الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين تصريحات سعيد شعو للقضاء الهولندي وجريمة سحل وتشويه الزفزافي . صراع في المحيط الملكي

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2017 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لقد أطلق القضاء الهولندي ، أعدل قضاء في العالم مؤخرا ، سراح سعيد شعو برلماني الحسيمة سابقا ، وعضو حزب صديق ومستشار الملك فؤاد الهمة ، حزب الصالة والمعاصرة ، بعدما تم اعتقاله على خلفية اتهام المغرب له بالاتجار في المخدرات ، وهي التهمة التي كان يمكن ان يكون لها وقعها ، لو تم اعتقال شعو ، عندما شارك مستشار الملك في تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة ، وعندما تقدم للانتخابات البرلمانية باسم الحزب المذكور .
لكن البوليس المغربي الذي كان يعرف ملف سعيد شعو جدياً ، لم يحرك ساكنا ، بحكم العلاقة التي توطدت أكثر من جيّد ، بين سعيد شعو ، وبين ابن عمته إلياس العمري ، ومستشار وصديق الملك فؤاد الهمة .
القضاء الهولندي الذي اعتقل سعيد شعو ، لم يكن يفعل ذلك من باب المجاملة للبوليس المغربي . لكنه كان يتصرف كقضاء نزيه ، للتأكد من حقيقة تهمة الاتجار في المخدرات ، الموجهة مغربيا لسعيد شعو . وبما ان المسطرة في مثل هذه النوازل معروفة ، فان المتأكد منه ، ان العلاقة التي ستجمع بين شعو ، وبين خبراء الاستنطاق ستخضع للقانون ، وللضمانات المنصوص عليها في قانون المسطرة ، لكل موقوف على ذمة قضية حساسة مشابهة .
فهل سيصمت سعيد شعو ، وسيرضخ للاتهامات الموجهة إليه ، كما لو كان معتقلا بالمغرب ؟ شيء لا يمكن تصوره إطلاقا .
ان سعيد شعو الذي دخل في صراع مرير ضد النظام ، سواء من خلال الملفات التي يتوفر عليها ، والتي يكون قد جمعها اثناء أيام الوُدّ مع فؤاد الهمة ، ومع ابن عمته إلياس العمري ، رئيس حزب الأصالة والمعاصرة ، او من خلال مشاركته المحورية ،في حركة 18 شتمبر المطالبة باستقلال الريف ، او من خلال نشاطه ضد النظام الملكي بالديار الهولندية ....... سيعتبر اعتقاله من قبل القضاء الهولندي ، وهو اعتقال مخدوم ومدروس ، لان إطلاق السراح كان متوقعا ، بحكم الملفات عن النظام المغربي المتوفرة عند الساسة الهولنديين .... الخ ، هو فرصة مواتية ، من جهة لتفنيد اتهامات البوليس المغربي ، ومن جهة لفضح العلاقة التي كانت تجمعه ، بكل من مستشار وصديق الملك فؤاد الهمة ، وبإبن عمته إلياس العمري ، الذي أصبح مليونيرا في اقل من عشر سنوات ، وهو الذي كان أفقر من فقير .
ان سعيد شعو ، لن يتراجع في رد الصاع صاعين للنظام المغربي ، كما لن يتردد في توجيه نفس التهمة التي وجهها له البوليس المغربي ، الى النظام ، والى رأسه ومحيطه ( الملك ، فؤاد الهمة ، عبداللطيف الحموشي ... ) . والقضاء الهولندي الذي سيرجح إيفادات ، وتصريحات سعيد شعو ، بحكم علاقاته السابقة مع هؤلاء ، وبحكم انه برلماني سابق ، وبحكم وضعه المريح ماديا ، وبحكم حيازته للجنسية الهولندية ، قد يذهب بعيدا في معالجته للملف المعروض عليه .
بالنسبة لتصريحات سعيد شعو للقضاء الهولندي ، خاصة فيما يتعلق بالمخدرات ، سيكون لها ما لها ، وعليها ما عليها ، داخل الاتحاد الأوربي ، والأرجح أن يعرض الملف على المحكمة الجنائية الدولية ، لان هنا ، ومن اجل التحقيق في اتهامات جنائية ، فان فرنسا لا يمكن لها ان تدافع عن أشياء مجرمة بمقتضى القانون الدولي ، لأن رأس ماكرون ، سيكون مطلوبا كأخلاق عند الأوربيين ، وعند البيت الأبيض ، حيث يحرص الرئيس دونالد ترامب ، على قطع أية علاقة مع النظام ، في شخص محمد السادس ، وكموقف قد يتطور الى المطالبة باستقالة الرئيس عند الفرنسيين . وبالنسبة لي سأسْل سؤالا مشروعا : من أين لإلياس العمري ، بكل هذه الأموال منذ زلزال الحسيمة ، وأنا اعرفه انه كان أفقر من فقير ؟
فإذا كان سعيد شعو يتوفر على أذلة الإدانة ضد النظام المغربي ، فلنا أن نتصور التطورات القادمة بالنسبة للنظام ، سواء داخل الاتحاد الأوربي ، او مع واشنطن ، او المحكمة الجنائية الدولية ، ومجلس الأمن . ثم ألا يشكل أي خلل في هذا المجال ، ضربة موجعة لقضية الصحراء المغربية ، حيث مع استمرار الحراك المشروع في الريف ، ومع احتمال ان يتطور الحراك في خط أفقي مغربيا ، وخاصة بعد جريمة سحل الزفزافي ، ونشر الفيديو بغرض تشويهه .... الخ ، فرصة سانحة للسايكس بيكو الجدد ( ترامب – بوتين ) نحو التدويل .
وبالرجوع إلى جريمة سحل الزفزافي ، وتشويهه أمام الريفيين ، ولتخويف المغاربة من مصير مماثل لكل من يرفض الظلم ، سنجد ان جميع المُتدخلين في هذه الجريمة ، يرْمون الكرة --- جريمة تعرية الزفزفافي وتشويهه -- بين أطراف متعددة . وكل طرف يتنصل من المسؤولية فيما وقع ، ويحاول تحميلها إلى الآخر ، وكأن السحل جاء من السماء ، وليس بفعل مجرمين معروفين .
لكن الخطير ، هو بعد أن أنكرت المندوبية العامة لإدارة السجون كل علاقة لها بالفيديو ، وجهت الاتهام حسب بعض المنشورات ، صوب المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، الذي أكد واقعة تعذيب الزفزافي والمعتقلين ، وكأن المندوبية العامة للسجون ( المندوب العام صديق حميم لعبداللطيف الحموشي ، الشرقي ضريس ، ووالي الرباط لفتيت ، وله علاقة متينة مع فؤاد الهمة ... كما انه عامل والي و سبق ان كان مديرا لديوان وزير الداخلية .... ) ، تريد الإنابة عن عبداللطيف الحموشي ، في الانتقام من المجلس الذي أكد التعذيب ، وفضحه ، ووجه الاتهام مباشرة الى بوليس الحموشي .
فمن المسؤول عن جريمة – سحل الزفزافي – ، و من المسؤول عن نشر الفيديو لتشويهه ، والنيل من عزيمته ، وإرادة وعزيمة الريفيين الصامدة ؟
هل المندوبية العامة لإدارة السجون ؟
هل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ، والمديرية العامة للأمن الوطني ، أي عبداللطيف الحموشي ؟
هل وزير الداخلية لفتيت ؟
هل صديق الملك ومستشاره فؤاد الهمة ؟
وإذا كانت مسؤولية هؤلاء جميعا ثابتة بحكم المرافق التي يرأسون ، وبحكم المهام التي يقومون بها ..... الخ ، فهل يعقل ان تمر هذه الجريمة دون اخذ الضوء الأخضر ، من مستشار وصديق الملك فؤاد الهمة ، الذي هو الرئيس الفعلي لهؤلاء ، وبحكم انه هو المسؤول الأول عن المجال السياسي والأمني بالمغرب ؟
لكن هل توجيه الاتهام بنشر الفيديو ، الى المدعو محمد خباشي ، الصهر السابق ليسين المنصوري ، المدير العام للإدارة العامة للدراسات والمستندات ، ومدير عام سابق لوكالة المغربي للأنباء ، وبعد ان أزاحه فؤاد الهمة من الوكالة ، للانتقام من ياسين المنصوري في حرب التنافس ، وليعين كعامل بمديرية الشؤون الداخلية بوزارة الداخلية .... / كما أزاح سابقا كل من رشدي الشرايبي ، المدير العام للديوان الملكي ، وأزاح حسن أوريد ، وكان يبحث ، وحاول ولم ينجح ، في إزاحة الجنرال حسني بنسليمان ، للسيطرة على جهاز الدرك ، وجعله تابعا لوزارة الداخلية ، وهمّش آخرين ، بفضل السيطرة التي له على الملك ...... الخ . هل المستهدف من هذا الاتهام ، هو شخص ياسين المنصوري ، الذي رفض الخضوع الى فؤاد الهمة المسمى ب ( الرجل القوي ) في نظام محمد السادس ؟
والسؤال : إلى أين يقود فؤاد الهمة ، و جلاد المملكة الذي أضحى من المقدسات ، عبداللطيف الحموشي ، والمتواري عن الانتظار المدعو الشرقي ضريس ، ووزير الداخلية لفتيت ، الذي ابتلع قطعة أرضية مساحتها حوالي 3900 متر ، ب 350 درهما للمتر ، في حين ان ثمنها الحقيقي هو ، 40.000.00 درهما بمنطقة السويسي ..... أقول إلى أين يقودون المغرب الذي أصبح ، وفي غياب رجاله ، مثل لعبة يتلاعبون بها ؟
وفي هذا الوضع الشاذ ، اللاّمنطقي ، والذي يقود حتما الى التدمير ، والى الخراب . من حقنا كمواطنين ، ومن حق أي مواطن ، وفي غياب الملك المستمر خارج المغرب ، أن يطرح السؤال المشروع :
من يحكم اليوم بالمغرب ؟ لان في الجواب لتحديد المسؤول عن الحكم ، تترتب المسؤولية الجنائية والمدنية للطرف المسؤول، عن كل المظالم والعدوانية التي تعرض لها ، ولا يزال يتعرض لها ، أحرار وشرفاء الشعب المغربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في