الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناقش نتائج الانتخابات العامة والدروس المستخلصة منها / المجلس الوطني للشيوعي الفرنسي: مراجعة شاملة ومؤتمر استثنائي

رشيد غويلب

2017 / 7 / 11
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


التأم المجلس الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي، وهو اعلى هيئة حزبية بين مؤتمرين، يومي 23 و 24 حزيران الفائت، وناقش نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في البلاد، والدروس المستخلصة منها، والتوجهات المستقبلية التي يتوجب على الحزب وقوى اليسار الفرنسي اعتمادها. واعتُبر اجتماع المجلس بداية انطلاق مناقشات واسعة داخل الحزب، تتوج بعقد مؤتمر استثنائي له في السنة المقبلة .
وفي المداخلة السياسية الرئيسة امام الاجتماع، شدد السكرتير الوطني للحزب بيير لوران على ضرورة مراجعة واعادة التفكير في كل شيء: في الوضع السياسي الجديد الذي نشأ في فرنسا على اساس النتائج التي افرزتها الانتخابات، التحولات في المعسكر البرجوازي، صعود "الليبراليين" بقيادة ماكرون وخططهم المستقبلية وامكانيات مقاومتها، قضية اليسار واعادة تشكيل قواه من جديد، تنمية الآفاق لأكثرية فاعلة، واخيرا دور ومهام وطبيعة عمل الحزب الشيوعي.
واعتبر لوران ان نتيجة الانتخابات كانت هزيمة، على الرغم من ان الحزب الشيوعي الفرنسي زاد عدد نوابه من 8 الى 11 نائبا، وان هناك امكانية لتشكيل الحزب كتلة برلمانية مع نواب الجزر الفرنسية باسم "مجموعة اليسار الديمقراطي الجمهوري". كما ان كتلة الحزب اقترحت على كتلة "فرنسا الأبية" بزعامة جان لوك ميلينشون الدخول في تحالف او في اي كيان تنسيقي آخر.
وتناول لوران ظاهرة صعود حركات سياسية "نشأت من خارج منظومة الاحزاب السياسية" بالقول: "ان صعود حركة "فرنسا الابية" جسد البحث عن اجابات جديدة للأزمة الراهنة لليسار، لكنه يطرح سؤالا آخر حول المستقبل الممكن لمشروع قادر على تحقيق الأكثرية". وخاطب لوران الشيوعيين بالقول: "يجب علينا ادراك ظاهرة الشعبوية الجديدة، التي لم تعد حكرا على "الجبهة القومية" (اليمين المتطرف)، بل ان ماكرون بنى حركته على اساسها، وحتى حركة "فرنسا الأبية" بزعامة ميلينشون توظف "شعبوية يسارية". وفي النهاية يتوجب فهم المتغيرات السياسية وأشكال المشاركة، خاصة في أوساط الشباب والطبقات الاجتماعية الجديدة".
وقيّم لوران نجاح جان لوك ميلينشون في انتخابات الرئاسة باعتباره "مؤشر تطور نوعي لصالح مشروع التحول الإنساني والاجتماعي والبيئي الجديد". وعرض لتوجه ميلينشون نحو اعطاء الاولوية لتعزيز حركته، والابتعاد عن نهج العمل المشترك مع الحزب الشيوعي. وتحدث عن اعتماده "سياسة المواجهة الحادة مع المنافسين، وهذا امر طبيعي، ولكنهم عمموا هذا النهج على الشركاء ايضا، وهم يسعون نحو الاستمرار في هذا النهج". وقال انه على هذه الأرضية حققت حركة ميلينشون نتائج مهمة في الانتخابات البرلمانية، تفوق ما حققه الحزب الشيوعي، ولكنها اقل مما حققه ميلينشون في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية. وهذا يظهر ان ما حققه ميلينشون حينها كان ثمرة جهد مشترك. وقال لوران انه اذا ما ارادت حركة ميلينشون الاستمرار في نهج المنافسة مع الحزب الشيوعي، فعلى الحزب ان لا يبني استراتيجيته على اساس رد الفعل.
ورفض لوران توظيف مفردة "الشعب"، والحديث عن "نحن" و"هم" بطريقة تؤدي الى تراجع الحديث عن الاستغلال، والى اخفاء المسالة الطبقية. وبيّن ان الشيوعيين الفرنسيين يقفون بالضد من "شعبوية اليسار" و حذر من ان الشعبوية "يمكن ان تنزلق الى نظام مختلف للغاية"، وانه " ينبغي الا نلعب بهذه النار".
ودعا لوران الى اعتماد استراتيجية اخرى، بعد تأمين ظروف نجاحها، تقوم على تحقيق تقدم في جميع المناطق، وجزئيا على الصعيد العالمي، على ان يؤدي هذا دوما الى فرض حقوق وصلاحيات لأكثرية السكان العظمى. ومن الواضح ان ذلك يتطلب اشكال تنظيم جديدة وهو بالطبع مشروع جديد لتجميع القوى، يركز على قيام الشعب بعملية البناء. ويخلص لوران الى ان انهيار الحزب الاشتراكي وضع عموم اليسار الفرنسي في وضع صعب، وبالتالي فليست هناك بين قوى اليسار قوة منفردة قادرة على مواجهة ماكرون والتحديات الجديدة.
واصدر اجتماع المجلس الوطني قرارا جاء فيه ان الحزب الشيوعي "يواجه التحدي المتمثل في إعادة بناء اليسار"، وانه يدعو جميع قوى اليسار الى مناقشة عامة. ولكي يضع الحزب الشيوعي استراتيجية وممارسة للتحول المجتمعي، فان الامر" يتطلب منا ان نجعل الحزب الشيوعي في القرن الحادي والعشرين بمستوى هذا الهدف، وان نعمل في الوقت نفسه من اجل صعود بنية سياسية ذات اكثرية لعموم قوى اليسار، لتحقيق التحول المجتمعي".
وطرح الاجتماع قائمة اولية مفتوحة من الأسئلة التي يتوجب الرد عليها، منها: كيف يعود الحزب من جديد حزب الطبقات الشعبية في مواقع العمل وفي احياء المدن والارياف؟ ما هي الاستراتيجية الملموسة لتحويل المجتمع، وما طبيعة حزب المكتسبات المجتمعية من منظور ثوري؟ كيف نطور، انطلاقا من ممارساتنا الجيدة في المناطق المختلفة، ومن عمل نوابنا، وقبل ذلك من تجربتنا النضالية، استراتيجيتنا للتحول المجتمعي؟ واي تجميع للقوى نريد، مع من، وكيف؟ وما هي نماذج التنظيم الجديدة؟ واي مفهوم للقيادة الجماعية نعتمد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا