الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ما أشبه اليوم بالبارخة !
صادق محمد عبدالكريم الدبش
2017 / 7 / 5مواضيع وابحاث سياسية
منذ ان حدث الطوفان في عراق جلجامش !... وثارت ثائرة هولاكو والمغول وأشتد غضبهم على عاصمة الرشيد !.. وناقوس الخطر يقرع طبوله ، ليستعد سكان أرض السواد لتقديم قرابين للألهة من بنات حسناوات وغلمان وجيد !
فهي أرض لا ترتوي من ظمأ أزلي ، روضها الجبابرة المتعفرتين والمستأسدين على أرض الميعاد .. أرض العشق والخضرة والتسامر والهيام !
التي ما برحت ترسل لبني البشر ، رسائل السلام والتسامي على الجراح والأهوال والنكبات ، وتقول لكل البشر بأن هذه الأرض ليس أرض الحرب والكراهية والتمزق والأحتراب !
عاش على أرضها كل الأجناس والألوان والأديان !
وأخذتها الألهة مقرا ومستقرا ، ومفرا وراحة وجنان !
وأرسلت رسلها المقربون ، من هنا من هذا المكان ، وتقاطروا في بقاع المعمورة !... لتنبأ بني البشر بأن الله وأبنائه وألهته ، كان مسكنهم ومكمنهم ومأمنهم ومنطلقهم ومقرهم ، هنا في بلاد مابين النهرين !
الألهة ورسلها يسألون ؟ .. لماذا تنشرون الموت والعذاب والخراب والكراهية يا بني البشر ؟ وقد منحتم الخلود الأبدي في جنان الأرض وجمالها وعبقها ، لتنعموا وتتعايشوا وتتحابوا على أرضها وفي أفيائها وسحرها السالب للألباب والعقول ؟... لماذا ؟
قبل عام وفي مثل هذا اليوم هزت بغداد زلازل مدمرة ، فتنقلب بغداد !.. فيكون عاليها سافلها من هول ما حدث في الكرادة ، وقد لا يمر يوم ألا والعراق يدفع بالضخايا ، وعلى طول العام ومنذ عقد ونيف !
الموت وصوره المرعبة بألوانه المتعددة وأساليبه ومبرراته !!!؟؟ .. بسبب أو بدون سبب !
والتفنن في عمليات النحر والحرق والأغراق والسبي والخنق والدهس والأغتصاب والسحل والدفن وهم أحياء ، والرمي من مناطق مرتفعة وغير ذلك من أساليب لا تمر على مخيلة الشياطين والساديين والفاشيين والوحوش الكاسرة والبهائم !
قبل يومين وجد شاب في مقتبل العمر ، طالب في أكاديمية الفنون الجميلة مقتولا وبخقد بربري أعمى ، بعد أختطافه ومن ثم تعذيبه وطعنه بطعنات عديدة ثم أطلاق الرصاص عليه ؟... لا لسبب يذكر ! .. فقط كون هندامه وهيئته ولباسه وشعره لا يعجب من قام بفعلته !... ولا يروق لهم نمط تفكيره وطريقة عيشه !
وبالأمس القريب قتل شاب في التظاهرات في مدينة النجف !.. لا لشئ سوى كونه كان يطالب بحق من حقوقه المغتصبة ، وهو حق كفله الدستور ، وكفلتها القوانين النافذة !
هذه وغيرها لن تكون الأخيرة، وهي ليست الأولى ، فقد شاهدنا عشرات بل مئات الأحداث المشابهة ولأناس من شتى الشرائخ والمكونات والمذاهب والأديان ، وفي الغالب من أصحابي الرأي ومن رموز الثقافة والمعرفة ومن الفنانين والصحفيين والمفكرين ، ومن الناشطين المدنيين والسياسيين ، ولو تتبعنا خيوط تلك الجرائم ودوافعها والجهات المسؤولة عنها سنجدها جميعها تستهدف العناصر الديمقراطية والتقدمية والثقافية ، وجميعها تسجل ضد مجهول ولن تتمكن المؤسسة الأمنية والسلطة القضائية من الوصول الى الجنات ومعاقبتهم ، وسوف أورد بعض الأسماء التي تمت تصفيتهم وبدم بارد وهذه على سبيل المثال لا الحصر كون هذه قوائم يطول تداولها وذكرها !
المغدور قاسم عبد الأمير عجام شخصية معروفة ، وكاتب ومثقف ، كامل شياع مفكر ومثقف وسياسي وصخفي . وضاح حسن عبد الأميرأحد قادة الحزب الشيوعي وعضو الجمعية الوطنية مع رفاقه ، حارسه الشخصي وسائقه ، نجاخ خمدوش ناشط سياسي ووجه أجتماعي معروف ، منير جبار ياسين أبو الياس ناشط سياسي وكادر فلاحي ، والمغدور رئيس مجلس الحكم ، والسيد رئيس مفوضية النزاهة ، والقائمة تطول ، ناهيك عن الذين تم خطفهم ولم يعلم مصيرهم لليوم مثل الدكتور شاكر اللامي ، ورئيس فوضية الأنتخابات في محافظة ديالى المخامي عامر لطيف أل يحي وحارسه الشخصي !
أضافة الى سياسات الترهيب والأعتداءات المبرمجة والممنهجة ضد طيف واسع من أصحابي الرأي ومن المعارضين لنهج وسياسة الأسلام السياسي الحاكم ، وهذه الجرائم والممارسات تحتاج الى أرشفتها وتثبيت وقائعها ووضعها أما الرأي العام العراقي، وعرضها أمام المحافل الدولية ، ويرقى البعض منها الى جرائم ضد الأنسانية ، وتعتير الكثير من تلك الجرائم والممارسات من قبيل التطهير العرقي والتمييز الطائفي والمذهبي والديني ، والتعتيم على هذه الأمور هو مجافات للحقيقة وطمسا لها ، وألغاء للمواطنة وللقانون والدستور ، وهذا يعني أننا في غابة من القطعان والبهائم والوحوش التي ليس لها أي صلة بالجنس البشري .
وأحد أبرز أسباب ما حدث وما سوف يحدث ، الغلو والتطرف الديني ، والتعصب الأعمى وسياسة الألغاء والأقصاء والتمييز العنصري بأشكاله المختلفة ، وأستمرار هذا النهج وتكريسة وعدم التصدي له ولجمه !... ليشكل الخطر الأكبر والمدمر لحاضر العراق ولمستقبله ومستقبل أجياله .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
4/7/2017 م
رثاء لضحايا العمليات الأرهابية الذين سقطوا في بغداد أول من أمس
ولكل ضحايا الأرهاب في عراقنا الذبيح .
دَعاکَ الهَوی وَ اسْتَجْهَلَتْکَ المَنازِلُ
وَکَيْفَ تَصابي المرءِ و َالشَّيبُ شامِلُ؟
وقَفْتُ بِرَبْعِ الدّار ِ، قَدْ غَيَّر البِلی
مَعارِفَها ، وَ السّاريات الهَواطِلُ . النابغة الذبياني .
وقال احدهم :
نصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ ### نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ
رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى ### فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ
فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ ###تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ
وفي ختام القصيدة يقول :
وَما التَأنيثُ لاِسمِ الشَمسِ عَيبٌ### وَلا التَذكيرُ فَخرٌ لِلهِلالِ
وَأَفجَعُ مَن فَقَدنا مَن وَجَدنا### قُبَيلَ الفَقدِ مَفقودَ المِثالِ
يُدَفِّنُ بَعضُنا بَعضًا وَتَمشي### أَواخِرُنا عَلى هامِ الأَوالي .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
4/7/2016 م
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إسرائيل تقوم بأكبر عملية مصادرة لأراض فلسطينية في الأغوار من
.. إسرائيل تغلق معبر الملك حسين مع الأردن بعد عملية إطلاق نار ق
.. تركيا: مواجهة انتخابية جديدة على رئاسة البلديات، ماذا يريد ا
.. نتنياهو يوافق على إرسال وفد إسرائيلي لواشنطن لبحث الهجوم الب
.. قصف عنيف وغارات ومعارك محتدمة قرب مدينة غزة وفي خان يونس