الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبهة العلاقة المثلية بين كلكامش وانكيدو

وليد يوسف عطو

2017 / 7 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


اتقدم بوافر الشكر والتقدير والعرفان الى الباحث الاستاذ ناجح المعموري ,رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق على اهدائه لي نسخة من كتابه (المسكوت عنه في ملحمة جلجامش)-ط1 – 2014 – اصدار – دار المدى –بغداد

ينطلق الباحث ناجح المعموري ,رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ,في تحليله لملحمة كلكامش من قراءة مغايرة في الصراع الذي دار بين الثقافةالقمرية (الانثوية )والثقافة الشمسية (الذكورية )والتي انتبه اليها الباحث في الانثروبولوجيا فراس السواح ,لان ثنائية الموت والحياة لم تكن موضوعا اساسيا لها ,بحسب ناجح المعموري .

واشار المعموري الى ان كلكامش كان مركزا حيويا في نص الملحمة , ويمثل انكيدو هامشا فيه ,على الرغم من انه قام بمهام عديدة وخطيرة .
يتعلم الانسان في الديانة القمرية( الانثوية )فنون الرقص .حيث يرتبط الرقص بالطقوس الدينية الاخصابية ,حيث الانسان في الرقص يتحرر جسده .فالرقص يرتبط بالخمر ويجب تناوله قبل انتظام حلقة الرقص حيث يتحرر جسد الانسان من الماديات ويغرق في الدفق الروحي .



ان الرقص اول طاقة حررت جسد الانسان من اثقاله ومنحته قدرته الخلاقة على الحركة ,وجعلت الجسد مركز التدفق الروحي .يتصف الرقص بالتفجر والتدفق واللامحدودية عندما يقترن مع الخمر .لقد صار الرقص طقسا دينيا في الديانة الزراعية , القمرية الاخصابية , عشتار نموذجا عليها .نلاحظ ذلك من ترافق الرقص مع طقوس السحر والذي يهدف الى ادامة الحياة وتطويرها.

وكانت تلك النشاطات ,كما قاال فراس السواح,برعاية الام الكبرى ,لان المراة هي الساحرة الاولى وبسحرها كانت تمارس سيطرتها على الرجل وتعزز مكانتها ضمن الجماعة .وكانت الخمرة جزء من ممارسة طقس يومي وخصوصا في الديانات القمرية لانها قرينة المراة بما تثيره في نفس المنتشي من حساسية عالية وسعي للاتصال والاندماج.والخمرة ترتبط ايضا بالمراة لانها نتاج الديانة الزراعية, سكر ومخدر وموسيقى .

تلك هي عادة الغيبوبة العشتارية التي تعبر بالمريد من جفاف الشمس الى نداوة القمر , كما قال فراس السواح . وصار انكيدو واحدا من البشر ,لكنه اكثرهم فطنة,لانه حاز بعض الصفات الالهية .

لغز انكيدو وشبهة العلاقة المثلية بين كلكامش وانكيدو

يقول الباحث الاستاذ ناجح المعموري ان انكيدو اقام اتصالا ادخاليا مع كاهنة الرغبات ( البغي )التي ارسلت اليه من اجل ترويضه .بعد هذا الاتصال لم ترد اشارة على اتصال او محاولة اتصال مع المراة خلال الفترة الطويلة التي قضاها انكيدو في مدينة اوروك .
لقد توقفت العلاقة الجنسية مع المراة ,بحسب ناجح المعموري ,وهذا يثير الكثير من التساؤلات حول مثلية انكيدو .لقد بقي انكيدو مرتبطا مع اصله الصحراوي , وظل مكبوتا في داخله .

لقد كان اتصال انكيدو مع البغي اتصالا متماثلا مع طريقة اتصال الحيوان مع نظيره .ووجد في المراة وسيطا انسانيا ,لتاكيد ثنائية العلاقة الايجابية لان ذكرى حياته البرية ظلت تلاحقه وظلت مهيمنة على سلوكه , وكان له فعل تاثيري واضح . وظل انكيدو في مواجهة متطلبات الحياة الجديدة التي ادخلته في صراعات قوية,اهمها التحدي المشترك لثوابت الفكر العراقي القديم .

يقول الباحث الاستاذ ناجح المعموري (من الاسباب الجوهرية التي منعت انكيدو من الزواج ,او اقامة علاقة اتصالية مع امراة ,هي ميوله اللوطية التي يرشح عنها النص مثلما يوميء المسكوت عنه في العلاقة الثنائية .
(فاخبرها ابن الصياد )هوذا (يا ) شمخت فاكشفي مفاتنك اليه
اكشفي جسمك العاري وليتمتع بمفاتنك
اجعليه يصعد على الظهر ويتمتع
فعندما يراك سوف يقترب منك
اطرحي الثياب ودعيه يستلقي عليك
اجعليه يمارس عمل المراة
وسوف تنكره دوابه التي ترعرت في بريته
وسيضغط صدره بقوة على ظهرك
فكشفت شمخت المحظية صدرها وكشفت جسدها العاري
وتملك الوحش مفاتنها
لم تخف عندما مارس معها الحب على الظهر
خلعت ملابسها واستلقى عليها
وجعلته يمارس عمل المراة
وضغط صدره بقوة على ظهرها
وبقي انكيدو مواصلا المحظية شمخت لستة ايام
وسبعة ليال وعندما شبع من لذتها توجه نحو
دوابه
يقول الاستاذ ناجح المعموري ان النص واضح ,ولكن من الممكن ان يتخذ التاويل مسلكا مغايرا يتمثل في ان انكيدو وقد خلق في البرية وعاش مع الحيوانات وراها كيف تتصل بانثى الحيوان ,فظلت الصورة الحسية كامنة في ذاكرته .لذا نصح ابن الصياد,شمخت ان تعطيه ظهرها .وهذه قراءة ممكنة ,والميول اللوطية ممكنة اكثر لان طريقة الاتصال والافعال التي يمارسها توحي بممارسة اللواط ( اجعليه يصعد على الظهر ويتمتع وسيضغط صدره بقوة على ظهرك)..وضغط صدره بقوة على ظهرها .يقول ناجح المعموري ان مايعزز تاويله بشذوذ انكيدو ,هو ابتعاده تماما عن العلاقة الثنائية مع المراة,ولعنته عليها بعد مرضه .لقد كانت كاهنة الرغبات ( البغي ) هي المسؤولة عن تربية انكيدو سلوكيا ومعرفيا ,وحققت نجاحا بذلك .وبما ان ممارسة الجنس جزء من تلك المعرفة والثقافة , كان يفترض بها ان تعلمه الطريقة التي التي كانت متبعة في الاتصال الثنائي والتي كانت معروفة وشائعة.لان اكثر اوضاع المضاجعة شيوعا كانت الوجه للوجه بحيث تكون المراة مستلقية على ظهرها.

مسك الختام :

لقد فات على الباحث القدير ناجح المعموري ان اتصال انكيدو مع البغي على طريقة الحيوانات حيث يقفز الذكر على ظهر الانثى ليمارس الجنس , يمثل المرحلة الحيوانية في حياة انكيدو . وان حياة انكيدو مع البغي هي طقس للعبور من الحالة الحيوانية الى الحالة الانسانية المدينية .لذا لاتاتي الملحمة على ذكر طريقة الاتصال الجنسي بين انكيدو والنساء بعد دخوله مدينة اوروك .لان انكيدو تحول الى انسان مديني يمارس الجنس مع النساء عن طريق استلقاء المراة على ظهرها وتلاقي الوجهين .

ان المثلية الجنسية لم تخطرعلى بال كاتب نص ملحمة كلكامش ونساخها وليس لها علاقة في البحث عن الخلود , او الصراع بين الثقافة القمرية والثقافة الشمسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلكامش
بارباروسا آكيم ( 2017 / 7 / 12 - 22:47 )
والله يا أَخ وليد أَنَا خائف يأتي يوم تقولون فيه إِنَّ جَدي ( آشور بانيبال ) عليه السلام كان مثلياً !

لاحظ إِنَّه الأَبحاث منذ بداية التسعينات الى هذا اليوم تحاول ربط كل الشخصيات المهمة بالمثلية !!

فـ ليوناردو دافنشي صار مثلي
والإسكندر المقدوني الذي كان له 30 الف محضية صار مثلياً
والآن گلگامش وأنكيدو

وغداً ربما يصبح كازانوفا ( زير النساء المعروف ) مثلياً أَيْضاً

بالمناسبة أَخ وليد .. أَنَا أَحترم خيارات كل البشر بما فيهم المثليين ، وأُدافع عن حقوقهم .. وأُطالب لهم بالمساواة الكاملة

ولكن هل يعلم الباحث المخضرم ( إِن قصة گلگامش ) هي قصة إِسطورية وتعتبر من روائع الشعر الملحمي وترجمت الى 500 لغة عالمية حيَّة
فكيف إكتشف هذا الباحث إِن القصة تتكلم عن مثليين وهي مجرد نص شعري عن شخصيات إسطورية ؟

يعني أَنت هل تصدق بأن هناك رجل يعاشر إِمرأة إسبوع كامل ؟؟!
وَإِنَّه هناك وحش ( تنين إِسمه خمبابا ) يحرس عشبة الخلود
وأنه هناك عشبة الخلود من يأكلها لايموت !

وللعلم .. البغاء فيما بين النهرين كان مفتوح للجنسين .. يعني لم يكن هناك حاجة للتورية لو كان هناك مثلية في الموضوع

تحياتي


2 - الاخ بارباروسا اكيم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 7 / 13 - 03:28 )
المثلية الجنسية واقع حال وموجود حتى بين الحيوانات ولا يعتبر شذوذا بحسب الامم المتحدة ومتوفرلا في الجنة القرانية بصيغة الولدان المخلدون ..

لايمنع الانسان ان يكتب عن ةالمسكوت عنه في العلاقات المثلية ..
ختاما تقبل مني وافر الود


3 - عن أنكيدو و المرأة - 1
نضال الربضي ( 2017 / 7 / 13 - 07:08 )
تحية طيبة للأخوين بارباروسا و وليد،

أعتقد أن هناك تعسُّفا ً في الاستنتاج حين يصل أحدهم لمثلية أنكيدو بتوظيف وضع جنسي و التركيز عليه كمحور تحليل رئيسي مع إغفال تام لروح الرواية.

الوضع الجنسي الذي يكون فيه الرجل خلف المرأة لكن يأتيها من عضو التناسل (لا فتحة الشرج) و مشتقاته (من الصعود على ظهرها و خلافه) هو مجرد وضع من أوضاع كثيرة يمارسها المُتحابَّان، و لا شأن له بالمثلية على الإطلاق،،،

،،، المثليون يمارسون وضع تلاقي الوجوه فهل هم غير مثلين لأنهم يتخذون وضعا ً محسوبا ً على غير المثلين؟،،،

،،، هذه الفكرة سخيفة جدا ً بحد ذاتها، أي تعين أوضاع للمثلين و أوضاع لغير المثلين، و كان على الباحث أن ينتبه لها، مع احترامنا لجهده.

و دعونا أيها الأخوان الكريمان أن ننظر في الملحمة نظرة ً أكثر تعمُّقا ً فنقول:

- أنكيدو صديق الحيوانات ألا يراها تأتي بعضها؟ بالطبع، إذا ً من الطبيعي و هي التي لا تعرف سوى هذا الوضع الخلفي أن لا يعرف هو سواه أيضا ً.

- قرود البونوبو و أنواع من النسانيس تمارس أوضاعً جنسية بالضبط كالإنسان،تتلاقى فيها الوجوه:

https://www.youtube.com/watch?v=s94kFlhrcZM

يتبع


4 - عن أنكيدو و المرأة - 2
نضال الربضي ( 2017 / 7 / 13 - 07:14 )
تابع

- روح الملحمة هو الكشف عن الطبيعة البشرية ككل مع التركيز على جزع الإنسان من نهايته و رغبته في الخلود و استحالة الحصول عليه لذلك و كأي بحث في الإنسان بعمق سنجد:

1 بدائية بوهيمية (أنكيدو و مرحلة ما قبل المرأة)
2 استنارة بدائية و خروج نحو الوعي و بداية النضوج (طقس عبور: أنكيدو و معرفة المرأة)
3 اكتشاف للقدرات و نضوج (أنكيدو مع الأقران يمثلهم جلجامش)
4 اختبار الحياة بكافة مراحلها (مغامرات الصديقي ثم موت أنكيدو)
5 أثر الصدمات في الحياة على السؤالين الأعظمين: لم الموت؟ و كيف نقتل الموت؟
6 الوصول للحقيقة التي لن تتغير: الموت حتمي و لذلك علينا أن نحيا الحياة بتمامها.

هذه هي روح الملحمة، أما شطحات المثلية و غيرها فهي تشبه نظريات المؤامرة المنتشرة هنا وهناك، و قصص الكائنات الفضائية التي تختطف الناس، و الأسرار و الرموز الخفية في مش عارف وين و القصص هاي :-) :-) :-)

أعتذر للإطالة، و التحية الطيبة للعزيزين بارباروسا ووليد!


5 - العزيز وليد يوسف عطو المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 7 / 13 - 09:41 )
محبة و سلام مع امنيات بتمام العافية و راحة البال في مثل هذه الايام الحارقات في بغداد المُتعبه بالاهات و التجاوزات.
...................
شكراً لكم اخي و صديقي على اشركنا في الاطلاع على ما تفقت به قريحة الاستاذ المعموري في كلكامش و انكيدو...
هذا رأي او تصور او تحليل او استنتاج يمكن بكل سهولة دحضة و حتى تجاهله ...لكن المهم هو استنتاج.
............
العزيز نضال الربضي عَّبَرَ خير تعبير عن الموضوع فشكراً له
...............
سؤال يمكن ان يُطرح و هو : كم شاعر من شعراء ما بعد كلكامش حتى اليوم كتب عن صورة من صور الاتصال الجنسي دون ان يمارسه...كم منهم تغزل بالغلمان او استخدم اسم المذكر مضطراً للغزل دون ان يعيش الحالة
...............
يمكن لي ان اقول انه بحث في ماضي عتيق لا ينفع الماضي و لا الحاضر
اكرر الشكر لكم اخي وليد
رافقتكم السلامة
تحياتي لمن التقيناهم معاً في بغداد


6 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 7 / 13 - 17:48 )
سبق ان كتبت عن العلاقة المثلية بين الاسكندر وصديقه وتطرقت الى شبهة العلاقة المثلية بين كلكامش وانكيدو والتي تناولها بعض الادباء والمثقفين والباحثين بالاشارة دون التفصيل قبل حصولي على كتاب الاستاذ ناجح المعموري واتفقنا ان ىبنية النص في الملحمة تقوم على فكرة الخلود لذا لامكان للنص للمثلية.عندما اهداني الباحث ناجح المعمور كتابه اكتشفت انه قرا ثلاثة عشر ترجمة مختلفة لملحمة كلكامش وانه يعتبر محور النص هو التعارض بين الثقافة القمرية والشمسية .اتصال انكيدو بالبغي كان على طريقة الحيوانات اتصال بالجهاز التناسلي للمرلااة وليس اتصالا شرجيا لكنه لمح الى امكانية وجد علاقة مثلية كاحتمال وليس شيئا مؤكدا .لم ينتبه الاستاذ ناجح المعموري الى ان علاقة انكيدو بالبغي هي علاقة عبور نحو صيرورة انكيدو انسان مديني وهذه نقطة الضعف في كتابه التي لبم ينتبه اليها .لذا بعد دخول انكيدو الى اوروك لم يبقى حاجة للحديث عن الجنس ..

مع وافر مودتي ..


7 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 7 / 13 - 17:52 )
تتمنة ..

تركيزي على المثلية الجنسية لخطورتها في المجتمع العراقي والاردني ومجتمعات الخليج

هنالك كثير من الحوادث الكارثية حول المثلية الجنسية لذا حاولت البحث في الموضوع ولا يخلو التراث العربي الاسلامي من الكلام عن السحاقيات واللواطيين والمخانيث

ختاما تقبل مني وافر مودتي


8 - الاخ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 7 / 13 - 17:56 )
موضوع المثلية الجنسية اصبح مثل الامراض السارية اليوم في العراق ودول الخليج

لذا من المهم بحث موضوع المثلية الجنسية من عدة وجوه منها بحثه عن طريق الاسطورة والتراث

من البداية لم اقتنع بوجود علاقة مثلية بين كلكامش وانكيدو

اتابع مقالاتكم باستمرار والاخير عن انتخابات الجمعية الوطنية لكنني اعتقد انه لم ينشر على فترة طويلة ولا اعلم السبب

ختاما لك مني وافر الود والتقدير