الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الصراع فى المنطقة الان هو فى الجوهر هو صراع حضارى بين المشرق و الجزيرة العربية .
سليم نزال
2017 / 7 / 5مواضيع وابحاث سياسية
هل كان صدفة ان تنتقل قيادة الدولة العربية فى غضون وقت قصير من مكة الى دمشق ؟
لم يكن الامر صدفة لانه ما كان من الممكن ابدا قيام دولة عربية فعلية بدون حاضنة حضارية قوية .دولة المدينة كانت اقرب الى دولة حلف قبائل منها الى دولة فعلية و استمرت بضعة سنوات .اما جكم الخلفاء الراشدين فلم يتعدى 33 سنة اى اقل من جيل واحد لم يتم فيها تكوين دولة فعلية .اعتقد ان اهم تحول فى تاريخ تطور الدولة العربية كان الانتقال من الجزيرة العربية الى دمشق.
فى دمشق تم بناء الدولة لان الشام كانت تحتوى على كادرات و كفاءات لاجل بناء الدولة. السبب ان ميراث الدولة البزنطية كان هناك.و حتى الان نجد صدى الالحان البيزنطية فى اغان فيروز .و الموسيقى البيزنطية من كلمة بيزنطة و هى اسم القسطنتينية القديم اى اسطنبول الان .و هى الموسيقى الكنسية التقليدية الموجودة خاصة فى كنائس الروم الارثودوكس و الروم الكاثوليك فى بلاد الشام .و لاهل بلاد الشام دور بارز فى تطوير هذه الالحان .
فى يلاد الشام بنى الاسطول العربى . هناك تم صك العملة و هناك تم بناء جيش محترف و ليس قبائل مسلحة كما كان الامر سابقا .السؤال لماذا حصل هذا ؟الجواب فى راى ان الرسالة الاسلامية ولدت فى مجتمع بدوى و لو لم تتوسع فى المحيط الحضارى لظلت محصورة فى اطار الجزيرة العربية و لربما انتهت الى طائفة صغيرة.
و عدا عن ذلك لم تعرف بلاد الشام صراعات دينية بين السنة و الشيعة عبر التاريخ .فهى الصراعات جاء من الفضاء العراقى خاصة و لا يوجد لها اى عمق حقيقى فى بلاد الشام.و الصراع الدينى الوحيد فى بلاد الشام حصل بين المسلمين و خاصة الدروز و المسيحيين خاصة الموارنة و قد كان للتدخلات الاجنبية دور اساسى فى هذا الصراع .
انا اسعى لتقديم تفسير انثرو تاريخى لهذا التحول التاريخى .و حين تحدثت منذ سنوات عن القطيعة الفكرية بين المشرق و الجزيرة هناك من ظن انه موقف عنصرى .لكنى قصدت القطيعة بالمعنى المعرفى .اسلام الشام لم يعد نفسه اسلام الجزيرة العربية . بات بحكم التزاوج الحضارى اسلاما يقبل الاخر و يتعايش معه بعد ان تم تقليص عنصرالبداوة منه .و بحكم تزاوج العنصرين السريانى و العربى ولدت العروبة الحضارية التى سمحت ان يكون فى الدولة عربا غير مسلمين.
كل الاسباب السياسية و الاقتصادية التى تقدم الان عن انفجار الوضع فى سورية حول الظلم و الفساد كلها اسباب صحيحة فى نظرى . و الاسباب التى تركز على التدخلات الاجنبية ايضا صحيحية .لكن هذه الاسباب لا تفسر فى نظرى الصراع فى العمق الحضارى .الذى هو فى راى صراع حضارى بين المشرق و الجزيرة العربية.
.بمعنى اخر انها محاولة من الجزيرة العربية من اجل استعادة القيادة التى فقدتها منذ الف و اربعمائة سنة و نيف .اى العودة بالاسلام الى مرحلته البدوية مستغلة ما لها من ثروة و اعلام و نفوذ.لذا قلت فى اكثر من مناسبة ان الصراع فى الجوهر هو صراع حضارى بين المشرق و الجزيرة العربية .اى انه صراع بين الاسلام البدوى و الاسلام الحضارى.و الدول الغربية العلمانية المنافقه تقف الى جانب الاسلام البدوى تماما كما كانت تفعل فرنسا حين قلصت سلطات الكنيسة فى فرنسا اما فى بلادنا فقد كانت تغذى الصراعات الطائفية الدينية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الحملة الانتخابية لبايدن تجمع أموال أكثر من حملة ترامب |#امي
.. 33 قتيلا من المدنيين والعسكريين بينهم 5 من عناصر حزب الله ال
.. فيديوهات متداولة على منصات فلسطينية لاقتحام منطقة جبل النصر
.. حرب غزة.. محادثات مبكرة لتمويل مهمة قوات حفظ سلام في القطاع
.. هل فقدت الشهادة الجامعية أهميتها؟ |#رمضان_اليوم