الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفض الاستفتاء و الاستقلال تركيا و دوليا، معادات للشيعة و ايران قبل أقليم كوردستان

هشام عقراوي

2017 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ليست مصادفة أن تعلن أطراف كثيرة عالمية و محلية رفضها للاستفتاء و استقلال أقليم كوردستان، و في هذا أتحد المتضادون جميعا. فمن أمريكا الى روسيا و من تركيا الى أيران و قس على ذلك الاخرون الكل لا يؤيدون الاستفتاء الكوردي في الاقليم. ولابد للشعب الكوردي و القوى السياسية الكوردية التساؤل و التفكير لايجاد الأسباب.
فهل هذه الدول جميعا تعادي الكورد و أنشاء دولتهم المستقلة؟ و الجواب حسب راي الشخصي لا أبدا فالكثير من الدول لا تعادي أنشاء دولة كوردستان و الكثير منها أيضا ترى في الاستفتاء خطوة معاصرة و حضاريه لتقرير المصير و لكن مع هذا فأن الدول التي تعترف بحقوق الانسان و الدول التي تقتل الانسان كلها ترفض أجراء الاستفتاء في أقليم كوردستان على الأقل في الوقت الحالي.
برأيي الشخص معادات دول كأمريكا و المانيا و بريطانيا و حتى روسيا للاستفتاء في الإقليم لا يأتي أبدا من معاداتهم للكورد و لا لعملية الاستفتاء بحد ذاتها بقدر ما تتعلق المسألة بالتوقيت و الظروف الجيوسياسية في المنطقة.
في أحدى المحاضرات التي حضرتها في السويد و التي هي دولة ديمقراطية و تعترف بحقوق الشعوب الى درجة كبيرة، تم التطرق الى حقوق الشعب الكوردي. و ركز المحاظر الذي كان تابعا لحزب سويدي ممثل في البرلمان السويدي تطرق الى أهمية دور الكورد في العراق و ضرورة أن يلعب الكورد دورا كبيرا في بغداد. في تلك المحاضرة التي كانت بعد سقوط صدام مباشرة و رافقت حركة الاستفتاء في أقليم كوردستان قبل سنة 2005 قمت بتوجية سؤال الى المحاضر السويدي و قلت له لماذا تريد فرض بقاء الكورد في بغداد و لماذا لا تقول بأن الظرف مناسب الان لاعلان أستقلال كوردستان و الانفصال عن العراق؟ ألا تعترف بحق الكورد في أقامة دولتهم المستقلة؟
رد السياسي السويدي على هذا السؤال ينتطبق كثيرا على ما يحصل اليوم و الموقف الذي أتخذته الكثير من الدول من مسألة أستفتاء الإقليم على الاستقلال. حيث قال: بأن أنفصال الكورد من العراق سيؤجج الخلافات بين السنة و الشيعة العرب و يختل التوازن القومي و الديني في العراق و الكورد هم الذين سيعملون على أنجاح العملية الديمقراطية في العراق. عندها قمت بتوجية سؤال اخر الية حول رغبته في جعل الكورد كبش فداء من أجل الديمقراطية في العراق.
عودة الى الموضوع. بأعتقادي الدول الاوربية و أمريكا و تركيا يتخوفون من الانفصال الكوردي و تبعاته على العراق. حيث ستنشأ دولة ذات أغلبية شيعية مطلقة موالية لإيران. و حتى لو أستقل العرب السنة من العراق فأن النتيجة ستكون أسؤا بالنسبة لهذه الدول حيث سيتحول وسط و جنوب العراق الى دولة شيعية بحتة الى جانب أيران.
لذا فأن رأي الدول العالمية مرتبط بمصير أيران و الصراع الدائر بين الشيعة و السنة في العراق و المنطقة و لا علاقة له برأيهم في القضية الكوردية.
تركيا التي تتمتع بعلاقات جيدة مع البارزاني تقف موقف العداء من الاستفتاء على الرغم من أن البارزاني حليفها هو الذي يقود هذه العملية و لكنها ليس فقط بسبب عداءها للدولة الكوردية أينما كانت بل بسبب مخاوفها من تعاضم الدور الشيعي ايضا في العراق و المنطقة ترفض الاستفتاء.
أمريكا التي هي حليفة للكورد حسب الكثير من المصادر هي الأخرى تقول أن الوقت غير مناسب و لا تقول أنها ضد استقلال أقليم كوردستان.
هناك توازنات و مصالح أكبر من أقليم كوردستان في المنطقة و كان على الكورد دراسة معادلات المنطقة الدولية و المحلية قبل أعلان هذه الخطوة لأن عدم تنفيذ نتائج الاستفتاء و بقاءه حبرا على ورق سيكون لهه أثار وخيمة على مشاعر الشعب الكوردي و سيقوي شوكة محتلي كوردستان ضد الكورد.
بقاء الكورد حاليا مع العراق يضمن لامريكا و الدول الاوربية و تركيا دورا أيرانيا أضعف في العراق و يقوي نجاح السياسة الامريكية الاوربية ضد الدولة الإسلامية في أيران.
كان من الطبيعي أن يكون أنفصال الكورد لصالح أيران و لكن المعادلة هي ليست بهذه السهولة. فرفض أيران القوى لعملية الاستفتاء ناجم من معرفة أيران لمخاطر فصل الكورد من العراق و مخاطر أنتهاء التعاون الأمريكي الأوربي مع شيعة العراق و سد هذا الباب المهم من أيران. كما أن أيران تدرك أن أنفصال الكورد من العراق سيجعل منها أي من إقليم كوردستان نقطة عداء لإيران دوليا و ستتحول الى نقطة أنطلاق لتحرير شرق كوردستان.
كيف سيمكن تجاوز هذه المعضلة و الحصول على التأييد الدولي و لا نقول المحلي؟ هذا سيكون موضوح حديث في الأيام القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا