الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي لا تكون المواطنة سلعة للمزايدة

زيد كامل الكوار

2017 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



لا يجرؤ أحد مهما كان منحرف السلوك على أن يتنكر لوطنه وانتمائه إليه، وإخلاصه له ، وعلى الأعم الأغلب فإن مواطني أي بلد في أرجاء المعمورة هم مواطنون صالحون يقدمون مصلحة وطنهم على مصلحتهم الشخصية. يشذ عن تلك القاعدة عدد لا يؤبه إليه لقلته، فيكون من هؤلاء الخونة والعملاء وهم قلّة من تلك القلّة.
وتتباين طبيعة نشاط هؤلاء وفقا للمهام المناطة بكل واحد منهم، وبالجهة التي يعمل لصالحها ذلك الخائن أو العميل أو كيف شئت أن تسميه. وبما أن اختلاط الأمور في العراق وضبابية الرؤية للمستقبل قد بلغت أوجها في ظل تداعيات الواقع السياسي والعسكري والاقتصادي الراهن و بما أن الحال الى ما وصفت فقد يكون من طبيعة الواقع الجديد تبادل الاتهامات بين أطراف سياسية عدة بوتيرة أعلى من التي تعودنا عليها في ما مضى، وقد ينطبق هذا على عامة الناس لمجرد إبداء رأي مخالف في ظل هذه الضبابية المربكة في الرؤية ، ومعلوم أن السبب الأرأس لتلك الضبابية في الرؤية هو ما اعتمدته الولايات المتحدة الأمريكية بما أسمته في حينه بالفوضى الخلّاقة، فالتخندقات الطائفية الحاصلة اليوم في المنطقة والإقليم هي تداعيات تلك النظرية الأمريكية التي اعتمدتها في بداية احتلالها العراق، فسياسة المحاور التي انجرّت إليها الكثير من دول المنطقة ومن ضمنها العراق تضمنت المحاور المتعددة التي انتظمت وفقا للمصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية فالمحور الروسي الإيراني السوري " المحور الروسي الشيعي " كما يسمى، يقابله المحور الأمريكي العربي " الأمريكي العربي السني" كما يسمى، الذي نشأ كمعادل موضوعي للمحور الروسي آنف الذكر، وكرسالة من الجانب الأمريكي البريطاني موجهة الى التحالف الروسي بأن المنطقة لا تسمح بوجود ثقلين كبيرين في آن واحد ومكان واحد. ومن نتائجه الراهنة الصراع الدائر بين أمريكا وإيران للسيطرة على الطريق الدولي الرابط بين العراق وسوريا والمنطقة الغربية للعراق التي يمر عبرها ذلك الطريق الذي يعد الشريان الرئيس الذي يربط إيران بقواتها العسكرية التي تقاتل في سوريا وقوات حزب الله في لبنان. كل هذه التعقيدات وغيرها الكثير جعلت وستجعل تقاذف الاتهامات بالعمالة والخيانة بين المنحازين الى هذا المحور أو ذاك. وهناك إشكاليات أخرى عديدة ستفتح شهية من يلقون التهم جزافا منها الاستفتاء في كردستان المزمع إجراؤه في أيلول المقبل وانقسام الناس فيه بين مؤيد وعارض بشدة وبين من يدعي أنه دستوري وآخر يقول إنه مخالف للدستور، كما أن تحرير الموصل وعودة النازحين إليها سيفتح بابا آخر للتسقيط واتهام الموصليين قاطبة بالتعاون والتواطؤ مع داعش، وأخيرا أقول أن المواطنة الصالحة هي آخر ما بقي من كرامة العراقيين الذين خسروا كل شيء مادّيّ في هذه السنوات العجاف وتراجعت مؤشرات الحياة الحرة الكريمة الى أدنى مستوياتها قياسا الى المقياس العالمي للرفاه الاجتماعي، فدعونا لا نخسر آخر ما تبقى لنا من كرامتنا كعراقيين فمواطنتنا وانتماؤنا الوطني هما ذخرنا الأخير من كرامتنا المهدورة فلا يزايدنا أحد عليها، فهي آخر ما نملك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل