الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنوير 4 - ج4

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)

2017 / 7 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(( تذكير بملخص الهدف من نشر حلقات هذا المقال : بدول الغرب , نجح التنوير وحقق اهدافه منذ اكثر من قرنين من الزمان وسادت عندهم الحريات والعدالة والرخاء .. والتنوير بالشرق الناطق بالعربية , جري منذ حوالي 150 عاماً , والنتائج عكسية , .. ومواد التنوير التي طرحت منذ رفاعة الطهطاوي للآن , تكفي لاحداث التغيير والنهوض .. لا يبقي سوي أن يخصص التنويريون كل جهودهم , لبحث اسباب النكوص , ووضع حلول للخروج من النفق المظلم ... ودعوتنا تلك , ليست ابنة اليوم او هذا العام - كما نوهنا في الحلقة الأولي - لكننا مهدنا لها منذ 12 عام بمقال " الاسلام والمستنقع , متي يتم تجفيفه " ؟ سنة 2005 , وتكلمنا عنها , بالثلث الاخير من مقال " معجزاات أولياء الله " عام 2013 . بموقع الحوار المتمدن , ومقالات أخري نشرناها منذ سنوات .. ثم رأينا ضرورة المواصلة , بهذه السلسلة من مقالات تنوير 4 ))

حلقة اليوم من تنوير 4 ج4 :

نشفق علي التنويريين من جدال وحوارات عقيمة مع عقول هم متأكدون من عدم جدوي الحوارات معها
توجد عقول يستحيل أن يفلح معها التنوير .. لوجود جين - مسؤول عن الدين - , يحول دون ذلك
تعبير " جين مسؤول عن الدين " ليس من عندي , بل من عند العالم الراحل الكبير - الحاصل علي جائزة نوبل في العلوم - دكتور احمد زويل

ففي محاضرة ألقاها العالم الكبير بجامعة أسيوط بمصر ؟ 22-12-2007... زج بعبارة وسط المحاضرة : " علماء الجيناتك , اكتشفوا الجين المسؤول عن الدين " * ..
وقد نوهنا في مقال عن رد الفعل الغافل للحضور - في نفس العام 2008 - تحت عنوان " دكتور أحمد زويل . يُعلِّم في المتبلم !؟ الحوار المتمدن 2008 / 1 / 27
وأشرت الي نفس الموضوع , في مقال " : مصحف هيرو هيتو - 3 ما تيسر من سورة " الجينوم " : الحوار المتمدن 2008 / 12 / 27
نقتطف بعض ما جاء فيه :
واذ ألمح بمصير الدين , عند الجين (12)" أحمد " ولد " زويل " (13) بجامعة اسيوط (14) والجهل أسوأ ليل (15) فالناس صُمُّ سكوت (16) اذ هم نيام ساهون (17) كانهم لا يسمعون (18) أو سكاري ذاهلون (19) لا يفهمون - حتي القول ... - مخاطباً أصحاب العقول العصية علي التنوير :
" انتظروا الي حين (26) وانا معكم لمنتظرون (27) وعليكم لصابرون (28) وسوف ترون (29) ستضاء ظلمات عقولكم (30) يوما بنور الجين (31) وسوف تشهدون (32) ثم كلا سوف تشهدون (33) باي آلاء العلم كنتم تُكذِّبون (34) .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=157683
هذا ما نشرناه عن العقول المصابة بمرض الجين المسؤول عن الدين - علي ضؤ ما صرح به العالم الراحل الكبير . **

أخشي أن يتحول السجال الذي لا ينتهي , بين المؤمنين وغير المؤمنين ( ان لم يكن قد تحول بالفعل ) الي مرض إجتماعي ثقافي , مثل مرض التنافس علي تشجيع إثنين من نوادي كرة القدم في مصر ( النادي الأهلي , نادي الزمالك ) حالة مرض اجتماعي .. تصيب نسبة عالية من الشعب , ومن مختلف طبقاته . حيث انقسموا لقسمين , بين تشجيع هذا النادي او ذاك ,, وتدور المناقشات الصاخبة , دون أي هدف او غاية أو مغزي .. البتة .. سوي الرغبة في الكلام , واشغال الوقت , فيما يبعدهم تماماً عن مشاكل وقضايا وهموم حقيقية - هي بالجملة - وموقعها من حياتهم في الصميم (!)
لعلنا لا نغالي لو اعتبرناه : مرض اجتماعي ..
وهكذا , علي ما يبدو , قد صار الحال بين المؤمنين بالعقائد وغير المؤمنين - بين الشعوب الناطقة بالعربية - .. ! في سجالاتهم وعراكهم بوسائل الاعلام بأنواعها
بعض الامثلة السريعة :
مفكر تنويري يرد علي قاريء : الحماقة أعيت من يداويها
ثم يعود ليرد علي تعليقاته مرات ومرات أخري .. رغم ادراكه بان حماقة القاريء من النوع غير القابل للشفاء ( سوي بالعلاج الجيني , الذي لم يتم تفعيله حتي الآن )..
صارت حالة مرضية . بين الكاتب , وبين القاريء المُغلق العقل ..
كاتب يرد علي تعليق قاريء بالقول :
أنت إنسان بسيط تتعامل بسطحية مع الفكر المنطقى التحليلى . (( والكاتب كلامه صحيح , مائة بالمائة )) والطربف انه - أي الكاتب - يستطرد قائلاً لنفس القاريء :
" من هنا أسألك هل الإله عادل وغفور ورحيم قبل وجود الإنسان؟ أتوسم مواصلتك للحوار " .
!!
( رغم ما قاله للقاريء , ورغم فهمه لبساطتة , ولسطحية تفكيره , فانه يرغب في مواصلة الحوار معه ! ) .
( نظن الامر قد صار " مرض اجتماعي ثقافي" , مثل مرض , حوارات ومناقشات كرة القدم : الاهلاوية مقابل الزمالكاوية .. = المؤمنون المتدينون , مقابل العلمانيين - أو الملحدين .. )

وهذا قاريء - كنموذج -, من شمال افريقيا - , ترك مآساة وطنه المعروف دوناً عن كل الأوطان , بأنه بفعل شدة الفقر , وقهر السلطة , يكاد يكون الشعب بأكمله يشتغل بنوع من السياحة هو الأسؤ والاخبث , من بين كل أنواع السياحة .. - ولكن ذاك القاريء المتفرغ للتعليق علي مقالات الكُتّاب التنويريين , مهتم جداً بالله وبعظمة الله , ويدافع عن الله , فيقول لأحد الكُتاب :
(( للمؤمن منطقه الذي لاتفهمه , الله أكبر = في صفة الحياة فقبل عقود لم تكن وبعد سنوات أو حتى دقيقة ستتوقف حياتك بينما حياة الحي الدائم مستمرة بدلالة استمرار الحياة العامة فالله أكبر منك حياة ولامقارنة الله أحسن الخالقين فمن خلقك وسواك وخلق السماء والأرض والبحار والنبات والحيوان - - - الخ فماذا خلقت أنت اذا فالله أحسن الخالقين ))
هكذا نري ذاك القاريء , قد ترك كل مآسي الناس بوطنه , وتجاهل ضحايا أهوال الحرب بالدولة القريبة , وبعدد من دول المنطقة , بفعل ميليشيات الدين , والضحايا بالملايين , من القتلي والجرحي والمشوهين والمعاقين .. واللاجئين , والأرامل واليتامي والثكالي .. وبقيت مشكلته وقلقه وخوفه كله علي المسكين : الله . وحده فقط !. وهو هيمان في عظمة الله .. وفي قدرة الله .. ( .. !! )
مثل تلك العقلية , وذاك الضمير والسلوك , هو حالة مرضية : جين .. وهيهات أن يكون له علاج بالحوار والمناقشات والحجة والمنطق والوثائق .. هيهات .
وتضييع الوقت في محاولة اقناعه , هو خسارة .. اذ لا يصلح معه الا العلاج الجيني - عندما يتيسر , ويدخل حيز التطبيق - . خصوصاً اذا عرفنا ان صاحب التعليق - وآخرون أمثاله - , يُطارد ويُلاحق كل الكُتّاب والمفكرين التنويريين , منذ سنوات - بالموقع المفضل عنده , وهو من أكبر وأهم المواقع بالانترنت - بالتعليقات التي تنم علي ان كل المفكرين والكُتّاب , قد عجزوا جميعاً عن تنويره - وهو يجاهد لكي يُنوِّرهم - علي طريقته ! ويهديهم - وعجز عن ذلك هو ومجموعة أخري من نفس نوعيته.. وتجد مثلهم بكل المواقع والقنوات - والصفحات - التنويرية . بالانترنت عموماً . وبمواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً .
وقاريء يقول لكاتب محترم : كلامك امسح به ...
وقاريء يقول لكاتب : ... أمك .
( لذلك اضطر كُتاب كثيرون لاغلاق باب التعليقات ) .
كل ذاك يدور بسبب الخلاف حول وجود اله أو عدم وجوده ! أو حول صحة عقيدة أوعدم صحتها ..
بينما شُح وجود الغذاء وصعوبة وجود المسكن - أو لهيب ارتفاع أسعارها - وافتقاد وجود الحريات , والحروب الأهلية والداعشية وأهوالها .. لا تحظي منهم بما يحظي به , موضوع وجود الاله وعدم وجوده - والايمان والالحاد .. !..
و غياب الأمان , واهدار آدمية الانسان , وتقهقر أحوال الأوطان , وتأرجح العدالة بسبب عدم اسقلالها .... كلها لا تنعم بما تنعم به العقائد من دفاع عنها باستماتة , لدرجة العنف اللفظي والمعنوي , وتصل للعنف المادي والبدني .

= تلك النوعية من الناس - القراء والمشاهدون والمشاركون بحوارات الفضائيات - لن يكونوا في يوم ما جنوداً في عملية التغيير والنهوض .. بل هم - وسيظلوا - عبئاً . وكلما جادلتهم , زادت حماقاتهم , ورغباتهم في الاساءة والعدوانية , وتتضاعف تمنياتهم في الانتقام من التنويريين والتنوير .

القراء أو المشاهدين الطبيعيين , يمكن ان يقتنع الواحد منهم , من مقال و اثتنين , عشرة , أو حتي عشرين .. أو من مشاهدة حلقة أو خمس أو حتي عشر حلقات تنويرية باليوتيوب أو بالفضائيات .. لكن القاريء الذي لا يقنعه اكثر من 300 مقال لكاتب كبير , ولا أكثر من 600 لآخر , ولا اكثر من الف مقال لكاتب ثالث ,, ولا اكثر من الفين لكاتب رابع .. ولا عشرات الآلاف من المقالات لعدد كبير من المفكرين والكتاب والكاتبات , التنويريين والتنويريات , ومئات الحلقات التنويرية بالقنوات المعنية .. لم تقنعه .. ويصر هذا النوع من القراء ومن المشاهدين , علي مواصلة القراءة - و الاستماع - لمقالات وأحاديث , لاقناع المفكرين وهدايتهم - او لشتمهم - ! .. ومن الناحية الأخري , يصر الطرف الآخر علي الاستماع اليهم بهدف اقناعهم .. ! فهذا شيء عجيب - مثل مناقشات مشجعي النادي الاهلي ومشجعي نادي الزمالك , لا أحد يقنع الآخر أبداً , ولا يتوقفون عن الجدل والصخب أبداً ... (!) . - انه مرض اجتماعي - .
أما من أمكن تنوير عقولهم , وتنظيفها , فهؤلاء سوف يخرج من بينهم قادة تغيير المجتمعات والنهوض بالبلاد ..وبطبيعة الحال , لا يكون هؤلاء هم الأغلبية ولكن عليهم تعلق الآمال , في صناعة المستقبل ..
وعندما يتمكن الأقوياء الأذكياء , المضاءة عقولهم بنور العلم . ( وبِلُغة جماعة الاخوان : عندما يتحقق لهم " التمكين " .. ! ). ويضعوا القوانين القائمة علي العلم .. الملزمة للجميع .. حينها , كل من أغلقوا عقولهم أمام التنوير وسخروا من نور الحقائق .. سيفتحوا عيونهم وعقولهم وافواههم .عن آخرها لتلقي النور , وينحنوا امتثالاً امام القانون .. فمثل تلك النوعية من الناس , لا تسيرها سوي عصا الراعي - القانون - ..
---
الحلقة 5 من هذه السلسلة موجودة علي هذا الرابط :
https://salah48freedom.blogspot.ca/2017/07/4-5.html
----- هوامش :
* ( فكرنا في أن نشرح تفاصيل وكيفية ذلك القول " جين مسؤول عن الدين ", حيث طبعنا من قبل , كتاباً له صلة بالموضوع , بالقاهرة في عام 1984 , اسميناه وقتها " سوسيوبيولوجيا شرقية " .. لكن الشرح سيطول , ولأجل التركيز , قد نخصص له مقالاً مستقلاً , فيما بعد -

** لنا سلسلة من 4 مقالات بعنوان " الجينوم .. - أيها البشر المعذبون . أبشروا فقد جاءكم الجينوم " نشرت عام 2009 . بموقع الحوار المتمدن .

---- عن الجين .. ووراثة السلوكيات والأخلاقيات , الشرير منها والطيب - بما فيها الغباء العقائدي - يمكن الاستماع - والاستمتاع - لفكرة مبسطة للجينوم والجينات - للعالم الراحل دكتور أحمد زويل . أجري الحديث , الاعلاميان : " مني الشاذلي " و " محمود سعد " :
https://www.youtube.com/watch?v=iEFtPN8PS3E
========








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ


.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف




.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah