الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُعضلة الحقيقية

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2017 / 7 / 4
القضية الفلسطينية


المُعضلة الحقيقية
يوسف عودة
رغم أن علم الإدارة هو أحد العلوم الإنسانية الحديثة، والذي يُمكن تعريفه بمجموعة من القواعد والمبادئ العلمية التي تهتم بالإستخدام الأنسب والأمثل للموارد من قِبَل المؤسسات لتحقيق هدف المؤسسة بأقل وقت وجهد وكلفة ممكنه، إلا أنه وللأسف لم يتواجد هذا الشيء لدى الكثير من مؤسساتنا بشكل عام، ولدينا في تنظيم أمورنا على وجه الخصوص، فمثلاً لو بحثنا مسألة الوقت لرأينا العجب العُجاب في هذا الجانب من حيث عدم احترام الوقت والمواعيد، أي هنالك بشكل عام نوع من الأهدار للوقت الذي هو ركن رئيسي في عملية التخطيط، ناهيكم عن إضاعة الجهد وتبديد الطاقات في أمور قد لا تكون ضمن المسار المُعد بهدف تحقيق النجاح، أما بمسألة الكلفة فعلى الرغم من أن الدين وصانا بعدم التبذير والإقساط والتعقل في عملية الإنفاق، إلا أن المسألة لدى الكثير تكون غير محسوبه، الأمر الذي ينعكس سلباً خاصة على حياة ذي الدخل المتوسط؛ وهذا بالطبع على مستوى الفرد، وأما على المستوى العام فعدم التدقيق الحقيقي حول المصروفات وما يتبعها من موارد مالية، يُشكل خلل تنتج عنه بالطبع بعض الإشكاليات التي لها صور كثيرة ومتنوعة على مستوى الدخل العام للدولة، والذي غالبا ما يدخلها في دوامة الأزمات المالية التي تنعكس على حياة المواطنين، والغريب في هذا الأمر رغم وجود العديد من المؤسسات الرقابية والأجهزة القضائية المتخصصة في هذا المجال إلا أن الوضع مستشرياً بالنخر في عصب المؤسسات.
إذاً نستطيع القول وبشكل بسيط، أن مسألة إهدار الوقت والذي يعتبر من الأسس والأركان المهمة في مسألة الإدارة السليمة، كفيلة وبنسب عالية في الإخفاق بتحقيق الهدف حسب ما هو مخطط، وبالطبع هذه الأهداف تكون مخططة ومرسومة ومُعدة مسبقاً من قبل المسؤولين، والذين هم أيضا وبتواجدهم في مواقع المسؤولية يعتبرون بمثابة مفتاح كل مؤسسة وعنوانها الصحيح؛ ولعل تمكنهم وإعدادهم بالشكل الجيد يساهم في تطور المؤسسة وتقدمها في خدمة المواطنين، خاصة إذا كان لديهم ما يكفي من كريزما تمكنهم من القيادة بشكلها الحديث الذي يحقق النجاحات والتقدم للمؤسسة.
بشكل عام؛ معظم العلوم الإنسانية تشترط بعض الأسس والأركان المهمة لتحقيق نتائج تكون على قدر المستوى المطلوب منها، وعلم الإدارة لا يقل عن هذه العلوم بل على العكس هو المنظم لها، لأن عملية إدارتها بالشكل الجيد كفيلة بوصولنا للهدف المنشود، فهي بالأصل وكل العلوم الأخرى بحاجة إلى إدارة حسنة، كما أن معظم وإن لم يكن كل أمور حياتنا بحاجة لتنظيم وترتيب وإدارة سليمة، حتى نستطيع إدارة دفة السفينة (سفينة الحياة) بما يتناسب وطموحاتنا وأحلامنا التي نخطط لها على الدوام من أجل تحقيقها.
والأهم من كل هذا، أننا هنا لسنا بصدد وضع قواعد ومبادئ وأسس علم الإدارة أو أي علم أخر، بقدر ما يهمنا معرفة الأسس البسيطة لنجاح عملنا وحياتنا التي غالباً ما تصطدم بأناس عديمي الفائدة وفاقدي لبُعد النظر في كل أمورهم، وللإسف هذه الحالة والتي هي منتشرة في كل أروقة الحياة سواء بالعمل أو الحي الذي تسكنه ولربما مع جيرانك، تنغص عليك رغد الحياة وجمالها، لا بل وتعمل على أحباطك وتباطؤ حركتك وبالتالي شل عزائمك في كل الإتجاهات، رغم أن ديننا دعى لمبادئ وقواعد تنظم سير حياتنا، وهذه المبادئ تتعارض وبشكل مطلق مع كل هذه الصفات التي يتحلى بها البعض، والتي تعمل بنفس الوقت على ترسيخ أساليب حياة بعيدة كل البعد عن القيم الصحيحة التي يجب أن نكون عليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث