماله ده ياعم
-تلاقيه كان بيعاكسها
-ايه اللي حصل
كانت الناس تستفسر وكانت البت تقول لي
-بجد انت مش معقول
ودخل شاب قوي مفرود كانه خرسانه مسلحة يقول لي
-معلش يا استاذ عيل وغلط ...خد الهانم بتاعتك وامشي مفيش داعي
نظرت للفتاة فرايتها تقول لي
-انا بحبك اوي.......انت هايل...انت جميل
قال لي الشاب اللوح
-خدها على المتوسيكل بتاعي
-وقال لي اخر
-وخد الميرندا دي
-وقال لي اخر
-خد التليفون عشان لو حبيت تتكلم انا مش محتاجه
افسحوا لي طريق من وسط الزحام وسمعت صوت موسيقى ياتي من البحر خرجت وفي يدي البت كاننا في فرح زواج وركبت المتوسيكل وركبت خلفي وقالت لي وهي تمسك في فنلتي
-يلا بقا سوق ي حبيبي
ولكن ما ان ادرت البكرة وسمعت عواء المتوسيكل
حتى فقت ووجدتني ملقى على رصيف الكورنيش ولا احد حولي...كل الحبايب مشوا وكل القصص الغرامية انصرفت ....كانت قصتي انا لم تنصرف....وكانت الكلاب تحوط بي...وعندما قمت ومشيت وجدت زجاجة المريندا واقفة في خجل عل كرسي ....ولكني حينما ضربتها برجلي ...كان فيها بقية مريندا.....وتمنيت لو انني لم اضربها برجلي
-ليتني لم اضربها برجلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج