الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في أعمال عالم التاريخ أ.د. إبراهيم خليل العلاف

متي ناصر مقادسي

2017 / 7 / 11
سيرة ذاتية


قراءة في أعمال عالم التاريخ
أ.د.إبراهيم خليل العلاف

عرفته منذ اواسط تسعينات القرن الماضي متنوع المعرفة وثر العطاء, هو إبن الموصل البار ولد في "أُم الربيعين" يوم 25 من كانون الأول / ديسمبر سنة 1945, عشقها ولم يُغادرها للعمل في خارجها , "تخرج في قسم التاريخ بكلية التربية / جامعة بغداد بدرجة شرف وأكمل بعدئذٍ دراسة الماجستير والدكتوراه ، عنده إهتمام بأنواع المعرفة ولم يتوقف عند التاريخ فقط ولكنه " مؤرخ عراقي ، وكاتب صحفي ، وأستاذ جامعي .. متخصص بالتاريخ الحديث ، ولديه كتب وبحوث ودراسات ومقالات في الصحف والمجلات الموصلية والعراقية والعربية" كما ساهم بنشاط في ندوات ودراسات بيت الحكمة.
لم يتوقف عند الإهتمام بالنشاط الثقافي في العراق والوطن العربي ولكن " أسهم في تأسيس مركز الدراسات التركية ( الأقليمية حالياً ) بجامعة الموصل سنة 1985، وتولى إدارته مرتين ، المرة الأولى بين سنتي 1986 و1988 ، والمرة الثانية بين سنتي 1995 و 2003 " كما نظّم المركز وأسس فيه مكتبة وأرشيفاً ، فضلاً عن تطوير امكانات المركز العلمية ، وتوسيع اهتماماته البحثية لكي تشمل العراق وجيرانه ، وبعضاً من دول الشرق الأوسط ، فضلاً عن جمهوريات القفقاس وآسيا الوسطى ( الاسلامية) المنسلخة عن الاتحاد السوفيتي السابق.
الأستاذ العلاف موسوعي المعرفة ومتنوعها إشترك في هيئة تحرير موسوعة الموصل الحضارية التي صدرت سنة 1992 بخمسة مجلدات من القطع الكبير ، وقد أشرف على الجزئين الرابع والخامس الخاصين بموضوعات التاريخ الحديث والمعاصر . كما كتب فيهما ( 7 ) بحوث دارت حول أوضاع الموصل السياسية والفكرية والاجتماعية المعاصرة . كما كان عضواً في هيئة تحرير مجلة
( الجامعة ) التي تصدرها جامعة الموصل، ورئيساً لتحرير العديد من المجلات الأكاديمية ومنها ، مجلة ( أوراق تركية معاصرة ) .. وشغل منصب عضوية مجلات جامعية موصلية أخرى منها مجلة ( أوراق موصلية ) التي يصدرها مركز دراسات الموصل ، ومجلة ( آداب الرافدين )
التي تصدرها كلية الآداب ، ومجلة ( التربية والعلم ) التي تصدرها كلية التربية .
لكن العلاف ليس فقط موسوعي المعرفة, فقد عرفته ذو عقلية عالية الحكمة في تحليله للوضع السياسي الراهن في وطننا العزيز من خلال تعليقاته اليومية في الفيسبوك وتطلعاته النبيلة إلى حد المثالية..وخاصةً وهو أبن الموصل ويرى نفوسها يُقتلون ويُشردون ودورها تتهدم..لم يُعلق بعاطفة ولكن بعقلانية واقعية.. فإشتدت محبتي له فهو قريب مني وفي القلب.
والعلاف عضواً فعالاً في لجان جامعية عديدة منها "لجنة الدراسات العليا ، ولجنة الترقيات العلمية ، ولجنة التأليف والترجمة ، ولجنة اختيار التدريسيين للعمل في الجامعة ولكونه محبوباً بين أساتذة الجامعة أختير بين سنتي 1995 و 1997 عضواً في مجلس جامعة الموصل ممثلاً لهم ، وقد أسهم في تطوير الجامعة علمياً وادارياً .."
وتقديراً لأعماله المتميزة, "مُنِح وسام المؤرخ العربي في 1986 كما حصل على امتياز رعاية الملاكات العلمية للسنتين الدراسيتين 1999 ـ 2000 و 2001 ـ 2002 ، وحصل على أكثر من جائزة تكريمية ، وشهادة تقديرية من جهات عديدة لجهوده في النشر العلمي وخدمة الوطن في مجـال التاريخ . وقد شارك في نـدوات ومؤتمرات علمية داخـل العراق وخارجه ،كما حرر في موسوعات عديدة منها الموسوعة الصحفية العربية ، وموسوعة التربية الاسلامية ، التي يصدرها المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية التابع لمؤسسة آل البيت ، المملكة الأردنية الهاشمية ."
"وشغل عضوية اللجنة الاستشارية لبيت الحكمة في نينوى ، وعضوية اللجنة الاستشارية للثقافة والفنون في الموصل ، وأصبح رئيساً لجمعية المؤرخين والآثاريين العراقيين ـ فرع نينوى ، لسنوات ، فضلاً عن عضويته في اتحاد المؤرخين العرب ، ونقابة المعلمين ، واتحاد الأدباء والكتاب في العراق ."
.. ويرى الأستاذ العلاف أن يُكتب التاريخ بمعزل عن السلطة وأيديولوجيتها , بحيادية وعلمية وأن تكون رسالة المؤرخ : أن يهدف إلى اظهار الحقيقة حتى لو كانت على نفسه و "أن يكون شجاعاً وصادقاً وأميناً وذو مرؤة وانصاف لأن من يتعامل معهم ، قد غادروا الحياة ولم يعد بمقدورهم الدفاع عن أنفسهم ".., ويؤكد الدكتور العلاف على أن مشكلة التاريخ الحديث في العراق وغيره من الأقطار النامية هي الأيديولوجية ، "كما أن مشكلة التاريخ الإسلامي هي ارتباطه بالمقدسات الدينية التي تعيق المؤرخ في كثير من الأحيان عن أداء دوره الفاعل في عملية التدوين والتوثيق والتفسير. ومن آراءه الجديدة أن المؤرخين ينبغي أن ينأوا بأنفسهم عن الحكام وأن يناضلوا من أجل تخليص التاريخ من قيود الحكام"
نتيجة لتركم المعرفة وتوسعه فيها فقد إهتم ليس بتدريس المرحلة الأولية في الجامعة ولكن أعطى إهتمام عالٍ في التدريس وألإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه, وكان عطاءه غزيراً, فقد أشرف على قرابة 30 اطروحة ماجستير ودكتوراه.
كما ألف لوحده أو إشترك في تأليف 35 كتاباً,
وقد إهتم بالنشر العلمي ألأكاديمي وعلى المستوى الجماهيري,أيضاً, لنشر المعرفة العلمية,في الأوساط العامة, الأمر الذي نراه نادراً عند غيره من الأكاديميين, "فقد كتب بحوثاً ودراسـات أكاديمية وصل عـددها إلى قرابة ( 125 ) بحثاً ودراسةً منشورة في مجلات موصلية وعراقية وعربية . هذا فضلاً عن ( 500 ) مقالة صحفية . وقد حضر قرابة ( 100 ) نـدوة ومؤتمر علمي داخل العراق وخارجه كان آخرها ندوة العراق ودول الجـوار : رؤى متبادلة, التي نظمها مركـز الخليج للأبحاث بدبي بدولة الامارات العربية المتحدة بين 30 و 31 آذار / مارس ,2005"
وأخيراً فإن الدكتور العلاف يدعو إلى استخدام التاريخ كمادة للتفاهم بين البشر ،" وكوسيلة للتعاون على البر والتقوى وليس على الأثم والعدوان ، ومن الممكن أن يجتمع المؤرخون من أقطار عديدة ، لكي يتوصلوا إلى قواسم مشتركة عند كتابتهم للأحداث التاريخية المشتركة المثيرة للنزاعات والجدل وكما هو معروف فإن المؤرخين الأوربيين فعلوا مثل هذا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عندما اجتمعوا في باريس وأزالوا كل ما من شأنه تعميق حالات العداء والنزاع والتخاصم وأكدوا على الثوابت والأسس المشتركة التي كان من ابرز نتائجها إقامة الاتحاد الأوربي وإصدار دستور يلتزم به الجميع ".
وساهم في تحرير جريدة ( فتى العراق ) الموصلية المؤسسة منذ سنة 1934 والتي توقفت عن الصدور سنة 2009 لوفاة رئيس تحريرها الاستاذ احمد سامي الجلبي رحمه الله .
ولكون الدكتور ابراهيم خليل العلاف يحمل لقب أستاذ, وعبوره سبعة سنين بعد عمر التقاعد "فهو لا زال إلى اليوم وعند كتابة هذه السطور, استاذ التاريخ الحديث المتمرس في جامعة الموصل ورئيس إتحاد كتاب الانترنت العراقيين وله موقع فرعي في الحوار المتمدن وله عدة صفحات في الفيسبوك وله مدونة منذ 2009 بإسم (مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ) وينشر في مواقع عديدة ويلقبه محبوه بإسم (المدون العراقي الاول ) و( شيخ الفيسبوك العراقي ) وله قراء وصل عددهم الى اكثر من مليون ونصف المليون قارئ".
وفي الختام نتمنى لأُستاذنا العلاف العمر المديد والتألق الدائم مع العافية, وإستمرار العطاء المفيد للعملية التاريخية والعمل المثمر في إعادة كتابة التاريخ على أساس صحة الوقائع التاريخية وليس على أساس إنحياز سياسي أو ديني أو طائفي ...ليستتب السلام وتنتشر المحبة في ربوع وطننا العزيز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف