الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكم العسكر وإعدام العقل والرأي الآخر - على جدار الثورة .رقم - 157

جريس الهامس

2017 / 7 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


حكم العسكروإعدام العقل والرأي الأخر- على جدار الثورة . رقم -157
لقد سقطت كل شعارات الحزب القائد القومجية ورسالته الخالدة المزعومة في النهايةتحت جزمة ديكتاتور أرعن في حكم الإستبدادواللصوصية والعمالة لأعداء الوطن والشعب ...و هكذا تمّ تحويل الوطن كله إلى رهينةلشبه الإنسان ذو البعد الواحد ....كما نرى أمامنا الآن على الأرض السورية الذبيحة يرتكب الحيوان جرائمه أمام العالم الأصم الأبكم الحريص على بقائه إرضاء لسيدته إسرائيل ..ولا يسعني إلا العودة للمناضل العالمي " فرانز فانون " في كتابه الشهير : ( معذبو الأرض )بقوله :
( في الدولة القومية الديكتاتورية المتبرجزة سادت ثقافة الصمت طويلاً. كنتيجة حتمية لثقافة الصراخ والشعارات المخادعة التي نشأت في الظلال الوقائية للدولة القومية المتبرجزة ,,التي تحول الحزب القائد فيها إلى مصلحة مخابرات .... وأصبح كل هم قادتها الصراخ في وجه الجماهيربضرورة الإنضباط في الصف ...)
كما قال وكأنه يصف الواقع في النظام الشمولي القمعي والطائفي السوري تماماً ..تحت ظل نظام المافيا الأسدية والدكاكين الحزبية المشخصنة التي خدمت بقاءه ومدّت بعمره رغم إدعائها معارضته :
( إن قادة الأحزاب يتصرفون مع الناس بأخلاقية جندي برتبة عريف مهمته : الصراخ في وجه الجماهيربالتهديد والوعيد )
وهذا ماقاله المناضل هربرت ماركيوز في كتابه ( الإنسان ذو البعد الواحد) :
يحمل القمع شعارين :
- أدخل في النظام والحزب الحاكم تعش هانئاً-- بدون تعب -
- أنت صامت خاضع خانع ..أنت موجود ..
........نتابع مسير الطغاة بعد إنقلاب الثامن من اّذار 63 : في الخامس عشر منه صدر قرار تشكيل ( الحرس القومي ) تيمنا ببعث العراق لإرهاب الشعب ...
وفي نيسان إنضم قسم من البعثيين للتيار الناصري على رأسهم ( فائز إسماعيل )تحت إسم ( الوحدويون الإشتراكيون ) رغم بقائه تحت عباءة البعث ونظامه الإستبدادي ..الذي كان ينتظر الفرصة المناسبة للإنفراد بالسلطة . رغم توقيعه مع مصر عبد الناصر - وعراق حسن البكر - بحضور عفلق ميثاق الإتحاد الثلاثي في مصر في 17 نيسان 63 - الذي بقي حبراً على ورق ..لأن كل طرف كان يضمر الحقد للطرف الآخر وكلُ واحد يطمح الإنفراد بالسلطة وتصفية شريكه ....
فبعد الغدر بقائد إنقلاب الثامن من اّذار الكارثي( زياد الحريري ) ونفيه إلى فرانسا , أدرك الناصريون ما ينتظرهم من البعثيين, ومن اللجنة العسكريةالبعثية التي بقيت سرية خلف الستار ....نظّم الناصريون إنقلاباً عسكرياًلإغتصاب السلطة في دمشق وليتغدوا بالبعث قبل أن يتعشّى بهم كما يقول المثل :
كانت مغامرة محبوكة جيداً لكنها ملغومة من البعثيين ..لذلك خاب فألهم لأن بينهم لغمان كبيران كانا يعملان لمصلحة البعث أبرزهم الملازم أول ( محمد نبهان ) المقرّب من صلاح جديد وغيره..
كانت المحاولة بقيادة اللواء " هشام شبيب" قائد سلاح الإشارة في الجيش ولواء المغاوير بقيادة الملازم ": بحري كلَش "وبقيادة اللواء محمد الجراح ووالعقيد رائف المعرّي -- والعقيد جاسم علوان -- ومعهم الفريق لؤي أتاسي -- و صديقنا العزيز المقدم هيثم الأيوبي الذي كان يومها من القوميين العرب -- الذي حدثنا بالتفصيل عن هذه المحاولة الفاشلة وما جرى فيها حرفياً ,,في باريس عام 2012 قال :
ذهبت لأستلم قيادة اللواء المدرع المكلف بحماية الأركان العامة ..بعد تأمينطواقم فنية لقيادة الدبابات في حال فرار طواقمها .. ولما بلغنا الحاجز الرئيسي ..وجدنا اللواء مستنفراً, وبدأ الرمي علينا ..فعدناأدراجنا وفشلت المحاولةنتيجة الخيانة في صفوفنا ..وهذا ما حدث أمام الأركان العامة ومبنى الإذاعة والتلفزيون....سقط عشرات القتلى والجرحى من المهاجمين ,,إعتقل من وقع في قبضتهم وفر الآخرون إلى الغوطة أو إلى المناطق الجبلية خلف قاسيون...
..... شُكلت محكمة عسكرية في سجن المزة العسكري لمحاكمة المتهمين برئاسة " صلاح ضللي وعضوية - محمد رباح الطويل --وسليم حاطوم -- ومحمود حمرا ... كانت لاتختلف عن محكمة ( قراقوش ) الشهيرة في تاريخ الإستبداد الشرقي ..
كانت محاكمة المتهم أمامها لاتزيد عن عشر دقائق دون وجود محامي دفاع - بل دون ممارسة حق الدفاع ...وكانت تكفي إشارة من يد صلاح ضللي رئيس هذه المحكمة ليأخذوا المعتقل الضحية إلى خلف السجن لينفذ به حكم الإعدام رمياً بالرصاص .....
أعدم يومها أكثر من ثلاثين شاباً بهذه الطريقة الوحشية بينهم اللواء شبيب والملازم بحري كلش وغيرهم وكان بينهم شبان لآعلاقة لهم بالإنقلاب من قريب أو بعيد إعتقلوا لمرورهم في شارع بيروت فقط وأعدموا ..وكان بين المعتقلين سيدة واحدة هي السيدة ( نعمت فوق العادة )حكم عليها الضللي بالإعدام ..لكن محمد رباح الطويل رفض تنفيذ الحكم لئلا يسجل عليهم إعدام إمرأة ..المهم أنقذها من الإعدام ...
كما حدثنا الصديق الأيوبي( أبو لؤي ) عن نجاته من الإعتقال بعد فشل الإنقلاب . كان أخونا أبو لؤي في الأساس من شبان القوميين العرب الذين تحالفوا مع الناصريين حدثننا عن الحادثة وما جرى معه - ,,إستطاع الإفلات من قبضة الجلادين , وكان يتنقل بسلاحة من منزل لآخر من منازل الأهل والأصدقاء في سفح جبل قاسيون بين المهاجرين - والشيخ محيي الدين - وحي الأكراد - حدثنا قائلاً في أحد الأيام جاءه شابان من لبنان بواسطة , أحد أقاربه بسيارة لبنانية مرسلان من الحكيم ( المرحوم جورج حبش )قائد الجبهة الشعبية . وطلبا منه الذهاب معهما إلى لبنان عن طريق الفدائيين الآمن في الجبال ..وكانأحد هذين الشابين يومها وسائق السيارة هو : ( الشهيد رفيق الحريري )الذي إغتاله عام 2005 المجرم بشار الأسد وولي الفقيه ..سجلت هذه الواقعة الهامة كما سمعتهامن صاحبها في جلسة أصدقاء في باريس ..
وأختم هذه المرحلة من صراع الديكة العسكر الذين يسيل لعابهم كحصان ( بافلوف ) كلما سمعوا كلمة سلطة في جيوش الإنكشارية في العالم الثالث بلقائي في بغداد في تسعينات القرن الماضي مع السيد أمين الحافظ الذي كان رئيساً للدولة في ذلك العهد فسألته أمام عدد من الأصدقاء :
أخي أبو عبده : مادامت محاولة الإنقلاب الناصرية في 18 تموز 1963 كانت مكشوفة لكم بواسطة ( محمد نبهان ) وشخص اّخر أعلن عنه اللواء محمد الجراح جاركم ( وكان اللواء الجراح - والرئيس السابق أمين الحافظ جارين في بغداد ) ...فلماذا لم تعتقلوارؤوس الإنقلاب وتتجنبوا سفك الدماء والضحايا البريئة ..فأجابني حرفياً : هيك بدهم الأساتذة - وهذا ماحصل ..نصيب ..)
..... وبعدها إنفرد البعثيون بالسلطة وإنسحب الناصريون من وزارة البيطار..وأعلن عبد الناصر إنسحابه من الإتحاد الثلاثي .زوعاد تبادل الشتائم والإتهامات في الإعلام لسابق عهده - يتبع - 9 / 7 -- لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا