الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن التأويلية ..

محمود الزهيري

2017 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليست المعاني وحدها هي من تسير بعقلك وواقعك الإنساني في اتجاه الخروج من الأزمة أحياناً , أو الهروب منها أحياناً أخري , ولكن تأويل المعني هو الأمل الذي صار ملازماً وصديقاً للهاربين من مجتمع الأزمات والمشاكل المتراكمة حتي بلوغ مرحلة اليأس الكامل بإتجاه عدمية الأمل في الكف عن البحث عن حل .
وكلما ازدادت المشاكل والأزمات علي كافة المستويات كلما استطعت أن تعلن عن غياب التأويل , والإبتعاد عن تأويل العقل والواقع قبل تأويل النص الحاكم المهيمن المسيطر علي العقل والواقع الإنساني .
ولذلك تجد العديد من الدروب التي توظف النص توظيفات تتغيا منها في المقام الأول المصلحة البراجماتية النفعية حصرياً لأدعياء مُلاك النص , لدرجة يمكنك معها أن تري أن بعض التأويلات بمثابة لعب يتم توظيفها لإلهاء ضعاف العقول والبسطاء المغرر بهم بواسطة التأويلات التي هي بمثابة دمي أو ألعاب أو عرائس يتم صناعتها عبر تأويل النص , لتصل في النهاية إلي غايتها عبر أداة جبارة تسمي الخطابة التي تتسم بميزات وتستخدم أدوات من الماضي والحاضر وتستشرف المستقبل بدغدغة مشاعر وأحاسيس البسطاء والمغرر بهم علي السواء , فالخطابة من ثم صارت أفضل الأدوات وأسوأها في توظيفات النصوص وخاصة النصوص الدينية وخاصة إذا تم إسقاطها علي الواقع السياسي والإجتماعي واستخدام نبرات الحزن والألم والتحسر كأدوات ناقلة للمعني المراد بلوغه لمشاعر وأحاسيس ووجدان المعنيين بالخطاب من المخاطب إليهم ..
ففي هذه الحالة نري أن هناك نص , وكذلك مخاطب , ومخاطب إليه / إليهم , وواقع يحتوي العديد من العقول واللعب يتم علي النص أولاً ويليه العقول الكائنة في الواقع المأزوم المسيطر علي إنتاجه سواء مُلاك النصوص أو حماة مُلاك النصوص أو الخارج عن دائرتهم , . ليتم توظيف النص حسب الغائية المراد توظيفها وبلوغ مراميها عبر إسناد المصالح إلي الموؤل ومن ورائه من الحماة والمدافعين .
ولأن التأويل يتم توظيفه حسبما تتغياه المصالح والصراعات تدور وجوداً وعدماً حول المصالح المبتغاه , وذلك يبرز علي السطح السياسي / الإجتماعي صراع التأويلات لتؤثر علي النص بتأثيراتها المتعددة سواء التاريخانية أو العدمية بمقارنة الواقع بأحداث التاريخ ومدي تأثير مٌلاك النص في الماضي علي إنجاز مايستحيل علي المعاصرين إنجازه في همز ولمز وإيماءات وسخريات أو تبسمات تؤدي في النهاية إلي محاولة إقناع المخاطب إليه بمراد النص المبتغي عبر الموؤل ليكون الموؤل هو والنص وكأنهم وحدة واحدة في حالة إندماج كامل , ليكون الأمر في النهاية متصلاً بأدوات الصراع الدموي حال فشل صراعات التأويل في الوصول إلي صيغة من الصيغ التي تتحدي الواقع وتبتغي الإنتصار عليه بواسطة المخاطب والنص , ومن ينتصر في معركة الصراع الدموي , يصير في النهاية هو الفارض رؤيته التأويلية عبر السيف أو الكلاشينكوف , وهكذا تدور صراعات التأويل حول النص لتنتقل إلي صراعات دموية حول الواقع الكائن به مجتمع النص !
وليس هناك من بد حال بدء الصراع بين التأويلات , أن يري كل صاحب تأويل أنه يحوز الرؤية الكاملة حول إنقاذ المعني والتأويل عبر رؤيته للواقع وحداثيته , وكذلك رؤيته للعالم والعقول والبيئة المحاطة بالنص أو البيئة التي تحيط بالنص . ليظل مفهوم إنقاذ المعني عبر التأويل بمثابة أكذوبة كبري أو حيلة من الحيل الكبري التي تتغيا المصلحة عبر الأكاذيب أو الحيل الكبري منها أو الصغري !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصر البائسه
احمد شوكت ( 2017 / 7 / 5 - 05:37 )
عندما يكون رئيس الدوله ديكتاتور جاهل وفاسد خائن وبلطجى من طبقه الرعاع ( العسكر ) ولص خسيس وعربجى اثيم وسيكوباتى سادى ودموى حقير تكون النتيجه وبال على الشعب المنحوس

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد