الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرس في الرقة والطبل في عفرين .. ماذا تريد تركيا من عفرين ..؟؟

محمد حبش كنو

2017 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


وضع عفرين يشبه كثيرا وضع كوباني قبل اقتحامها من قبل داعش والسيناريو يبدو واحدا ولكن الظروف تبدو مختلفة الآن وأكثر تعقيدا حيث لم يعد هناك رأس حرب مثل داعش يدخل بالوكالة رغم أن فصائل درع الفرات تبدي استعدادها التام لذلك .
لا نستطيع أن نستبعد أي سيناريو لعفرين أو نطمأن أنفسنا بأنه لن يقتحمها أحد فقد كنا نقول ذلك قبل اقتحام كوباني أيضا ولكن الأزمة السورية بشكل عام هي أزمة مفاجآت فخلال لحظات تتغير التحالفات و يحدث ما لم يكن في الحسبان وليس أدل على ذلك من وصول تركيا وروسيا إلى حافة الحرب بسبب إسقاط تركيا لمقاتلة روسية ثم فجأة أصبحو من أعز الحلفاء لدرجة أن الروس أهدو تركيا مساحة شاسعة من الأرض السورية تمتد من جرابلس حتى مدينة الباب .

من المفاجئات الغريبة أيضا الصداقة الحميمة التي ظهرت فجأة بين إيران وقطر رغم أن الآلة الإعلامية القطرية ظلت على مدى ست سنوات تحرض ضد المشروع الإيراني في سورية بنفس طائفي سني ظاهر وواضح .

الكثير من المفاجآت تحدث على الأرض أيضا فرغم أن الجميع كان يعتقد أن ترامب أقرب إلى الروس والنظام السوري تفاجأنا أنه يضرب مطار الشعيرات ويوقف مخطط النظام السوري في اقتحام مدينة إدلب وهناك الكثير من التغييرات المفاجأة التي تحدث على المستوى العسكري والسياسي كل يوم .

لا شك أن تركيا تحاول التشويش على معارك الرقة بعد أن تم استبعادها من الوليمة ولكن التهور قد يبلغ بها المدى أن تقتحم عفرين أو على الأقل المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية خارج عفرين ما بين اعزاز وعفرين وأهمها تل رفعت وعين دقنة ومنغ التي حاولت ميليشيات درع الفرات اقتحامها سابقا ومنيت بفشل ذريع .

بالمقابل لا يمكن أن ندعي أن غضب الطرف التركي هو المحرك الوحيد لهذه الحرب المحتملة فروسيا والنظام السوري أيضا منزعجتان من عدم إشراكمها في معارك الرقة والصراع على البادية وقد بلغ سعار النظام السوري حدا قصف فيه مواقع قوات سورية الديمقراطية قرب الرقة ما اضطر التحالف لإسقاط طائرة سورية كرد فعل على هذا القصف غير المبرر .

النظام السوري حاول كثيرا التقدم عبر البادية لكنه فشل سواء على جبهة التنف أو جبهة الرقة واقتنع أخيرا بأنه سيخرج من هذا المولد بلا حمص وأن الرقة ذهبت من يديه إلى الأبد وأن مشروع الخط الواصل من طهران حتى دمشق مرورا بالصحراء السورية بات مشروعا صعب المنال ولذلك قرر الإنتقام من الخاصرة الخلفية عفرين عبر تحريك طبول الحرب هناك .
المنطقة الممتدة بين جرابلس والباب التي استلمتها تركيا كان نتيجة التحالف خماسي الأضلاع بين روسيا وتركيا والنظام والمعارضة السورية وإيران و كلهم لديهم نفس المصلحة في عدم إيجاد كيان كردي مرتبط من ديريك حتى عفرين وروسيا التي تدعي ظاهريا دعمها للقضية الكردية في سوريا هي عراب هذه الإتفاقية وهي التي سلمت تلك المناطق إلى تركيا وهي اليوم تريد أن تحدد مناطق النفوذ الأمريكية شرق الفرات تحديدا ولذلك صرحت بأن أية طائرة للتحالف تحلق غرب الفرات ستكون هدفا مشروعا للمضادات الروسية .

المسألة تبدو معقدة وخيوطها عنكبوتية فحتى لو أحسنا الظن بروسيا وقلنا بأن قواتها تتواجد في عفرين لحمايتها من الأتراك فإن روسيا لن تدخل في حرب مع تركيا من أجل خاطر عفرين و هي لم تدخل من أجل هيبتها التي أهدرت يوم أسقط الأتراك طائرتها وتم سحل طياريها على الأرض من قبل كتائب المعارضة السورية ولكن سكوت الروس والنظام عن قصف عفرين وعدم اعتراضهم ولو بشق استنكار يؤكد ضلوعهم في دفع الأتراك إلى هناك وتحريك المياه الآسنة لتحقيق مكاسب هنا وهناك .

رغم أن كل شيئ متوقع واقتحام عفرين ليس مستبعدا ولكني أرى أن ما يحدث الآن ليس عملا عسكريا للإقتحام فتركيا تعلم أن التكلفة ستكون باهظة وأعتقد أن الهدف هو البلبلة للضغط على أمريكا من قبل تركيا والنظام وروسيا لعدم حرمانهم من وليمة الرقة والبادية لتحقيق ولو جزء من مصالحهم فيها وبالمقابل فإن روسيا تريد جر القوات الكردية إلى حرب في مدينة إدلب لأنه وحسب التقارير الروسية فإن الروس متململون من عدم وجود قوات برية سورية جدية تستطيع اقتحام المناطق فيما لو ساندتها جوا وأن الفساد والرشوة يصل بقطعات من الجيش السوري أن تبيع حواجزها لقوات المعارضة وتنسحب منها .

لكن بالمقابل فإننا سنكون أمام حالة من الغبن فيما لو تم تحقيق مصالح الجميع دون أن يتكلفو بثمن ما سيحصلون عليه فأمريكا التي تقود التحالف منذ ثلاث سنوات لكسر ظهر داعش تكلفت الكثير من الجهد والمال في هذه الحرب والأكراد خسرو الكثير من الرجال عدا عن تدمير مدنهم وقراهم ولا يمكن لتلك الدول التي كانت صامتة على مدى سنوات عن داعش وأفعالها أن تطالب بالمنجزات بعقلية البلطجة ولوي الذراع فتركيا لم تطلق رصاصة واحدة على داعش يوم كانت تسرح وتمرح على حدودها بل استغلت هشاشة التنظيم وسيطرت على جرابلس بعد معارك منبج التي خسر فيها التحالف والأكراد الكثير وجنى فيها الأتراك تلك المساحة بأريحية تامة أما عن النظام فلم يسقط برميلا واحدا على الرقة طوال سنوات و الروس لم يقتربو من هذه المعمعة واكتفو بسحق المعارضة وإعادة تأهيل النظام من جديد ورغم ذلك فكلهم اليوم يطالبون بميراث دولة البغدادي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية