الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الدخول إلى قصة -العائد- إبراهيم نوفل
رائد الحواري
2017 / 7 / 12الادب والفن
الدخول إلى قصة
"العائد"
إبراهيم نوفل
قدم لنا القاص "إبراهيم نوفل" باكورة انتاجه الأدبي من خلال قصة "العائد" التي نشرها على الفيس بوك داعيا المتلقين للتعليق عليها، وهذا يحسب له، لأن التعليق لا بد أن يشير إلى بعض عناصر التي اخفق فيها الكاتب.
هناك قدرة على السرد عند الكاتب وهذا واضح من خلال سلاسة السرد، ونجد قدرة الكاتب على التصوير الأدبي بشكل ملفت للنظر، كما هو الحال في هذا المشهد "نظر إلى الوراء ، فرأى ظلّه يمتد طويلا خلفه. كان رفيقه الوحيد، يتلوّى أحيانا ويعْلو ويهبط كالأفعى فوق بعض الصّخور وأكوام التّراب على جانب الطريق." فهو يوحي للمتلقي بحالة الوحدة والتي يمر بها "العائد" وعلى أن الوقت "الليل" يقف ضده، وهناك مشهد آخر يؤكد قدرة الكاتب على التصوير: "وأخذ يغذّ الخطى وهو سارح بذكرياته كأنّ بيته قطب مغناطيس يجذبه بقوّة نحوه" ولمثل هذه المشاهد التي تخدم الفكرة التي يراد طرحها وأيضا تجعل المتلقي ينتشي بهذه اللغة وهذا الفن الأدبي المتمثل بالقدرة والأبداع والتناغم بين اللغة والألفاظ المراد طرحها، فكل هذا يجعل طريقة تقديم القصة رائعاً.
عدم تحديد قرية "العائد" أيضا يصب في خدمة القصة، حيث يمكن لأي متلقي للقصة أن يشعر بأن هذه القرية قريته.
ونجد فيها الريف الفلسطيني بشكل ملفت، فالحديث يدور حول القرية الفلسطينية، وعندما ربط الجغرافيا/المكان بالإنسان كان يؤكد على العلاقة الاجتماعية التي تلازم الحياة المدنية الفلسطينية، فالحديث عن الشهداء الذين وجد شواهد قبورهم وسماهم لنا بالاسم والتاريخ يشير إلى الوحدة بين الإنسان والأرض.
وعندما تناول المستوطنات الثلاث التي تحيط بالقرية أكد على حالة الصراع بيننا وبين الاستعمار الاستيطاني والذي يعد من أقذر وأخطر الاحتلالات التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، حيث إنه يهدد الأرض والشعب معا.
ومن جماليات القصة الحديث عن الشهداء المبدعين والمتألقين، الذي كانوا متفوقين في دراستهم ويحلمون ليكون عناصر فاعلة في المجتمع، لكن الوطن جعلهم يبدلون هذه الخدمة "الاجتماعية" من خلال تقديمهم لأرواحهم بدلا لأعمالهم، فالشهداء ليسوا اشخاص عاديين، بل متفوقين ومبدعين، وهذا الصيغة تخدم الفكرة عن الشهداء.
لكن من الإخفاقات التي وقع فيها الكاتب، هذا المشهد: "أخيرا وصلت السيارة إلى مفترق الطّريق الموصل إلى قريته على الشارع العامّ. كانت الشّمس على وشك الغروب، وباص القرية لا يكون متوفّرا في هذا الوقت، وعليْه أنْ يقطع المسافة المتبقّية إلى القرْية مشْيا على الأقدام، كما تعوّد أنْ يفعل ذلك في أيّام شبابه. لم يزعجْه ذلك كثيرا لأنّه رأى فيه فرصة لاستعادة الذّكريات الجميلة." فعدم إشارته إلى حالة التعب والإرهاق التي تلازم البطل أثناء عودته إلى القرية سيرا على الأقدام وهو يحمل حقائب السفر والتي لا بد أن تكون كثيرة وثقيلة، لأن سفرته كانت طويلة حسب ما جاء في القصة، فهل يعقل أن يسير "العائد" كل هذا الطريق الطويل وهو يحمل حقائب السفر ويتأمل المكان بتفاصيله الدقيقة بالشكل الذي قدم لنا؟.
ومن المشاهد غير المنطقية والتي تعبر عن حالة الإقحام لتي يستخدمها الكاتب هذا المشهد "كان سكونا مروّعا، يتخلّله من حين لآخر طيران بعض الطيور فزعة، والتي ربّما لمْ تعتدْ أنْ تجد من يعكّر أمنها في هذا الوقت من اليوْم، وكان يسمع بيْن الحين والآخر صفير بعض العصافير تتنادى للمبيت. لا شعوريّا وجد نفسه هائما" وهل هناك أجمل من الهدوء وقت الغروب تحديدا، فهو من أكثر الأوقات سكينة والذي يعبر عن خلق حالة جديدة من الزمن "انتهاء النهار وحياة الليل"، فالسكون هنا يعد ميزة وليس حالة شاذة، لكن الكاتب ـ في العقل الباطن ـ أرادنا التعاطف مع بطله "العائد" لهذا نجده يستخدم تعبير "وكان يسمع بيْن الحين والآخر صفير بعض العصافير" فالصفير" يوحي لشيء سلبي وقاسي، بينما "التغريد/الزقزقة" هي المناسبة للعصافير.
ومن المفارقات غير المنسجمة كان حديثه عن حكاية الرجل والضبع التي تشير إلى موقف الخوف التي تلازم الليل وما فيه من ظلام، ثم انتقاله فجأة إلى الحديث عن شعور العائد "شعور عميق بالسعادة كان يغمر قلبه وهو يعود لقريته" فلو كان هناك تمهيد لهذه السعادة لكان مقبولا لكن النقلة جاءت دراماتيكية وغير مقنعة.
أما نهاية القصة والتي كانت مفجعة لنا حيث شاهد بطلنا "العائد" شاهد قبر محبوبته "مها" كأنه أراد بهذه النهاية السوداء أن يشير بطريقة ما إلى حالة التيه التي يمر/نمر بها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح