الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكذوبة الدولة المدنية .......

عمر عبد الكاظم حسن

2017 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


تتوارى القوى والتيارات العلمانية بكل انتمائتها يسارية كانت ام ليبرالية او قوى ديمقراطية خلف مفهوم الدولة المدنية فالشعار المرفوع حاليا من هذه القوى العلمانية هو مصطلح الدولة المدنية .......
في حين لايوجد على الاطلاق في الفكر الفلسفي او القاموس السياسي اي مفهوم للدولة المدنية عدا مفهوم يتيم أطلقه الفيلسوف جون لوك في كتابه الشهير (رسالة في التسامح )يتماها الى حد التطابق الكامل مع مفهوم العلمانية من فصل الدين عن السياسة وفصل السلطات والالتزم بالقوانيين واحترام خصوصية المعتقدات والاديان ...الخ من مفاهيم العلمانية...
أختارات هذه القوى والتيارات العلمانية مصطلح غامض وفضفاض هو مصطلح الدولة المدنية للتواري خلفه لحساسية مفهوم العلمانية واشكالية طرحه بشكل مباشر على المجتمع العراقي فهنالك ثمة خوف مبرر ﻷسباب كثيرة منها ان المجمتع تثقف خلال سنوات طويلة ابتدأت تقريبا من تسعينبات القرن الماضي بثقافة دينية سطحية هدفها الرئيسي التجهيل كان للنظام السابق الدور الاكبر بحملة التجهيل هده من خلال حملته اﻷيمانية ..
كذلك كانت للمنابر الدينية ومدارسها ودور العبادة دور اساسي بنشر المفاهيم الدينية السطحية ﻷن الاستعداد النفسي للمجمتع العراقي كان على أتمه في حينها ومايزال وأن خفت حدته الان لتلقف جميع المفاهيم الزائفة بسبب الانهيارات الكبيرة التي حصلت للمجتمع من جراء الحروب المتلاحقة و الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراقيين بعد مغامرة غزو الكويت لذلك كان للتصدع الاجتماعي وقع كبير على البنية الفكرية والدينية والسياسية والثقافية والاخلاقية مما أدى الى تأكل المجمتع المدني وتراجعه الى الخلف بشكل رهيب ......
فالطبيعي ان يجد الانسان مكانته وكرامته على الارض ومتطلبات عيشه فادا فقدها التجأ الى الميتافيزيقا والماورئيات كرد فعل طبيعي وجزء من دفاعته لتحقيق التوازن النفسي ؛ لذلك أستغلت قوى الاسلام السياسي بعد عام 2003 هدا التحول السلبي للمجتمع لمأربها وتمرير أجندتها على مجتمع متهالك لم تسعى الى تغييره بقدر ما استثمرت تدينه الشعبوي البسيط وتقهقره لمد نفوذها وتسلطها فكانت حصيلة استغلال هدا التدين الزائف بين الحكام والمحكومين الفشل الذريع والفج في ادارة الدولة ....
من نتائج تمريرهذا المصطلح المطاطي اي مصطلح الدولة المدنية هو ابتلاع الطعم والوقوع في الفخ الذي نصبته القوى العلمانية للقوى الدينية والشعبية وترديدهم للمصطلح بصورة ببغاوية بدون التنقيب عنه في المناهج والقواميس العلمية او عرضه للنقاش او التحليل لان قوى الاسلام السياسي ورجال الدين والطبقات الشعبوية لايمتلكون الكثير من الرصيد المعرفي للحداثة ومفاهيمها باستثناء مفاهيم بسيطة جدا عن الحياة والعلم والفكر ......
من هنا على القوى العلمانية ان تطرح مفاهيمها بوضوح وبقوة وبشكل شفاف لكي تسمح للمجتمع التعرف على برامجها ومفاهيمها ومشاريعها للدولة والمجتمع و ان تستغل السخط الشعبي المتنامي ضد الاسلام السياسي ورجال الدين وان تحوله الى ثقة متبادلة بينها وبين المجتمع وان لا تتوارى على حساب الحقيقة خلف مصطلحات تأويلية غنوصية فقديما قالوا النجاة في الصدق .........
أعجبني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب