الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غروب الإرهاب

شريف مانجستو

2017 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


استغرق العالم سنوات طويلة للحديث عن الإرهاب و توصيفه . وسقط الكل فى اختلافات بنيوية ، بسبب العشق الأبدى للسفسطة التى لا تُجدى ولا تقود إلى خير سبيل .
و بمناسبة السفسطة ، يُحكى ان الفيلسوف سُقراط كان دائماً يسير فى الطرقات بأثينا يتحدث إلى الدهماء ، ويسألهم عن أسماء الأشياء و مدلولاتها الجوهرية .
فكان يذهب إلى الحذّاء و يسأله ما هو الحذاء ؟ و إلى الفنان ويسأله ما هو الفن ؟ .. إلخ .. فكان هذا هو كل ما يشغل بال وتفكير سقراط فى هذا التوقيت .
ففى مرة قابل أحد السُفسطائيين ، فقال له السُفسطائى أمازلت يا سُقراط تسأل الناس عن ماهية الأشياء حتى الآن ؟؟!!.. فرد عليه سُقراط بسخرية و قال : نعم ، لا أزال ، أما أنت فبالتأكيد لا تكرر الأسئلة مرة أخرى لأنك ذكى ، وتستخدم مُصطلحات جديدة و تعريفات مختلفة لكى تحوم حولها !!!.
هذا ما فهمه سقراط منذ أمدٍ طول . لقد فهم السياسة الأخلاقية و فهم أن طباع البشر لن تتفق حول تعريف أى شىء ، أياً كانت أهميته وخطورته الوجودية .
ومن أهم الأشياء التى لم تتوافق البشرية بشأنها ، هو الإرهاب .
الإرهاب الذى يقتل الأبرياء و يحرق الأخضر واليابس و يترك النساء يبكين فُراق الأبناء .
و إن كان العالمُ لا يرغب فى إطلاق تعريف مُحدد بشأن هكذا ظاهرة دموية .
فمصر ـ بفضل المولى تعالى ـ استطاعت أن تصيغ تعريفاً حقيقياً لتلك الظاهرة الكريهة . وذلك من خلال تجارب مريرة ، تجرعها الشعب المصرى بمنتهى الصبر والجلد .
لقد واجهت مصر أسوء و أحقر تنظيمات إجرامية فى التاريخ . لقد انتصرت عليهم انتصاراً كاسحاً .
فالإرهاب الذى أراد أن يصنع الشقاق بين المصريين ، لم ينل إلا الإحباط و الدحر .
فالمسلم والمسيحى مازالا يعيشان على أرض الوطن فى تآخى و رحمة ، وعلى الرغم من بعض المناكفات الحقيرة ، التى يُثيرها التيارات السلفية فى الصعيد المصرى ، إلا أن نسيج هذا الشعب عصىّ على التمزيق .
لقد وضعنا العالم بأسره أمام مسئوليته لوضع تعريف ضرورى لتلك الظاهرة ، التى لا تُمثل الأديان ، و لا تخُص إلا أصحاب الفهم السقيم والقلوب العليلة .
و تحركت مصر إقليمياً لمحاصرة الإرهاب و داعميه ، و نجحت هذه المواجهة ، فى إقصاء قطر و عزلها جماهيرياً وعربياً ، تأديباً لها وعقاباً على جُرمها فى حق الشعب السورى والمصرى واليمنى والليبى و العراقى .
إن شمس الإرهاب الحارقة القاتمة ، ذاهبة إلى غير رجعة .
و ستبقى الأمم العربية و ستنتصر على عوامل الضعف الذاتية . وسنكتب فى صفحات التاريخ أن مصر هزمت القُبح بعشقها للجمال الحضارى ، و حطمت جبال الكراهية بمعاول الإخلاص و التراحم بين الأشقاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس