الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجمان لسماء واحدة

جهاد الرنتيسي

2017 / 7 / 12
الادب والفن


في الحديث عن اغتيال غسان كنفاني ما يغري باستعادة ماجد ابو شرار والربط بين ملابسات رحيلهما ومشروعيهما وحضورهما في مناخات السياسة والثقافة والاعلام الفلسطينية.
بين المشتركات المبررة للربط اشتغالهما على اعلام غير عادي بعض ملامحه بلوغ القدرة على ابراز عذابات الفلسطينيين وتعرية عنصرية التفكير الصهيوني وتحشيد الرأي العام العالمي الى جانب الحق الفلسطيني.
من خلال تجربتهما الاعلامية تمكنا من النفاذ الى مساحات كانت مقتصرة على التحركات الاسرائيلية الهادفة الى تغييب الفلسطينيين وترويج كذبة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض في جهات الارض الاربع .
الاهم من ذلك مساهمة جوهر ومسار الاعلام الفلسطيني ـ الذي حدداه بدقة ورؤية واضحة ـ في تحصين اجيال فلسطينية وعربية من سموم الديماغوجيا وبروبوغاندا الدعاية الاسرائيلية .
لا يغيب عن مبررات الربط ادراك الشهيدين لاهمية الابداع الادبي في مسيرة التحرر الفلسطينية حيث يعد كنفاني واحدا من ابرز معالم الرواية العربية ولماجد اعمال قصصية ومساهمات نقدية يتفاجأ القارئ العربي بين حين واخر باكتشافها في صحيفة هنا ومجلة ثقافية هناك.
البحث عن الروابط يقود الى الوقع التراجيدي لرحيلهما ففي الحالتين تم تفجير رجل فكر وابداع بطريقة بشعة تنم عن حقد الغزاة وحرصهم على خنق صوت الضحية .
عناصر الربط بين التجربتين لا تبرر ادخالهما القسري في دوامة مقارنة ظالمة لا تخدم دراسة الظاهرة التي تعد من ارقى ما عرفته الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.
على صعيد النتاج الابداعي مثلا استطاع غسان كنفاني توفير الظروف الملائمة للكتابة والتأمل والاطلاع على الادب العالمي مستفيدا من حالة الانسجام النسبي للعلاقات داخل الجبهة الشعبية واهتمام تنظيمه الايديولوجي المنفتح على تفاعلات الفكر اليساري بالمسألة الثقافية.
اختلف الامر مع ماجد ابو شرار ، فقد اضطره صراعه مع انحرافات يمين حركته، ومحاولته الحفاظ على تيارها الديمقراطي لمواجهات داخلية قاسية، وانتزاع مواقع سياسية لا علاقة لها بالابداع الادبي للحفاظ على حالة من التوازن بين الاجنحة ،دون ان يفقد توقه للانتهاء والتفرغ للكتابة الابداعية.
انعكس ذلك على ادائهما واستشهادهما ،ففي الوقت الذي فاض ابداع غسان الروائي لمع نجم ماجد كاعلامي مثقف وقائد سياسي، وبعد سنوات من تحميل الموساد وحده مسؤولية اغتيال الاول لم يخف التيار الديمقراطي في حركة فتح شكوكه بتورط خصومهم مع جهاز المخابرات الاسرائيلي في قتل الثاني.
لم تبتعد عن هذه المناخات طقوس احياء ذكرى الشهيدين ففي الوقت الذي يحرص تنظيم الجبهة الشعبية على فعاليات في اكثر من عاصمة عربية للتذكير ببشاعة جريمة اغتيال كنفاني يقتصر التذكير بماجد على انشطة محدودة تقيمها مؤسسة تحمل اسمه "مؤسسة ماجد ابو شرار الاعلامية" بامكانيات اقل من متواضعة ومشاركة متطوعين امنوا برسالته وفي بعض الاحيان ينشر مقال هنا او هناك للاضاءة على تجربته وتأكيد اهميتها.
مبررات الربط ومحاذير المقارنة لا تحد من حقيقة غير مختلف عليها وهي اننا امام نجمين لسماء واحدة، قدمهما الشعب الفلسطيني ونضاله العادل ليشاركا في انارة ليل المقهورين واخراج ضمير المجتمع الدولي من معاناة انكماشه، وشاركتهما في هذا الفعل الحضاري كوكبة من انبل ما منحه الفلسطينيون للفعل الانساني، لا تبدأ من عند ادوارد سعيد ولا تنتهي بناجي العلي واميل حبيبي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل