الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع إصلاح التعليم في ليبيا ...الوصايا العشر

حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)

2017 / 7 / 15
التربية والتعليم والبحث العلمي


قامت أحد مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بقضايا التعليم بتوجيه دعوة لي للمشاركة في مشروع يهدف إلى إصلاح التعليم في ليبيا، حيث اعتذرت لأسباب ليس هنا مجال ذكرها، إلا أنني أود سرد بعض الضوابط والممارسات التي ينبغي الأخذ بها في أي مشروع وطني يهدف إلى إصلاح التعليم، وهي :
1. إن دول العالم المتقدمة لا تتوانى في دق ناقوس الخطر عندما يصل الخلل والضعف إلى منظومة التعليم، "كما هو الحال لدينا الآن"، لتصبح عملية الإصلاح همًّا وطنيًّا جامعًا، لا مهمة مؤسساتيّة، بغية تحديد الإجراءات اللازمة لإصلاح مخرجات تلك المنظومة، بالتالي من الضروري أن تكون أهداف المشروع واضحة، ومعلنة، لا أن تكون حبيسة الادراج والمكاتب المغلقة، فمن الضروري أن يشارك كل الأطراف ذات العلاقة بالعملية التعليمية في وضع القيم، والرؤية، والأهداف لمشروع إصلاح التعليم، وأهم تلك الأطراف هي وزارة التعليم، كونها هي الجهة التي يُناط بها تنفيذ المشروع.
2. تشكيل فريق وطني من الخبراء والمهتمين بقضايا التربية والتعليم، وفقًا لمعايير واضحة، ومعلنة، على أن يكون رئيس الفريق من الشخصيات التربوية ذات الكفاية، والخبرة، ويكون قرار الفريق صادر من رئاسة الحكومة.
3. ينبغي على القائمين بعملية الإصلاح تفادي الإبهام، وأن يتم رسم خطاً واضحاً عن موضوعات الإصلاح حتى لا يبقى هناك مجالُ للخلط.
4. إصلاح التعليم يحتاج إلى حزمة من القوانين واللوائح الداعمة والمساندة له، بالتالي من الضروري القيام بمراجعة ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ المنظمة للعملية التعليمية، وذلك بما يخدم عمليات الإصلاح، وتحقيق أهدافه المنشودة وقيمه واحتياجاته .
5. رصد ميزانية للصرف منها على عمليات الإصلاح، لكون إصلاح التعليم يتطلب زيادة نصيبه في الميزانية العامة للدولة على نحو يقوم بأعباء عملية الإصلاح ومطالبها، شريطة أن تكون هناك خطط واضحة ومحددة ومدروسة لإنجاز عمليات الإصلاح.
6. خلق التعبئة الكافية لضمان مشاركة كل الأطراف، قصد الإسهام البنّاء في تفعيل مقتضيات الإصلاح، من خلال تنظيم ورش عمل، وحلقات نقاس، ولقاءات تحاورية، تنبثق عنها خلاصات وتوصيات ملزمة، ويشارك فيها أطراف العملية التعليمية، مع الحرص على الاستئناس بالتجارب الإقليمية والدولية.
7. دعم المبادرات والممارسات التعليمية الوطنية، وتأصيل ثقافة الإبداع والتميز، وذلك بإيجاد برامج لتحفيز المؤسسات التعليمية المتميزة في تطبيق الجودة وضمانها ومكافأتها، وذلك من خلال استحداث جوائز ذات علاقة بالعملية التعليمية.
8. تحديد الأولويات وعمليات الإصلاح الواجب البدء منها في مخطط الإصلاح، وذلك من خلال التركيز على الإشكالات التي تتطلب التدخل الآني، مثل : إصلاح كليات التربية، ووضع معايير خاصة في عملية قبول أعضاء هيئة التدريس بها ، إضافة إلى معايير خاصة لقبول الطلبة، فالقصور في العملية التعليمية يبدأ من فترة إعداد المعلمين في كليات التربية، بالتالي يتوجب إعادة الاعتبار للمعلم، كونه حجر الزاوية، ونقطة الارتكاز الأساسية لإنجاح مشروع الإصلاح، والعمل على بناء برامج وأنشطة تحفيزية، كذلك ضرورة تعبئة المعلمين وإشراكهم في جميع مراحل العملية الإصلاحية، قصد ضمان مشاركتهم ومساهمتهم الفعالة في مجهودات الإصلاح، إضافة إلى بناء برامج لرفع قدراتهم على مدى سنوات خدمتهم، ووضع قواعد وأسس جديدة تقوم على معايير محددة وواضحة، لاختيار معلمين الجدد وتعيينهم وترقيتهم.
9. الإسراع في تنفيذ مشروع الإطار الوطني للمؤهلات العلمية.
10. الاسراع في تفعيل برامج الجودة وضمانها في مؤسسات التعليمية، وبشكل خاص في مؤسسات التعليم الأساسي، والثانوي، من خلال إنشاء وحدات الجودة وتقييم الأداء على مستوى المدارس، وعلى مستوى المكاتب التعليمية، وعلى مستوى المناطق، وعلى مستوى الوزارة.
وأخيراً فإن نجاح مشروع إصلاح التعليم في ليبيا سيكون رهين بإنهاء حالة الحرب والانقسام المجتمعي، إضافة إلى مدى ارتباطه وتناغمه مع مشروع إصلاح وطني شامل يتضمن الإصلاح السياسي، والاقتصادي، والثقافي، لأن أي انفراط في عمليات الاصلاح، واختلاف أهدافها، سوف يخل بترابطها ويطيح بجودتها، وبالتالي لن تُؤتي عمليات الإصلاح نتائجها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبز يعيد بارقة الأمل الى سكان غزة | الأخبار


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يضع دول المنطقة أمام تحديات سياس




.. العاهل الأردني: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة وأمنه فوق


.. هل على الدول الخليجية الانحياز في المواجهة بين إيران وإسرائي




.. شهداء وجرحى جراء قصف قوات الاحتلال سوق مخيم المغازي وسط قطاع