الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيجاز تاريخي للنجف واامشخاب كمقدمة لدرس نصوص /2

سعد محمد مهدي غلام

2017 / 7 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



عن النجف كشف الكثير وذكرها الكثير من لوكرنك في القرون الاربعة وايرلند في دراسة عن تاريخ العراق السياسي وكل من آرخ و كتب من الكبارتناولها ومن الكتب * حاضر النجف وماضيها* للعلامة الشيخ جعفر ال محبوبة وهو حجة في الادلة من ايام ال بويه وكتاب *ثورة النجف *لحسن الاسدي وماجاء في مذكرات مس بيل والبرقيات المتبادلة بين حكام العراق وحكوماتهم في لندن اوالهند .الكثير من هذه العائلة العنوزيةسلك طريق الدين وتواصل معه ولبس العمامة ومنهم من كان المحقق والشاعر والمدرس في الحوزة ومن سلك درب العلمانية.شﻻل عنوز من الذين انتهجو طريق العلم التقليدي وله اخوة في مواقع في هذا السبيل دخل العلوم في المستنصرية ولم يكمل تعليمه ثم التحق بخدمة العلم وبعدها كان له وظيفته في وزارة الثقافة حتى تقاعد عام 1990. مارس الشعر ذلك ليس بالغريب لمن تخرج في ثانوية النجف غريب و من مشارب عائلة نابهة. فيكاد لايوجد بيت في النجف لا يوجد فيه الشاعر ولكن من العمود .لم يصبحوا من النابهين لبقاءهم في النجف، اما شاعرنا فان وجوده في بغداد ولانه مارس الشعر مبكرا واختلاطه بالوسط الثقافي والاعلامي والادبي مكنه من ان يتقدم في كتابة الشعر فكتب التفعيل وكتب قصيدة النثر موضوعنا. ورغم انه لم ينقطع عن مدينته المبهرة المكتظة بالمكتبات والتباري بالنظم في منتدياتها وخصوصا بالمناسبات حيث ان ما يسمى الرادود وهو الذي يقرأ في المواكب الحسينية يقرأ القصائد الموزونة وان بعضهم له خروج عن البحور المتعارف عليها . للنظام وجه نافع واخر عكسه فالتعود على المنبر والمنصة تبصم الحرف بوسم يصعب التخلي عنه ولايكتب للمقتفي التقدم ولا نقصد الغرض الشعري فهذا الشريف الرضي الاخ لنقيب ال علي في بغداد يكتب في النسيب بل تعد من بين الاجمل وهي يا ظبية البان الذي يقول فيها:
يا ظبية البان ، ترعى في خمائله ليهنك اليوم أن القلب مرعاك
الماء عندك مبذول لشاربه وليس يرويك إلا مدمعي الباكي
هبت لنا من ريح الغور رائحة بعد الرقاد عرفناك برياك
ياحبذا نفحة مرت بفيك لنا ونطفة غمست فيها ثناياك
وحبذا وقفة والركب معتقل على ثرى وخدت فيه مطاياك
والسيد محمد سعيد الحبوبي الذي يقول :
بي يا ساقي -الطلا ابدأ اولا وبي اختم دوما من قرقف
ألبست خديك منها شعلا تسلب الليل رداء السدف
ويقول:
خمرةفاح شذاها بعد ما فضح الارجاء بل ارجها
هي من نار ولكن كلما نضح الماء بها أججها
وحباب المزج فيها انتظما كثغور جل من فلجها
ويقول الجواهري في مقدمة ديوانه :وهي تلخيص لواقع لم يعانيه الجواهري وحده بل كل من سلك طريقه
قال لي وقد عرج علي - وأنا في منتصف الطريق الى حيث اريد- أانت مسافر مثلي...؟
فقلت له: لا ! بل أنا شريد.
قال :واين وجهتك الآن؟..
قلت :وجهتي ان اضع مطلع الشمس على جبيني واغذ في السير
حتى اذا جنني الظلام في الليل أقمت حيث يجنني .. وسرت عند طلوع الفجر.
قال:والليل ليل والنهار نهار منذ الازل حتى الابد...افانت محنون؟؟..
قلت له :لا- كما اعتقد .....ولكن اانت جاهل؟...
قال:كيف؟..
قلت له: لقد علمنا علم المكان وعلم الزمان من جديد انك كلما اغذذت السير قدما قصر الليل وطال النهار ... حتى ليكادان يتحدان عند المنتهى.
ولقد كنت اجهل مثلك هذه الحقيقة طيلة ثلاثين عاما كنت خلالها اهيم على وجهي واتخبط في مجاهيل الارض - دون معانها-اذ كنت لا اعلم من هذا العلم شيئا.
ويقول:
ايه نديمي قد جمعت لناظري امرين كل لا يبين غموضه
امواج خدك والتوقد ضدها ومذاب خمرك واللهب نقيضه
طول الجمال وعرضه لك والهوى وقف عليك طويله وعريضه
ان النجف ان تكتب عنها غير ما تراها وان تراها غير ما تعيش فيها .انها جامعة العلم لعدد المدارس والجامعات الحوزوية اضافة للرسمية ومنها جامعة الكوفة اليوم. ومنتدى متناقضات حتى رابطتها العريقة فيهاومن كل المشارب وفيها يتجاذب الجميع الحوار بارقى ما يكو ن الحوار . ومن المكن ان الاسلوب التعليمي للمدراس الدينية ترك بصمة على التعليم العام فطريقة التدريس الحوزوي لا شبيه له الا في بعض المراكز العلمية المتقدمة حيث الكتاب المفتوح والسؤال والجواب وحض الطالب على البحث ودرس الاصول والفلسفة. هناك حقا اول الدين معرفته عموما خصوصية النجف لا تقارن بسواها وكما يقول د. محمد جواد مغنية في كتابه *مع علماء النجف* جامعة النجف بامس الحاجة الى من يعرف بها ، انها مجهولة بتاثيرها واعمالها ، كما هي مجهولة بكنهها وحقيقتها. حتى الكثير من الذين يزعمون معرفة النجف لايعرفونها الا بالاسم والمكان ، وحتى الذين تخرجوا منها وحملوا شهاداتهم لا يعرفون الا وجهين من وجوهها الكثيرة المتنوعة. لانهم يجهلون غيرها من الجامعات . وبديهي ان معرفة الشئ لاتتم الا بعد ان تقارنه بنظائره ونقائضه واعترف اني قبل ان اكتب الفقه على مذاهب السنة والشيعة لم تكن معرفتي به من ناحية القوة والضعف كما هي الان.* . للبلوغ الى حقيقة الامر ولا يسمح بقبلية التقريري مما يؤسفنا ان البعض يضع العمامة لامر يبتغيه غير العلم ومثل ذلك لن يدرك مدارات البحث ونقاء العلم وخلوص النوايا والصدق في تحصيل الحقيقة .فيها انقسمت المحلات السكنية بين الزكرت والشمرت ايام الشيخ كاشف الغطاء الشيخ جعفرالكبير ومحمود الرحباوي الايراني الاصل الذي ابتنى الرحبة واتخذ لنفسه قصرا منيفا وحدث له خلاف مع الشيخ جعفر وكان النافذ حينها وارسل له الوفود لرفضة الانصياع والابلاغ عن مرورال عبد الوهاب به وهم يمترون ويستقرون في الرحبة خلال هجماتهم ،وحجب الثروة عن شقيقتيه وعدم تزويجهن .... المهم ان وفدا ارسل له وقد رفض استقبال الوفد فتوزعوا دور المدينة وفي الصباح وجد مقتولا. اتهم به هذا ذاك وذاك هذا وعند تشيعه انقسم الناس الى طائفتين واصبحت المحالات مقسمة وكذلك العوائل واستغلت الحال في تولي منصب البلدية على حساب ذاك وهذا . ومن المحلات القديمة الحويش والعماره .ويحدث كباش حد القتل، الكباش من هنا او هنا توظفه السلطات في تعيين القائم بالبلدية مرة من الزكرت ومرة من الشمرة لتقوم المنازعات .وكذلك الحال ايام المراسيم فالحماسة والتقرب واياد خفية تؤدي في احايين كثيرة التى صدامات دامية كما ان اختلاف الاجتهاد وتنوع المراجع فان اهل التقليد يوقع بينهم فلكل من المرجع الاتباع والممثلين والاشياع .