الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكبتي ولجوئي : لن نتضامن معك يا علان

عطا مناع

2017 / 7 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


نكبتي ولجوئي : لن نتضامن معك يا علان

بقلم : عطا مناع

جاءتني رسالة من الاسير المحرر خضر عدنان تذكرني فحواها ان الاسير محمد علان يضرب عن الطعام للمرة الثانية وفور اعتقاله من قبل العدو في تاريخ 8-6-2017 ، انتهت الرسالة القصيرة، كان ردي المجد للأسير محمد علان الذي شكل ولا زال قوة مثل على شعبنا الافتخار بها.

وقد طالب الاسير خضر عدنان الكتاب والصحفيين الفلسطينيين تسليط الضوء على وجع الاسير علان، ومن هنا اقول.

بعد النكبة الفلسطينية وتشريد شعبنا عكف المشردين على الاهتمام بالاقتصاد البيتي، وكانت جدتي كما بقية الناس تربي الدجاج للاستفادة من البيض، وبين حين وآخر كانت تذبح دجاجة لم يعد مبرر لوجودها، كنا وقتها نخوض عملية مطارده للدجاجة، كانت الدجاجه تقاوم بغريزتها، وحتى عندما تنحر كانت تقف على رجليها وتجري لمسافة لا بأس بها قبل ان تسقط ميته.

الفرق بيننا وبين الدجاج اننا نذهب للذبح حاملين سكين الموت بأيدينا، لم نعد نتمتع بغريزة الدفاع عن الذات كما الدجاج، وأمام هذا المشهد كثرت السكاكين التي سلبت منا اروحنا وقدرتنا على الفعل.

كأننا نعيش فصول تراجيديا لا علاقة لنا بها، الاسير محمد علان اعلن الاضراب المفتوح عن الطعام، قرار خطير في ظل ثقافة التشرذم التي تنهش عقولنا، هذه المرة مختلفة عن كل المرات، الشارع صامت، القيادة صامته، القوى الوطنية منكفئة على ذاتها.

ضجيج الوجع الذي ينهش محمد علان لا صدى له، وجعه اسير زنزانته كما جسده الهزيل، لا تضامن بعد اليوم سوى بيان من هنا او هناك للمؤسسات التي تعنى بشؤون الاسرى، وبالطبع هذا شغلهم وبدون ذلك ستقفل ابواب مؤسساتهم.

لن نتضامن معك يا علان، ففكر القبيلة استوطن فينا ما يعني اننا استمرئنا الهزيمة وتسلحنا بكل ما وقعت عليه ايدينا لندافع عن هزيمتنا.

لن نتضامن معك يا علان، وعليك ان تعرف، الممارسة والتجربة تؤكد ان فتح تتضامن مع فتح، والجبهة الشعبية تتضامن مع الجبهة الشعبيه، وحماس تقاطع هذا وذاك.

لن نتضامن معك يا علان، لأننا ما عدنا نحتملك وأمثالك كاشفوا عوراتنا التي لم نعد نخجل منها، لان يا علان العورة فكر وفي حالتنا ذهبت الافكار والعقول وأضحينا اسرى مصالحنا، تلك المصالح المركبة والغريبة والعجيبة التي سيطرت حتى على عقول فقراءنا.

لن نتضامن معك يا علان لأنك تقرع جدران خزاننا، انت وأمثالك تذكرنا بحقائق نجهد لنسيانها، وانتم يا علان تمردتم على نواميس المرحلة والفلسطيني الجديد الكامن فينا، فالفلسطيني الجديد يا علان لا يضرب عن الطعام، والفلسطيني الجديد لم يعد شوكة في حلوق المحتلين، والفلسطيني الجديد يا علان ضحية تقدس جلادها.

لن نتضامن معك يا علان وسننتظرك لتقطع المسافة المتعارف عليها، سبعون يوما، ثمانون، تسعون وما شئت من ايام، وقد ننصب لك خيمة هنا او هنا عندما نشعر انك اقتربت من الموت مع اني في شك من ذلك، لان ثقافة خيام التضامن اجهضت وبقرار، سميه وطنيا، سميه يأساً سميه ما شئت فلم تعد الاسماء والتوصيفات تعني شيئاَ.

لن نتضامن معك يا علان إلا عندما ترتاح وتريحنا منك، لأننا لم نعد نحتمل الابطال الاحياء، نحن نعشق الابطال بعد رحيلهم فارحل او اشرب من بئرنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال