الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سارقة شينوار

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 7 / 10
الصحافة والاعلام


سارقة شينوار
من القصص الطّريفة التي مرّت معي:
كنت أعمل في موقع نور الشّرق في الإمارات، وأحرص أن أضيف له بعض الأسماء من سورية، وقد أضفت مواداً للكثيرين منهم الشاعر اسحق قومي والياس قومي، وبعض الكتابات السورية المبتدئة، وفي يوم من الأيام قرأت قصّة لأحدهم بالعربيّة. لم تكن العربية الفصحى فيها جيدة، لكنّني رأيت أنّ عند الكاتب معاناة، ما، وأنه سوري، ومن القامشلي، وباعتبار أنّني أنتمي للقامشلي بالتجنيس رأيت عليّ أن أضع قصته على الموقع، القصة مكتوبة باسم رجل، ولا مجال لسرقتها، لأنّه كتب اسم أولاده بصراحه. أرسلت المادة إلى المحرّر بالبريد الالكتروني، وقلت له أن ينشرها باسم شينوار. لم يدقّق المحرّر، فكل نصّ أو قصة ينشرها باسمي إن لم أرسل له الرّابط، مع أنّني أرسلت الرّابط. أنزل الموضوع باسمي عن طريق الخطأ.
بعد أقل من ساعة رأيت المحرّر يأتي إليّ وهو يلهث. قال: انظري! يقولون أن القصّة ليست لك، وقد سرقتيها.
قلت له هي فعلاً ليست لي، ولم أسرقها، لو تعود إلى بريد الموقع سوف تعرف أنّني كتبت لك الاسم. إنها خطأك .
وبينما نتحدث وردة رسالة من صاحب الموقع الذي نشرت فيه القصة أيضاً تطالبنا بالتوضيح. كانت رسالة راقية.
قال صديقي: لو علم صاحب العمل لطردني.
قلت له لا عليك!
كتبت بالخط الأحمر على القصّة " نعتذر من الكاتب الكبير شينوار". قلت له اتركها لمدة ساعة واحذفها قبل أن يقرأها أحد من جماعة صاحب العمل.
الموضوع لم ينته.
كان يرسل لي صديقي روابط تتحدّث عن سارقة شينوار.
أضحك . أقول لا بأس يا صديقي. بعض الناس تقرأ فقط ما تريد.
كان يمكن أن يراسلنا شينوار نفسه، ونقول له الملابسات، لكنه لم يفعل.
قال لي صديقي: أشعر بالذّنب تجاهك. تقبلت أن تسرقي شينوار على أن أتضرّر.كم أنت متفهمّة! لو كان غيرك كنت اليوم في خبر كان.
قلت له: يا صديقي ! يوجد طرق نتعاطف معاً من خلالها، ومهما كان صاحب العمل متشدّداً. علينا أن نفهم الدّافع، ونتعامل مع الموضوع بواقعيّة. نحن اعتذرنا، وأرسلنا لصاحب الموقع، وكلام الناس" لا يقدم ولا يأخر"
كسبت من تلك السّرقة صديقاً، ولست نادمة عليها.
لا أعرف لماذا أكتب عنها بعد عدة سنوات. ربما لأنّ المتسرعين في الأحكام على الفيسبوك يتصيدون أيّ خطأ من أجل الهجوم، وهكذا كان حالي مع محبّي الكاتب" الكبير" شينوار، ومع أن صديقي لم يكن موافقاً على كتابة اسم الكبير، لكنّني مازحته: علينا أن نتواضع.
أقرّ وأعترف أنّني قد سرقت شينوار، وكتبت له تعليقاً فيما بعد على مادّة نشرها في ألف تودي وضحت له الأمر، لكنه تجاهل التعليق، يبدو أنّه أحبّ أن يبقى مسروقاً.
كنت سعيدة على كلّ حال كيف حميت صديقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس