الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أذيال رجال السلطة .

يوسف حمك

2017 / 7 / 14
الادب والفن


اتصل بي من مخيمٍ للاجئين ، سألته عن أحواله ...
تأفف كثيراً .... نفخ طويلاً ....
علمت أن الألم يعصره ، و بداخله الوجع يصرخ بشدةٍ .....

ترك كل مسببات الألم جانبا .
و بدأ يشرح بإسهابٍ عن أعظم علة مواجعه بالقول :
أرفض أن أعيش على طريقتهم ،
لا أسند أي طرفٍ ضد الآخر ،
فلا أجد لذاتي مكاناً عما يحدث من حولي ،
و لا يروقني ما يجرحون الآخرين بالظلم و القهر ، و سرقة إرادة العباد ...
توقف عن الكلام برهةً من هول ما يحدث في واقعه المأزوم .

غير أنه صب جام غضبه على كلب من كلاب أحد الأمراء ( حسب تعبيره ) بالقول :
كأشرس كلبٍ عقورٍ صعلوكٍ يعض الناس بكلماتٍ قاسيةٍ ، و إلحاق الأذى بهم ....
يشهر سلاح الغدر في وجهك لو اعترضت أساليبه الملتوية بفعل صنوف أسلحته التي صنعها من عقاقير سم العقارب و الأفاعي .

في إهانة العباد يتمادى ، و لمبادئ القانون و النظام يتلاعب ...
ذائقته الوضيعة منذ الصغر تفرض عليه ممارسة الأفعال المقززة ...
دخول المصحة النفسية أهون عليك من معاشرته لبرهةٍ من الوقت ...
كلما عاث فساداً ازداد شهرةً مشبعةً بسمعةٍ سيئة الصيت و بها يتلذذ .

ذاته مفقودةٌ حينما كان جنيناً و حتى اللحظة الراهنة ، و لا نية له في العثور عليها .
من يسكب كرامته على الأرض ، ليدعس عليها الذاهب و الآتي مقابل كسب أرخص شيءٍ على الإطلاق ،( بالطاعة لأميره ، أو الخضوع لأحد رجال السلطة ) لا يليق به العثور على ذاتٍ ليست له بالأصل .

منابع السعادة لديه هي عرقلة سير المبدعين بالاشتراك مع من على شاكلته ( و ما أكثرهم ) ، و وضع العثرات لإعاقة الحرية ، و منع الذهاب إلى فسحة الأحلام ، و فضاءات الحياة ... على اعتبار أنهم يرون ذلك فناً ككل الفنون ......

يشحذ نفسه الوضيعة كسيفٍ مسلطٍ على رقاب العقول النيرة في مجتمعٍ ركوديٍّ من فرط الجهل فيه الأوصال ترتجف ، و الثوابت الموروثة ناضجةٌ منذ آلاف السنين .....

لامعُ العقلِ للتخطيط في بتر الذمم النزيهة ،
و خياله خصبٌ في رسم خرائط الانتقام ...
لا يستسلم البتة إلا بعد أن ترمي له قطعاً من فتاة الخبز ، أو بضع عظامٍ ، حينها يكف عن النباح ، و يلوح بذيله لك على الرحب و السعة ، و علامات الرضى و الرضوخ تملأ وجهه اللاهث .....

ازدهر في منبع الرذيلة ، و في منبت السوء ترعرع ...
و من هنا ينبع الهوان الذي يعانيه هذا الصنف من الكلاب ، و ما ينم عن ذواتهم الرثة ...
ذاتٌ لا تنطق ، و لا تتحرك إلا لتحقيق شيءٍ لها أو مكسبٍ ، مهما كان الثمن باهظاً أو مكلفاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل