الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا والحوار المتمدن!

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)

2017 / 7 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أربعة عشر عامـًـا مرّت على أول موضوع لي في "الحوار المتمدن" فتجـَمَّع في موقعي الفرعي حوالي 612 مقالا تتحرك في مساحة واسعة من حرية أحسد نفسي عليها، خاصة أن المشاهدات كثيرة، وردود الأفعال في مجملها تُسعد أيَّ صاحبِ قلم.
وانتقلتْ منذ فترة ردودُ الأفعال ليصبح جناحُ الحوار المتمدن جناحين: تعليقات علىَ صُلب الموضوع و.. أخرى على الفيسبوك.
ولكن ما هو الحدّ الأقصىَ الأخلاقي للقراء في تعقيباتهم وتعليقاتهم وردودهم حتى يحتفظ موقع الحوار المتمدن بقيمته، وجذبــه لأقلام جادة، وتنوع موضوعاته، والحرية القلمية المحروم منها الناطقون بالعربية والكردية .. وغيرهم؟
ظلت الحوار المتمدن نافذة مفتوحة توفر الفرص العادلة والمتكافئة لكل صور الإنتاج الفكري والسياسي والثقافي والديني والعلماني، فاستقطبت مئات الأقلام التي تصادمت وتشابكت وتحاورت في سباق سبقته لغة رصينة، وأخطاء إملائية قليلة، فأضحت واحة يبدو عنوانها ماركسيا وعلمانيا وفكريا، فإذا وضعت قدميك فيها عثرت على كنوز من الأدب والعلم والنضال وحقوق المرأة والعمال والشعوب.
ثم تراخت القبضة لأهم صحيفة نـِـتـّــية فسمحتْ بالأخطاء، ولم تحجب اللغة السقيمة، ورحبت بالمصارعين على أسس طائفية ودينية ومذهبية وعرقية فجاءها من كل فج عميق من لا يتنفسون إلا في حلبة ملاكمة تعترف فقط بالضرب تحت الحزام.
ومع ذلك فقد ظلت الحوار المتمدن بمن فيها من كبار المفكرين والشعراء والأدباء والمحللين السياسيين هي الأقرب إلـيّ، ولا يمر يوم بغير قطف مقال أو موضوع أو تحليل يرفع من شأن عالم الفكر.
ثم جاء الفيسبوك متوافقا ومتزامنا مع مقالات وموضوعات الحوار المتمدن، وكلنا نعرف أن الفيسبوك ليس فيه مصفاة تمنع اللغة الشوارعية، وليس فيه قيم أخلاقية ترفض الشتائم والسباب والقبحيات حتى أن كثيرًا من الردود تشي بأنها خرجت من غرزة مخدرات.
استقطب هذا الموقع الالكتروني الأول والأفضل والأرقى رهطـًـا من المهووسين بمقارنة الأديان، والذين لا ينامون قبل سبّ ولعن وشتم الإسلام إنطلاقا من تراث متخلف يحاربه المسلمون المعتدلون والمستنيرون.
حضروا ومعهم جبال من الكراهية بدلا من توزيعها على الأيديولوجيات والمذاهب والأديان المختلفة، جعلوا قضيتهم محصورة في الإسلام والمسلمين؛ فقدوا روح العدل وأقاموا تماثيل للبغضاء تساندها جماعات مهاجرة من الشرق الأوسط وعلى رأسها وفاء سلطان والقمص زكريا بطرس ومجدي خليل ورشيد وحمدان وموريس صادق، فضلا عن مئات من القراء الذين ارتموا في أحضان تراث دين آخر بحجة تنقيحه وتنقيته وتنظيفه دون أن ينتبه أحدهم إلى قول المسيح، عليه السلام" لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟".
آخر موضوع لي في الحوار المتمدن ( مسيحيون ضد الإسلام، أقباط مع الإسلام ) كان في الواقع رسالة محبة من مسلم قضى أكثر من ثلاثين عاما يحمل هموم شركاء وطنه الأم، وكنت صريحا فيه، فمن أراد أن يقارن الأديان ومعها دينه فسننظر كلنا في الأرض خجلا.
لكن كثيرين من أقباط المهجر لا يقرأون التاريخ، ولا يعرفون التمييز العنصري في جنوب أفريقا لأكثر من ثلاثة قرون، ولم يسمعوا عن إبادة الشعوب في أمريكا اللاتينية، ولم يتخيلوا مشهدا واحدا في جوانتانامو، ولم يتابعوا حربا واحدة في مئات الأعوام لم يكن للإسلام فيها دخل، واعتقدوا أن إبادة سبعين مليونا من البشر في حربين عالميتين كانت بسبب إرهاب الإسلام وحتى هيروشيما وناجازاكي كانت بروح القرآن.
كانت كتاباتي كلها عن التسامح وأن تضع حرب الأديان أوزارها وتنهي قرون التطاحن، وعندما وضعت المقال؛ إذا بالقيامة تقوم، وبأنصاف الأميين يشحذون أسلحتهم فإذا ضموا إليها الفيسبوك تصاعدت رائحة البانجو، فالكيفيون لا يغرزون أقلامهم إلا في غُرزة أو صحيفة.
حزنت كثيرًا؛ فأنا لا أريد أن أخسر الحوار المتمدن وأكره أن يسرقها شاحنو النفوس بالحقد والجهل، وأريدها كما عرفتها منذ عام 2004 رائدة المطبوعات الالكترونية ونصيرة قضايا الشعوب.
لماذا لا تسمح الحوار المتمدن للكاتب أن يحذف موضوعه لأي سبب، من الصفحة الرئيسة ومن الفيسبوك، لقطع الطريق على النتن اللساني، تماما كما ترفض المطاعم الراقية دخول المتسولين والشحاذين، وتشترط البدلة وربطة العنق والسلوك السويّ.
كلماتي تلك رسالة محبة للحوار المتمدن رغم أن كثيرين يعاتبونني لأنني جعلت قلمي في مواجهة الشتــَّـامين والسبــَّـابين والقبــَّـاحين.
إنه نوع من الولاء لمطبوعة قدَّمت عشرات الآلاف من الموضوعات الكنزية، فجاءها غزاة الفكر المنحط لمحاربتها بحجة أنهم انضموا إليها.
تنظيف الحوار المتمدن، مطبوعتي الالكترونية المفضلة، يبدأ من تسهيل عملية الحذف والحظر من الكاتب لأي قاريء يعبث في رسالة الإنسان .. الكلمة.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو في 11 يوليو 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53