الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شروط الوظيفة وممارسة السياسة في السعيدة

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2017 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


مستقبلك في البلاد يتوقف على وجود أحد أبناء منطقتك أو قبيلتك في منصب رسمي , حينها فقط يمكن أن يكون لوجودك و لشهاداتك العلمية معنى وأهمية , فالقبلية والمناطقية ما زالت تطل برأسها في كل مناسبة لتمارس تأثيرها وضغطها على السياسية والوظيفة العامة في البلاد , إذ يعد وجود القبيلة أو المنطقة التي تتمتع بغالبية ديموغرافية وتمتلك السلاح والكثير من الجهلة في الشمال والجنوب ركن أساسي من أركان الحضور السياسي و باب مفتوح إلى مالا نهاية لممارسة السياسة والتأثير في مسارات الدولة وقراراتها و وظائفها العامة , ولهذا على كل مواطن في هذه البلد أن يعي أن مفهوم المنطقة و القبيلة هما العاملان الأكثر أهمية في تحديد ملامح مستقبله وليس الشهادة أو المعرفة والعلوم .
لقد اقترفت الأنظمة الحاكمة المتعاقبة على البلاد قبل وبعد وحدة 22 مايو 1990 الكثير من الأخطاء الغير مصححه , التي مازال البعض مستمرا في ممارستها و بنفس العقلية والمنهج السابق و بنفس النسخ و النسج للتحالفات القبلية والمناطقية مع الاعتماد على مبدءا المحاصصة والتوازنات القبلية والمناطقية الهشة كأداة للاستقرار , كما تخلى هؤلاء البعض عن الفرصة التاريخية للمتغيرات على ساحة البلاد لتصحيح الأخطاء في اعتماد آليات وأساليب في الإدارة السياسية تفضي إلى استقرارٍ أساسه الكفاءات والعدالة وليس القبيلة والمنطقة , ونتيجة ذلك لازالت الوظائف العليا ومراكز القرار ذات التأثير على مصير الدولة وسياستها مجرد كراسي يوزعها القوي مناطقياً وقبلياً على جماعته دون عبرة للكفاءة .
يسموه اليمن السعيد أو باختصار السعيدة وهو بلد بعيد كل البعد عن مفهوم السعادة لأن الناس فيه مثخنة بالجراح وتعيش تحت رحمة التجاذبات السياسة القبلية والمناطقية والحروب , في هذه البلد ليست خبرتك المهنية أو مؤهلاتك العلمية أو مهاراتك المعرفية من يرفع شأنك ويطور مستقبلك , إنما سياسات المحاباة المناطقية والقبلية المستمرة حتى يومنا هذا هي الثقافة السائدة والمهيمنة على النسيج الاجتماعي , والتي أدت إلى إثراء نخبة مجتمعية حصرية مترابطة بشكل قوي فيما بينها , بسبب ارتباطها بوحدة العمل الأسود في القطاعات المالية والعسكرية والتهريب ونهب المال العام وتقبل الرشاوى الضخمة , نخبة مهيمنة مناطقيا وقبلياً مهمتها إعاقة تنفيذ القوانين ومنع معاقبة المجرمين المنتمين إليها , نخبة الفساد والنهب والاستغلال من الصفات المميّزة لها , نخبة تتمتع بسلطة قائمة على احتكار القلّة وتستغل تزايد انعدام الأمن السياسي و الاقتصادي وانتشار الفقر وارتفاع معدلات البطالة بسبب الحروب القديمة والحالية , التي هي من يشعلها لتقوية حضورها ونفوذها , نخبة تمارس الضغط على الوزراء والمسئولين لتعيين وتوظيف أشخاص من القبيلة أو المنطقة في مناصب لا يستحقونها , نخبة تُدخل المنطقة أو القبيلة في حل قضايا المجتمع بدلا عن الدولة مع الأطراف الأخرى من أصحاب النفوذ ويلاحظ ذلك في النزاعات على المناصب و الأراضي و العقارات والقضايا الجنائية الجسيمة , ولهذا على من يرغب في دخول عالم الوظيفة العامة و السياسة من أبناء هذا البلد الغريب الملامح تعيس المصير , الذي يعاني من تشوهات وإختلالات جغرافيه وديموغرافية وسياسية منذ استقلاله عليه بالتالي :
- أن يكون من أصول قبلية أو مناطقية قوية ومعروفة تملك السلاح والمال قادرة على شراء القات والو لاءات .
- أن يكون مُرتهناً بمعايير القبيلة أو المنطقة وليس بمعايير الكفاءة والنزاهة .
- أن يؤمن بشكل أعمى بديمقراطية وعادلة المنطقة والقبيلة وشيخها وعلوهما على الدولة ومؤسساتها .
- أن يكون مناطقي أو قبلي ميت الضمير .
- أن يكون حاصل على شهادة حتى وان كانت ابتدائية أو جامعية شرفية فهي لزيادة الرتبة الاجتماعية وليس للعلم و المعرفة .
- أن يكون ذو قدرة عملية وتعاون مع أبناء قبيلته أو منطقته لخلق بيئة فاسدة بكل المقاييس في نطاق عمله.
- أن يكون عقبة في وجه الديمقراطية والإصلاحات السياسية والمساواة .
- أن لا يتعامل بالوازع الأخلاقي والنزاهة في مؤسسات الدولة .
- أن يسعى دائماً إلى تمزيق وتدمير قواعد المواطنة وقيم الأخلاق في المجتمع.
- إن يجيد إصدار و استخدام الفتاوى الدينية والسياسية التي تدغدغ مشاعر الناس وتسهل عمليات النصب والاحتيال وشفط ثروات البلاد وبيعها لصالح الذات والأهل والأقارب والقبيلة والمنطقة .
- أن يكون قادر على إطلاق الوعود الكاذبة وعلى التلون والغدر و القفز السياسي والحزبي السريع .
- أن يلصق صور قدوته و وسيطة ألمناطقي أو القبلي في مكتبه وسيارته ومنزله , وحتى في غرفة نومه .
- أن يكون سارق مبهرر و خط دفاع قوي على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف على اللصوص والفاسدين من أبناء منطقته وقبيلته العاملين في مؤسسات الدولة , حتى ولو بالكذب والافتراء .
- أن يعرف منافذ البلاد الأساسية لممارسة التهريب والهروب في حالات الحرب.



د / مروان هائل عبدالمولى
: " سارق مبهرر " باللهجة اليمنية الدارجة ويقصد بها لص وقح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة