الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل كان أيوب صابرا على بلواه ؟
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
2017 / 7 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعتقد جميع المسلمين أن أيوب كان صابرا على بلواه بعد أن أنزل الشيطان به المصائب والأمراض ، وأصبح عند الناس مثالا للصبر أمام الشدائد والمصائب، وحتى لوعات الحب " صبر أيوب صبرت عليك يا محبوب " لكن ما لا يعرفه معظم المسلمين أن الشيطان لم يمس أيوب وينزل به المصائب إلا بموافقة إلهية من الرب ( يهوه ) في محاولة لاختبار إيمانه ، فحين أراد الرب يهوه الإطمئنان على الرجل الصالح أيوب لم يجد غير الشيطان الذي كان يتجول في الأرض ليسأله عنه ، فأجابه بأن المسألة ليست مجانية عند أيوب ، فهي تتعلق بالثراء الذي أغدقه الرب عليه ، وإذا ما تم نزع هذا الثراء فإنّه سيجدف على الرب في وجهه :
ولكن ابسط يدك الآن ومس كل ما له فانه في وجھك يجدف عليك . أيوب 1/ 11
وهكذا يطلق يهوه يد الشيطان ليفعل بثروات أيوب ما يشاء . مشترطا على الشيطان أن لا يمس جسده.
يبدد الشيطان قطعان أيوب ومواشيه ويقتل أولاده السبعة وبناته الثلاث . ورغم ذلك يصبر أيوب ويقول مقولته الشهيرة " عريانا خرجت من بطن أمي، وعريانا أعود إلى ھناك. الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركا" أيوب 1/21
وبدلا من أن يكتفي الرب بهذا الموقف النبيل من أيوب ، والمعبر عن إيمان عظيم . نراه يطلق يد الشيطان ثانية وفي جسد أيوب هذه المرة ، دون أن يميته .
يقوم الشيطان بضرب أيوب بأكثر من فالج ليغدو طريح الفراش والدود ينهش جسمه، وقد هجره الجميع ما عدا المدافعين عن الرب أمام غضب أيوب العارم ، فلم يعد الرجل قادرا على الصبر . وهنا تبدأ أعظم وأرفع وأقدم ملحمة أدبية سطرها البشرعن الألم الإنساني في مواجهة الظلم الإلهي. تقع في 42 سفرا ( فصلا ) تزخر بأبلغ ما قيل في الأدب عن الألم الإنساني والتعبير عن الغضب في مواجهة الإله .
من الجدير بالذكر أن أيوب حسب التوراة اليهودية مجرد رجل صالح وليس نبيا أو ملكا . بينما في النص القرآني يقدم كنبي في آيات قليلة جدا لا تتطرق بأي تفصيل لمأساته :
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) الأنبياء / 83
والأمر نفسه ينطبق على جميع ملوك وشيوخ بني اسرائيل الذين تحولوا إلى أنبياء في القرآن ، كما تحول الرب يهوه الذي نادرا ما يعرف الرحمة والشفقة إلى الله أرحم الراحمين ، في محاولة من الإسلام كما يبدو لتقديم صورة مغايرة للإله .
ولقد قمت بمقارنة بين سفر أيوب وفاوست غوته لأبين مدى التطور في العقل البشري (الأدبي) في فهم
الألوهة.
أرفق رابط كتبي في موقع كتابات جديدة للنشر الالكتروني ومن ضمنها ( أيوب التوراتي وفاوست جوته ) لمن يريد أن يحمله ويقرأه .
دار كتابات جديدة للنشر الإلكتروني
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو
.. غانتس يجدد رفضه الإبقاء على التشريع الذي يعفي اليهود -الحريد