الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلافاتنا إما حزبية أو شخصية!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 7 / 14
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
للأسف إن أغلب الذين يعادون تجربة الإدارة الذاتية هم إما ينطلقون من تجربة ذاتية أو موقف حزبي مسبق وليس من منطلق فكري وقراءة سياسية أخرى تتباين في عدد من القضايا والمسائل السياسية معها حيث لو راجعنا أغلب الصفحات التي تعادي التجربة وكذلك الشخصيات التي تقود ذاك التيار لرأينا -وَكما نوَّهنا سابقاً- هم إما ينتمون لأحزاب وحركات سياسية تختلف وتتصارع مع منظومة العمال الكردستاني على قضايا النفوذ السياسي في أجزاء كردستان، أو إنهم عاشوا تجربة سيئة مع تلك التجربة أو مع بعض الشخصيات والقيادات التي تقودها، طبعاً هذا لا يعني بأن القائمين على تجربة الإدارة الذاتية أو منظومة حركة المجتمع الديمقراطي بريئة من الأخطاء والتبعات، لكن المقصد من الحديث؛ بأن خلافاتنا وللأسف إما شخصية أو حزبية وليست سياسية فكرية!!

وللعلم فإننا نقدر الجانب الإنساني في علاقاتنا مع الآخر ومع قضايا الصراعات السياسية وكنا نأمل أن تكون الإدارة الذاتية والقائمين عليها أكثر حنكة ودراية وذكاء بهذه القضايا والجوانب الإنسانية، وذلك على الرغم من تقديرنا للمرحلة والتجربة والخبرة الضعيفة على العموم بهذه المسائل الإدارية، لكن ورغم كل ذلك فإنه من الضروري لنا جميعاً أن نعي مسألة جد وطنية، ألا وهي؛ أن الصراع والخلاف الحزبي والشخصي يجب أن لا يكون سبباً لأن يفقد أحدنا توازنه السياسي الوطني والإنساني في مقارباته وقراءته للتجارب الوطنية الكبرى .. وهنا أودّ التذكير بحادثتين إحداهما مرّت معي شخصياً والأخرى لطبيب فلسطيني تابعتها من خلال الميديا والإعلام.. وإليكم التجربتين.

بخصوص تجربة الطبيب الفلسطيني، كان الرجل قد فَقدَ ثلاثة أبناء له نتيجة الغارات الإسرائيلية عام 2006 على قطاع غزة، لكن وعلى الرغم من حجم مأساته الشخصية فقد بقي طبيباً في إحدى مشافي إسرائيل يقدم خدماته الطبية وهو يقوم بمعالجة الأطفال الإسرائيلين "وعرب 48"؛ أي أن مأساته الشخصية لم تفقده إنسانيته ومهنته الخدمية .. أما بخصوص تجربتي الشخصية وكما يعلم الكثيرين منكم فلقد تعرضت لموقف لا أحسد عليه من قبل الآسايش عام 2013 حيث كنت حينذاك بالبلد وقد كتبت وقتها عن ذلك وتعاطف الكثيرين مشكورين، لكن وللأسف جعل البعض منها شماعة يذكرني بها بين الحين والآخر ومنهم من تندم لأنه تعاطف معي يومها؛ كوني أتعاطف حالياً مع تجربة الإدارة الذاتية، متناسين بأن تعاطفي هي مع قضية شعبي وليست مع جهة سياسية؛ أي أينما وجدتُ بأن هناك تجربة يمكن أن تقدم الفائدة لقضايانا فإنني سأكون من الداعمين لها حيث من المعلوم لكم جميعاً كنت وما زلت من الداعمين لتجربة الديمقراطي الكردستاني والبارزانيين ومشروعهم القومي في إقليم كردستان.

وهكذا ومن نفس المنطلق والقراءة السياسية، فإنني سأبقى من الداعمين لتجربة الإدارة الذاتية كوني أَجِد فيها الفائدة لشعبنا حيث وكما قلت مسبقاً فإنني أنطلق من مواقف سياسية وطنية -أو على الأقل ذاك ما أحاوله- وذلك في قراءاتي لمجمل المشاريع والملفات والتيارات السياسية وليس من منطلق شخصي أو أيديولوجي مسبق من أي تجربة وطنية.. وبالمناسبة، ربما لو بقيت في الوطن ما كنت قدرت تجاوز ذاك الحاجز النفسي أو بقيت أسير الحدث اليومي ووجدت بأن أي إقتراب من الإدارة الذاتية قد يفسّر بطريقة مريبة، رغم أن البعض يفسرها كذلك وهم يعلمون بأن وضعي الحالي وكذلك شخصيتي وأخلاقي لا تسمح لي بذلك وهي لم تسمح وأنا أعيش لحظات إنكسار حقيقية في إقليم كردستان حيث مررت بتجربة مشابهة وربما أكثر مرارةً كونها جاءت من رفاقي وليس من خصوم سياسيين كما في تجربتي مع آسايش الإدارة الذاتية.

وبالتالي فإن قراءتي خاضعة لضميري ولمصلحة شعبنا وليست لأي إعتبارات أخرى وذلك مهما أدعى البعض بأنني أو الاقتراب من الإدارة الذاتية لمكاسب شخصية وهم في قرارة نفسهم يعلمون بأنهم منافقون كاذبون، بل هم على علم أيضاً بأن الإدارة الذاتية ومنظومة العمال الكردستاني عموماً لا تقدم الكثير من الإمتيازات والمناصب، لكن للأسف الكثير يستخدم تلك الحادثة بأسلوب وطريقة لئيمة وفِي محاولة بائسة منه لكي يوجه إساءة شخصية فقط وذلك بعد أن يئس تماماً بأن ذاك الأسلوب الرخيص لن يثنيني عن دعم تجربة الإدارة الذاتية، كما تجربة الإقليم الكردستاني .. ولعلم هذا الدعم ليس حباً وهياماً بالتجربتين وبأنهما تجارب مثالية، كما يروج البعض من مريدي كل طرف سياسي، بل هي منا قراءتي وقناعتي؛ بأنهما الأفضل على الساحة وبالتالي يجب دعمهما ولكن بنفس الوقت توجيه النقد في سبيل الإرتقاء بهما وذلك على أمل تحقيق أحلام شعوبنا في الحرية والكرامة والاستقلال السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا


.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة




.. كلمة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة عقب الفيتو الأميركي


.. -فيتو- أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. عاجل.. مجلس الأمن الدولي يفشل في منح العضوية الكاملة لفلسطين