كما ان ما حدث ايام المرجع الخرساني مع الميرزه محمدكاظم اليزدي الذي يقال ان دعما تلقاه ليكون في موقعه في زعامة المرجعية -ظهور ما يسمى بجماعة الحفيز من اوفيس وهوالمكتب والمقصود الذي اقرب للسفارة البريطانية -العليا الاول ضد الشاه والسلطان والانكليز ويوجب بفتواه الدفاع وان بالسلاح ومع العديد من المراجع وقوات عشائرية لمواجهة المحتل في حين الاخر كان ضد الاتراك وفي ازمة الدستور انقسمت النجف الى مشروطية وهم من لايقبلون بحكم دون الدستورو الاستفتاء و المستبدة من تمنح الشاه والسلطان كل السلطات وتعتبر الدستور بدعة. والاغلبية مع المرجع الاول الذي مات وهو يحضر لجمع الحشد ومهاجمة الشاه في عقر داره .وكانت وفاته مشكوك بها ومحط للريبة من حيث المواقف والتوقيت ودور الشاه وبريطانيا واطراف من الداخل تركت تلك الانقسامات الاثار .من ينكر ليس ممن درس علوم المجتمعات والنفس والتاريخ نحن نجد ذلك ليس من البعيد ان تترسب في نفوس الناس وقد يظن البعض ان النجف مدينة كما هي جامعة للعلم يعني انها من اللون الواحد من الدين لانها من طائفة واحدة وغالبها المطلق من العرب الاقحاح والخلاف مقصورا على اهل الدار هو من الواهمين .من النجف كان زعيم الحزب الشيوعي العراقي سلام عادل ومنها رموز للحركة القومية كالحبوبي الوزير وعبد الاله النصراوي امين عام الحركة العربة وهو من اوائل القوميين العرب قبل ان ينشق عن الجسم العام للحركة القومية مع محمد دوش وسواهم ويكونوا تلك الحركة والتي تدعي ان لها نسب بالناصرية .في النجف روح المدنية اكثر من كثير من مدن العراق .حيث تاثير العشائر كان لايذكر ومنه صدرت فتوى تحريم الشيوعية ومن نفس العائلة ترى هذا الاخ الماركسي المتشدد وذاك المعمم المتمسك، وهناك القومي المبرز .في هذا العالم العربي الذي يدعى مدينة النجف بازقتها الضيقة قبل عقود وبحرها المنخفض الذي اليوم فيه العمران وسورها الذي اصبح اثرا بعد عين. حيث المدينة توسعت عشرات المرات عما كانت عليه .لازال فيها السوق الكبير المسقوف يديره من يضع الكشيدة وهي شبه طربوش دراويش الملامتية ولكن اصغر . اهل بغداد من الافندية والتجار يضعونه قبل ان يدخل فيصل الاول السدارة كغطاء للرأس. في النجف العمائم البيضاء للشيوخ من غير السادة وكان الحسيني يضع شارة على عمامته من القماش الاخضر اوعلى الكشيدة والحسني سوداء ثم اصبح كل من العلويين يسلك درب الدين والحوزة يضع عمامة سوداء وغالب من يضع العقال شماغهم مبقع بالاسود وهو لباس غالب على اهل الفرات الاوسط .وليس كبغداد الكل فيها من المباح . في وسط من رمال تراها صخرية بل تدوسها تراها كذلك ثم تجد انها من السوافي ان لم تراع نفسك تطمرك الرمال. فيها من يمتهن الدفن الذي اصبح التقليد ان تكون النجف مقبرة طائفة وتعد من كبريات مقابر العالم وتقرأوتنام في السرداب قد المتكأ القبر .واينما توجه رأسك تجد القبور في المدينة القديمة .توسعت المقبرةفي ما اخذ من قديمها الكثير للبناء مع التوسع في العمران .فيها اليوم الفنادق الراقية والمطاعم الفاخرة. في ابي صخير قد يجد من يبغي البعض وهي ليست ببعيدة .كل ما تعتقد موجود في النجف وليس فقط الفسنجون والدهين الاول سلق الديك - بالتحديد ايام زمان بماء الرمان -و الكثير من المستلزمات المرافقة كما حال شاي الزعفران في عاشوراء والدهين حلواء من الدقيق والسكر والسمن الحيواني في الغالب واضيف الجوز ومبروش جوز الهند .
في مبحثنا قيد الدرس رجل له التاريخ الثابت ومن ارومة الاخيار العرب ممن قطنوا المدينة من زمان، وهو يمارس المحاماة بعد ان حصل على الاجازة ويعرف ان التاريخ لايعد بالثابت الا ان كان مسجلا امام مؤسسة للحكومية او للقاضي او من يقوم مقامه في الموقع الرسمي . ومن المعلوم الختم والمؤشر التاريخ .فقط في قانون الاثبات ذلك التاريخ هو الثابت و سواه قرينه وتعرض للفحص وتعد للاستدلال وليس لها قوة الدليل في الاثبات فكان رجلنا من الاصول الاعلام . ومن تقاليد النجف التي يقال سنها المرجع الشيرازي عندما رفض دعوة الشاه بزيارته طلب اليه ان هو ياتيه واصبحت من السنة ان لايزور المرجع المسؤول حتى لوالرئيس ،ويمكن ان يتم اللقاء في الحضرة العلوية . في هكذا بيئة قد يضطر الشاعر الى مراجعة طريقة كتابته ومنها ان يعاود الكتابة بالمنظوم لانه في واقتنا حيث عدنا قرون المطلوب ان يعتلي البعض المنصة ويكتب الغرضوية المباشرة ويباشر العمود ولكل من يباشر الشعر الحرية في ما يختار. الا اننا لسنا مع الغلو في التجريب لمراضاة المتلقي .وهي وجهة نظر غير ملزمة . ولكن هذا من تجارب العالم والشعراء فعندما هاجمت نازك الملائكة التفعيل والتدوير وارادت ان تلتزم بالبحر اوالمداخلة وحسب بل حتى ﻻتدوير حسب الشيخ جعفر مثلا تكون قد تخلت عن دورها الريادي . وسناتي قد في مضان من القراءات لنتاجات العنوز . نقول ان نازك اصبحت اكاديمية ورائدة في الشعر في البداية ليس كلميعة عباس عمارة اطال الله عمرها وليست من الشعراء عند رحيلهم وكذلك حال ت.س. اليوت رحل الشاعر السابق والناقد وليس الشاعر بينما بودلير وولت ويتمان وهنري ميشو شعراء مثلهم مثل هولدرين وريلكة وكيتس ووردزورث ونيرودا. .اختيارات لكن لمن لم يقضي وهو في البواكير امثال رامبو و بو . والامثال لاحصر لها لابد من هوية كما للبياتي ودنقل وحجازي وعبد الواحد والجواهري لهم هوية. لاننا ممن يؤمنون ان لا علاقة بين العمود وقصيدة النثر كل منها من جنس .ونحن لسنا مع الخلط والعبث لابد من التمييز والتحديد والتخصيص فاللغة مختلفة والانزياحات في الوحدات الكبرى والصغرى واسلوب التقديم للنص والسوق وطريقة التناول وربط المعاني والاشارات فيها الكثير من التباين سنتناوله عندما يحين الاوان. .تضيع المعالم عندما لا نختص والعالم كله ينحو للتخصص و الخاص. ما نراه اليوم استبساط واستسهال .فهو الوامض والهايكوست والروائي والقاص وكاتب العمود وقصيدة النثر . وجهة نظر لا عليها حساب وخرج المستتطرق بانماط وجدها وهي منذقرون لا علاقة لها بالاجناس الموجودة .يمكن ان تحسب هنا اوهناك ولكنها ليس المثال والنموذج بل نجد ان كتابة النقد هو دخل على الخط ما يحتاج اكثر من كتابة انشاء و تعليق يعوض. ولله في خلقه شؤون ..سنتناول للشاعر شلال عنوز النماذج والنصوص ومن فترات متباينة ولن نعتمد السياق التاريخي لاننا وجدنا الشاعر لايلتزم بالسياق ولا يرسم له كيرف لانه من المتباين ونرى تلك من جراء الواقع ومحاولة البقاء في الساحة .ولكن يسرنا ان يكون امثاله تحت مجهرنا النقدي عسى ان نفيه حقه لشخصه وارومته طيبة الاثر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على