الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمرلت السياسية

جواد البياتي

2017 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


المؤتمرات السياسية
ليس من السهل اقامة المؤتمرات بشكلها العام والسياسية بشكلها الخاص ، فهي نشاطات تحتاج الى فعاليات وجهود واموال وخبراء في تنظيم تلك المؤتمرات ، بل وتشرف عليها شركات تختص بتنظيم المؤتمرات والمهرجانات الرياضية والفنية الكبيرة ، وهذه المهرجانات تتطلب الكثير من من الجهود والوقت والنفقات ، واذا كان هناك متسع من الوقت وتتوفر من الجهود الشابة التي يمكن ان تتحمل التعب والعناء لأنجاز ما يوازي الهدف المنشود ، فإن النفقات المصروفة على اقامتها لا يمكن ان يتخيلها عقل الناس البسطاء ، فالتحضير لها يبدأ من المناديل الورقية ولا ينتهي بالطائرات والحجز الفندقي والحفلات والجولات السياحية .
بعد ان وجد الشركاء في العملية السياسية فشل مؤتمراتهم الخارجية وما كان يتخللها من خطب نارية وتصريحات بعضها متوتر والاخر متوازن وبكل الاتجاهات وتحت رعاية تلك الاماكن ، ان لم ينضم اليها ممثلون عن دول اخرى ، فضلا عن الانتقاد الواضح والمستمر لهذه المؤتمرات الخارجة عن ( الحدود ) ، فقد تحرك الشركاء على الاتفاق نحو عقد مؤتمر الداخل الذي تقرر ان يكون في بغداد اواسط تموز الحالي .
ومنذ الاعلان عن عقد هذا المؤتمر ارتفعت الاصوات بين مؤيد ومعارض ، فالمؤيد ، من كان ينتقد اقامتها خارج العراق لعدم جدواها في امكانية تنفيذ قراراتها داخل العراق ، بسبب الشبهات التي تشوبها بل ويشم من خلالها رائحة التدخل الخارجي في وضع التوصيات ، ومن هنا فهي تولد ميتة لولادتها في بيئة مشبوهة . ويبدو ان عقلية المعارضة اقتنعت بضرورة الانحسار نحو الداخل في اقامة هذه المؤتمرات لسحب البساط من تحت اقدام المنتقدين الذين طالما اتهموهم بالتعاون والتبعية للسياسات العدائية لتلك الدول ، فعقدوا العزم على مؤتمر موسع يعقد في الداخل تحضره كل الاطراف ، خاصة وان الحكومة لم تمانع على ذلك ولكن المشكلة الرئيسية هي في حضور بعض الشخصيات المطلوبة للقضاء العراقي ، والتي لا تستطيع الحكومة التدخل في حلها كما اعلن ذلك السيد رئيس الوزراء بعدم التدخل في اختصاصات السلطات الاخرى انسجاما مع مبدأ الفصل بين السلطات ، وما اوضحها حين التقى رئيس مجلس النواب العضو في الحزب الاسلامي والمتعاطف مع اصلاح العملية السياسية وغض الطرف عن الهفوات التي وضعتهم في موضع الشبهات .
الى هنا والكلام سليم في حال تثبيت حسن النوايا ، لكن من غير السليم ان يكون المؤتمر طائفيا يمثل مكونا بعينه بدعوى البحث عن مصالحه وصناعة مرجعية له ، وهذا يعني تخندقا واضحا ليس له علاقة بالعبور بالوطن الى ضفة السلم المجتمعي على اساس الانتماء لللارض وليس على اساس الاتكاء على المكون ن ، خاصة وان الوطن سيتوجه ما بعد داعش الى مرحلة خطيرة وصعبة تتطلب تظافر الجهود للملمة الشمل ونسيان مرحلة القلق التي ولدها وجود هذا التنظيم الارهابي بسبب الخوف او المجاملة او المصلحة المادية البحتة ، خاصة وان قيادات معروفة في مؤتمر بغداد المزمع عقده في بغداد والذي سمي ( مؤتمر القوى السنية ) قد حدد الصفة الاستفزازية للمؤتمر وكإنما يدعو الى مرحلة اعادة تنظيم فكرية وعسكرية في مواجهة الكيانات والقوى الاخرى ، بدل ان يرفع صوته ويمد يده على اساس وطني حقيقي يؤمن بوحدة ارض وشعب العراق .
ان تزامن انعقاد هذا المؤتمر في هذا الظرف بالذات ، خاصة بعد التغييرات في مواقف الدول الداعمة للتكتل الطائفي والحاضنة والممولة له يعني انه ، محاولة استثمار النصر العراقي الثمين على قوى الظلام للحصول على بعض ثماره ، خاصة وان هناك بعض الاصوات الصدئة النشاز التى انطلقت على لسان بعض المخلوقات ن فمنهم من ادعى ( لولا قوات فلان ما تحررت الموصل ولما كان هناك قادة طالتهم شهرة الحرب ) وهناك من يقول قوات فلان ساهمت في عمليات التحرير ، اما الناطق بلسان مجلس قضاء الحويجة يحاول زرع الخوف والتحذير من الهجوم على الحويجة من طرف خفي عندما كشف عن دخول اكثر من 1000 مقاتل من الدواعش الى القضاء مع اسلحتهم بسيارات كثيرة في الايام الاخيرة جاءوا هربا من ايمن الموصل ، وهذا التصريح مثير للجدل والشك ايضا ، فكيف خرجوا من الموصل وهي محاصرة 360 درجة واي الطرق سلكوا حتى وصلوا كركوك وكيف لهذا العدد والسيارات ان يمروا من خلال الاف السيطرات ومعسكرات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي ، ربما هي احدى حكايات الخيال العلمي وسواها من الحكايات المضحكة التي يراد بها تمرير تعزيز الثقة بنفوس الدواعش في القضاء . ورغم كل تصريحات الترويج لهذا المؤتمر من قبل القيادات التي تساهم فيه لكنها لم تستطع التستر على الاهداف الحقيقية للمؤتمر وهي قطف ثمار النصر المؤزر الذي صنعته قواتنا المسلحة والحشد الشعبي ، والحصول على مغانم سياسية ربما كانوا بإنتظارها لو كتب للدواعش بناء دولة خرافتهم المسخ ، انهم يحاولون الان بكل الطرق التأثير على القضاء لغض الطرف عمن صدرت بحقهم الاحكام الغيابية او صدور اوامر القبض ، لتستكمل اللعبة من اجل ان يصح المثل القائل ( خربها وجلس على تلتها ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطائرات من دون طيار الفاعل الرئيسي الجديد في الحروب


.. سيول جارفة ضرب ولاية قريات في سلطنة عُمان




.. دمار مربع سكني بمخيم المغازي جراء القصف على غزة


.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: سنرد على إيران وقاعدة نيفاتيم




.. بايدن ينشغل بساعته الذكية أثناء حديث السوداني عن العلاقة بين