الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر كريم عبد الله ..هواجس وحنين والم الأرض المستباحة . . بقلم / سعد الساعدي / كاتب وصحفي عراقي

كريم عبدالله

2017 / 7 / 8
الادب والفن


الشاعر كريم عبد الله ..هواجس وحنين والم الأرض المستباحة . .
بقلم / سعد الساعدي / كاتب وصحفي عراقي

-----------------------------
ليس غريبا على أديب متبحر في لجج الحروف وجدد الكلمات البيضاء كالاستاذ كريم عبدالله وهو يوظف هكذا فكرة عميقة وخطيرة ليؤرخ بها تاريخنا اليوم - هذا اليوم وما يجري من موت وصراعات ..
فليس اعتباطا مباركة الخفافيش صديقها الأخطبوط هذه الصورة السوداء التي رماها لنا كعنوان عميق موحش لاستباحة الأرض المباركة وزرعها بدم الدمار لأن التتار عادوا ومعهم النار صبوها مع حقهم والغضب على أقدس شيء ... على أسرة الرب ..والتمس العذر - هنا - للأستاذ كريم في تصويره المتأزم المخنوق والمعبر عن حالة انفجار روحي عنيف فليس للرب أسرة ، لكنه أجاز لنفسه هذا القول وهو محق مجازا لأن :
جيوش الظلام تتسور محنة التاريخ ..
وأية محنة هذه واية مأساة نزفت أحشاء صبر الشاعر في سرديته التي ابكاها الما على بغداد و دمشق وكل المدن المستباحة .
لقد كثف اديبنا بصوره الجميلة رغم قتامة الموقف والم الوصف وضخها بكل قساوة وقوة وبشكل يجعل من يقرأه يقف مبهورا أمام لوحة الدم النازف ،إنها فعلا اللعبة التي مارستها الخفافيش مع زوجها وليس صديقها الأخطبوط في نكاح لا شرعي لتنسل ليس مسخا واحدا ، بل مسوخا شتى كلها مصبوغة بلون الحقد :
يتناسلون اسراب خفافيش . .
تلعق ثقب الحلم . .
ويسترسل كريم عبد الله يسحبنا رويدا رويدا لمشاهدة العرض المفجع وبصمت :
اخطبوط يتدلى..
من القاع ينبعث..
على صدر نجمة . .يجثو
في الحقيقة ليس وحده الأخطبوط من افترس النجمة وهتك حرمتها بل كل خفافيش الدنيا استلت خناجرها واطفأت بها أجمل النجوم. .
في كلمات الشاعر وصف لا متناهي يأخذ القاريء يمينا وشمالا بين الألم وشبق الخفافيش الفاحش ومع الخيال كي تبقى الصورة عالقة متأثرة بالفعل الجنوني وبين المدن ، الليل ، الشمس ، الفراغات ، الخاصرة المبقورة وكأنه أراد القول : البنت الموؤدة قبل اغتصاب روحها الحالمة .
صور شتى نصبها الشاعر Kareem Abdullah لقارئه وللمتلقي عموما من خلال رسائل تحملها دجلة والفرات للطيبين أبناء هذه الأرض الكريمة لتلعن كل مسخ دنسها ، كل لحية قذرة توسدت عليها كي لا يسرق الضفصاف قبل أن يثمر . .
إبداع جديد مع ابداعات شاعرنا يسمو للعلياء مادام مع أرضه يعتصره المها ويسقيه حنينها ..
بوركت يامن لا تريد الحياة لخفافيش البؤس والرذيلة ، يامن تسعى لتنتصر للخير والفضيلة ..

النصّ
خفافيشٌ ... تباركُ أخطبوط
عادَ التتار راياتكَ يحملون منْ صحراءِ الهوس
يكسّرونَ وجهَ محمدٍ يدلقونَ النارَ على أسرّةِ الرب
:
جيوشُ الظلامِ تتسوّرُ محنةَ التاريخ ...
يبصقُ معتوهٌ يخمشُ النهارَ يتغنى بالخراب
:
حينَ تركضُ بغدادَ خلفَ دمشق ــــ ريحٌ فاقعةٌ تمطرُ الرصاص
:
خرجوا منْ امواجِ الليلِ يتناسلون أسرابُ خفافيش تلعقُ ثقبَ الحلم ...
:
نزفٌ مشتركٌ هذا الفرات يحملُ مراكباً غارقةً بالشظايا
أخطبوطٌ يتدلّى منَ القاعِ ينبعثُ على صدرِ نجمةٍ يجثو
:
نحوَ قاسيون وبغداد يذرُ الرمادَ في الحناجر ...
يتأرجحُ على أسطورةٍ واضغاثُ الكراسي
:
هل ينامُ الفرات ويحملُ جثثَ الطّلع .. ؟
:
يتحسسُ الفخذين يُسدلُ أسمالهُ على الوجهِ يبقرُ الخاصرة معفّرةً بالغبار
يلغي الفراغات يكدّسُ ارديةَ الليل يعلّقُ صمتَ المدن
:
في الشمسِ تتّسعُ شقوق تدفنُ كمنجاتِ النجوم
:
هذا الضجيجُ منَ الدخانِ ـــ يربكُ مسلاّت الصحو
:
يتدحرجُ على ناصيةِ الغاباتِ ـــ عودُ ثقابٍ يدخلُ دائرةً مفرغة
يشحذُ سيفَ الخرابِ ـــ تضطربُ الرقاب حينَ ترسمُ الطريق
:
كلّما يوغلُ يسرقُ ثمارَ الصفّصاف
عقيمٌ بلا تاريخ ولادات ـــ يجهضُ وجه الأرض
منْ هناااااااااااااااك يفترشُ اللحى يغزلُ غربالاً
علّهُ هناااااااااااااااااااااااا يعلّقُ شتاتَ خيباتهِ
ويعلنُ ولادة مسخٍ يدنّسُ دجلة ..
بقلم / كريم عبدالله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي