الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كأنّه أبي-الفصل الخامس-2-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 7 / 12
الادب والفن


لا توجد وسيلة للعودة ياميّ. أكلنا الطّعم. هذه ليست مسرحيّة هي منصّة سياسيّة تحت اسم مسرحية. يتحدّثون عن العدالة، ويثيرون عواطف الغضب والكراهية. عندما تطفأ الأنوار بعد الفصل الأوّل سوف نغادر بصمت. مكاننا ليس هنا. أتدرين ماذا أتعلّم من تلك الأخطاء؟ تعلّمت أنّه لا بد من العودة إلى البيت فهو مكان رائع.
هؤلاء الذين امتهنوا التأليف. يؤلفون القصّة عد يوم واحد من الحدث ، قصّة طويلة أو مسرحية يغتنون من أعمالهم. هؤلاء هم الشعبيون الذين يخافهم الغرب هنا، والذين ينالون المجد في بلادنا. يقدّمون تخاريف عن الحب والحياة والثورات. هم قوميون أمميون، طائفيون، وعلمانيون. يشغلون جميع المنصات سواء كانت افتراضية او حقيقيّة، ولو تابعت أصدقاءهم لرأيتنا بينهم. ليس نحن فقط بل الكثير من أصحاب الجهد، والفكر الإبداعي.
اليوم هو عصر الإثارة الرّخيصة، أ كما يدعى عصر السّوق. نروّج لكلّ شيء بمفردات ضخمة . عندما أرى المبدعين الحقيقيين أشفق عليهم، الوقت ليس لهم وإثبات ذاتهم في هذا السّوق وهذا التنافس الرّخيص قد يقصيهم عن أماكنهم اللائقة.
لو تعرفين بما أفكر الآن؟
أشعر أنّني أنا والمستقبل خطّان متوازيان . حلمت به من خلالك ، فوقعت وربما أوقعتك معي في بئر ليس له قرار.
لو كنّا اليوم في العاشرة
نعرف ما يعرفه الأطفال
لو كنت أعرف أن العمر مزحة
وأن الكفاح كذبة
لكنت رفضّت، ثم رفضت
ذلك الحال
كنت مغفلاً بلا حدود
أنام الليل وأطراف النهار
أنتظر الأمل
ولا أمل إلا في جيوب التّجار
قلبي يخفق بالحب
ولا حبّ إن داهمك الدّمار
في ليلة كنت فيها مع القمر
ندوّن الأسرار
نبذني. حدثته عن أن السعادة
لا تشترى بالمال
ضحك من تفاهتي:
أعذرك! أنت يصنع من الوهم أملاً
يتمسّك به، ويطحن العمر طحناً
كان القمر متجبّراً وجبّار
أشعر هكذا في هذه اللحظة. أشعر أنّني يائس، ومحبط، ولم أحقّق طموحي. هل لديك وصفة من أجلي يا مي؟
. . .
إنّي بطبعي ملولة يا غريب. نادراً ما أفتح الصفحات الاجتماعية، وعندما أفتح الفيس بوك، وأمر على المنشورات أشعر بالتشتت والضَياع. مسرحية البارحة كأنّها كتبت بيد أصدقائي الافتراضيين. أشعرتني أن العالم ليس بخير. كنتَ حزيناً لذا استمعت لك فقط. أعادتنا المسرحيّة إلى الخلف من كثرة الأشخاص العظماء والرائعين، والمبدعين الذين تحدّثت عنهم. نحن نعمل جهدنا تجاه أنفسنا يا عزيزي. أنا اليوم في الأربعين من عمري، وأرغب أن أكون أمّاً.
هل تدري لماذا رفضّتُ فكرة الزواج عندما عرضتها؟
لقد خفت أن تكون جيناتك مثل جينات والدك، وفي مرحلة ما تختفي من حياتي. انتظرت كي تمرّ بأزمة منتصف العمر. ليس والدك هو أوّل ولا آخر من فعلها. الكثير من الرّجال يشعرون أنهم بحاجة للتبني من قبل امرأة تنفق عليهم.
موضوع التّشارك ليش مشكلة إن تمّ التّفاهم حوله. في أغلب الحالات لا يقبل الرجل إلا أن يستولي على الدخلين، ويتصرف، فنحن في النهاية ننتمي إلى أصول شرقية، ولم يمرّ علينا أجيال هنا.
-يبدو أن لعنة أبي سوف تلاحقني. لا أوافق يا ميّ على رأيك .نعم الكثير من الرّجال مثله، الكثير يطلّق، وبعض الرجال الغير متزوجين يفتشون عن امرأة غنية، ولا يمانعون إن كان لديها أطفال. الإيذاء الذي فعله أبي ليس في تركه لأمّي. هو في المسرحيّة التي قام بتمثيلها، وهو ينوي الغدر، وتحريضنا على كراهية أمي واتهامها بالجنون. زميلتي في المدرسة افترق والداها، لكنهما كانا يحضران معاً نشاطات المدرسة. لم يختر الرّجل الهرب إلى مكان لا يستطيع بعده العودة. آسف ميّ. سوف أغادر الآن. لا أجد نفسي مؤهلاً للحبّ.
هل أعجبك هذا أيها الهارب؟ اطمئن. دمرت كل الأشياء الجميلة في عالمي.
أنتَ السبب في كلّ ما يجري لي من فشل وحزن.
آسف عزيزتي ميّ. ليس لدينا في الطيب نصيب
سوف تبقين حبيبتي
وأبقى لك ممتناً
منحتني الأمل والحبّ
لكنّه القدر سلبك مني
والقدر تسبب به شخص يعتقد أنّ عليّ أن أتفهمّ خياره. عدت يا أبي إلى اكتئابي . اطمئن. لن أتزوج، ولن يكون لديّ أطفال.
وداعاً ميّ. كنتٍ حياتي
. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا